*فادي السمردلي يكتب: طول النخلة وعقل السخلة قيادات تسقط عند الاختبار*

*بقلم: فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في المشهد السياسي ، يمكن تلخيص واقع مرير بقول مأثور شعبي (الطول طول النخلة والعقل عقل السخلة) هذا الوصف يجسد التناقض الصارخ بين الهيبة الظاهرة التي تخدع الناس، وبين الحقيقة الباطنة التي تكشف هشاشة الجوهر فقد أظهرت العقود الأخيرة أن بعض القيادات تستمد حضورها من مظاهر القوة والبريق الإعلامي، في حين تفتقر إلى العمق الفكري والرؤية القادرة على مواجهة التحديات المصيرية.

النخلة، التي تبدو شامخة في الحقول، لا تثمر أو تصمد أمام الرياح إذا افتقدت جذورها للقوة وعلى ذات النهج، يظن بعض القادة أن المظهر البراق هو المفتاح لاستمرارية السلطة، غير مدركين أن السياسة لا تُدار بالصورة ولا بالشعارات، بل بالقدرة على التفكير العميق ووضع الخطط الاستراتيجية التي قد تبهر الجماهير مؤقتا بالإطلالات الإعلامية وخطابات مشحونة بالعواطف، لكن هذا الوهج يبهت سريعًا أمام الواقع الذي يتطلب قيادة واعية قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة ومدروسة.

إن وصول بعض الشخصيات إلى مراكز القيادة استنادًا إلى ألقاب مسبقة او عائلية أو شعارات براقة، دون امتلاك مؤهلات فكرية حقيقية، أصبح ظاهرة مألوفة فهؤلاء القادة غالبًا ما يبدون مقبولين في البداية، حيث يلمعون كرموز للتغيير أو القوة، لكنهم يفشلون عند اختبار الواقع فالأزمات لا تُحل بالشعارات، والجماهير لا تبحث عن خطب حماسية بقدر ما تتوق إلى حلول ملموسة تعالج مشكلاتهم اليومية وتؤسس لمستقبل أفضل.

السياسة ليست حقلًا لاستعراض المهارات الإعلامية أو لعبة لتلميع الصورة الشخصية إنها علم وفن يقومان على التخطيط بعيد المدى، إدارة الأزمات، وإيجاد حلول عملية لمشكلات معقدة لكن ما يميز بعض القيادات السطحية هو ضيق الأفق، واعتمادها المفرط على شعبيتها الآنية التي غالبًا ما تتآكل تحت ضغط الإخفاقات المتكررة.

المشكلة الكبرى أن هؤلاء القادة يظنون أن نجاحهم في تصدر المشهد يعتمد على قدرتهم على جذب الأضواء ولكن في الواقع، الشعوب لم تعد تعيش على الوعود الفارغة ولا تنخدع بالبريق الإعلامي فهي تنتظر أفعالًا حقيقية تؤتي ثمارها في تحسين مستوى الحياة العامة، وليس مجرد خطابات تُعاد صياغتها في كل مناسبة.

اللحظة الحاسمة تأتي عندما تجد هذه القيادات نفسها عارية أمام الأزمات الكبرى وهنا تنكشف الحقيقة لا يكفي الطول ولا الهيبة الشكلية بل إن الجذور الفكرية العميقة، والرؤية المستنيرة، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، هي ما يحدد نجاح القائد فالقيادات التي تفتقر إلى هذه المقومات ستصبح عبئًا، وستتآكل مصداقيتها حتى تسقط تمامًا.

إلى هؤلاء الذين يعيشون في أوهام القوة الظاهرة، ويفضلون المماطلة والاستعراض السياسي، يجب أن تفهموا أن زمن الشعارات الفارغة قد ولّى فالعالم اليوم بحاجة إلى قيادات حقيقية، تمتلك رؤية ثاقبة، وخططًا عملية للنهوض بشعوبها فالشعوب ستُحاسبكم على الإنجازات، لا الأقوال.

إذا واصلتم السير على هذا النهج السطحي، فإن نهايتكم ستكون أقرب مما تتصورون فكما تسقط النخلة التي لا جذور لها أمام أول عاصفة، ستسقطون أنتم أمام أول أزمة حقيقية فالمستقبل لا يرحم، ولا مكان فيه لقادة يعيشون على وهم المظاهر إما أن ترتقوا بمستوى الفكر، وتكونوا قادة حقيقيين، أو أن تتركوا المشهد لمن يملك القدرة على القيادة نحو الأفضل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.