*فادي السمردلي يكتب:هل أنت أردني منتمي أم مجرد رقم وطني؟*
*بقلم: فادي زواد السمردلي* …
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
الوطن ليس بطاقة هوية، وليس رقماً وطنياً مطبوعاً على ورقة رسمية الوطن ليس فندقاً تقيم فيه مؤقتاً أو محطة تستريح بها لتكمل مسارك والوطنية ليست شعاراً يكتب على الجدران ولا خطاباً يُلقى في المناسبات الوطنية هي جوهر الحياة، هي المعركة التي تخوضها كل يوم لتثبت أنك تستحق هذا الانتماء.
أن تكون أردنياً يعني أن تحمل هذا الوطن في قلبك قبل أن تحمله في جيبك، أن تذود عنه بروحك قبل أن تتشدق باسمه أن تكون أردنياً لا يعني أن ترفع علم الوطن يوم الاحتفال وتنساه باقي الأيام، أو أن تردد النشيد الوطني بصوت عالٍ أمام الآخرين بينما تبيع هذا الوطن بصمت خلف الكواليس.
إذا كنت تظن أن الوطنية مجرد زينة تعلقها على صدرك أو شعار تُظهره وقت الحاجة، فأنت لست سوى رقم تائه، عبىء على تراب الوطن فإن لم تكن تحمل في داخلك شجاعة الدفاع عن الأردن، إذا لم تصرخ في وجه الخيانة، إذا لم تحارب الفساد وتناضل من أجل مستقبل أنقى، فأنت مجرد مستهلك لا يُقدَّر انتماؤه.
الوطنية ليست أن تستنزف موارد الوطن دون أن تقدم له شيئاً في المقابل الوطنية أن تحمي أرضك كما تحمي بيتك، أن تحافظ على موارد بلدك كما تحمي ممتلكاتك الشخصية فالوطن لا يحتاج متفرجين يقفون على الحياد، يراقبون بأعين ميتة وينتقدون بلا حراك. الوطن يحتاج محاربين يزرعون بذور الأمل، بنائين يعمرون ويصونون، صُنّاعاً ينهضون به من الرماد.
أن تكون مجرد رقم يعني أن تكون بلا قيمة، تستهلك أكثر مما تعطي، تنتقد أكثر مما تُصلح، تعيش في الهامش دون أن تساهم في كتابة السطر فأن تكون مجرد رقم يعني أنك تكتفي بأن تَأخذ دون أن تُعطي، أن ترى الوطن كآلة تُسحب منها دون التفكير في إعادة تشغيلها أو إصلاحها.
أما أن تكون وطنياً بحق، فهذا يعني أن تكون في الصفوف الأمامية عند الحاجة، أن تتحمل المسؤولية، أن تُبني وتُضحي وتُدافع فالوطنية ليست اختياراً ولا رفاهية للشرفاء ، هي واجب عليك أينما كنت، هي فرض عين على كل من وُلد على هذا التراب أو عاش فيه.
إذا كنت تعيش حياتك ناقداً سلبياً بلا أي محاولة للتغيير، مكتفياً باللوم، تُلقي عبىء المسؤولية على الآخرين دون أن تساهم ولو بخطوة صغيرة، فأنت لا شيء سوى رقم ميت يُضاف إلى الإحصاءات أما إذا أردت أن تكون أردنياً حقاً، فعليك أن تعيد صياغة علاقتك مع هذا الوطن، أن تدرك أن الولاء عمل لا كلمة، أن الانتماء فعل لا شعار.
اجعل نفسك وطنًا كن نبضاً حياً فيه، كن شاكرا، لأن هذا الوطن لا يقوم إلا على من يحملونه في أرواحهم أما الأرقام؟ فهي مجرد أصفار تُضاف لتكتمل الإحصائيات، ثم تُنسى بلا أثر فكن منتمي للوطن الذي ضمك واحتواك وأشكر ربك انت لست مشردا.