*فادي السمردلي يكتب: الفشل الإداري للأحزاب سقوط👇🏿 للهيكل التنظيمي في دوامة المصالح والولاءات*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
ماذا يعني الفشل الإداري للأحزاب 👇🏿👉؟
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
الفشل الإداري للأحزاب السياسية ليس مجرد عارض أو مشكلة عابرة، بل هو تجسيد صارخ لانهيار كامل للمنظومة الحزبية التي كانت يوماً ما تمثل الأمل في التغيير والإصلاح فهذا الفشل ليس خطأ بسيطاً بل هو انهيار داخلي شامل ناتج عن سياسات ضيقة وفوضوية، حيث يتم تهميش كل من يملك الفكر الإصلاحي الحقيقي لصالح الولاءات الشخصية والمصالح الذاتية فبعض الأحزاب التي تدعي العمل من أجل الشعب، تتحول تدريجياً إلى هياكل فارغة، لا تحمل أي مضمون سوى الشعارات الجوفاء الذي لا يعبر عن أي قيمة حقيقية.
الفشل يبدأ من داخل التنظيمات الحزبية نفسها، حيث لا يتم اتخاذ القرارات اختيار القيادات بناءً على الكفاءة والقدرة على الإنجاز، بل وفقًا للولاءات الشخصية والمصالح الضيقة فتُهمش الطاقات والكفاءات الحقيقية، وتُعاد إلى السطح الوجوه التي أثبتت فشلها في المناصب السابقة فهذا النظام الذي يسعى إلى تأبيد الفشل ويغلق أبواب التغيير، يجعل من الحزب مجرد ملجأ للسياسيين العاجزين الذين يبحثون عن مكان للبقاء على الساحة السياسية دون أي مشروع حقيقي.
سوء الإدارة يتجسد بشكل مروع في اختيار القيادات الحزبية، التي تقتصر على استرضاء الأفراد وتنفيذ المصالح المتبادلة، مما يساهم في تكرار نفس الأخطاء والوجوه التي لا تملك أي رؤية للإصلاح فالأحزاب، بدلاً من أن تكون حاضنة للإبداع والابتكار، تتحول إلى ملاذ للمصالح الشخصية على حساب الشعب وقضاياه الحقيقية ومن المفترض أن تكون الأحزاب أداة حقيقية للتغيير، ولكن ما يحدث هو أن هذه الأحزاب تحولت إلى هياكل فارغة لا هدف لها سوى الحفاظ على مصالح القيادات الفاشلة.
ويتجسد سوء الإدارة ايضا بالنسبة للشباب باستغلالهم تحت مسمى “الشباب المحرك”، كأدوات دعائية في يد قيادات الأحزاب الفاشلة ويتم تسويقهم في الاجتماعات والملتقيات كواجهة عصرية لتمثيل الحزب، بينما تُحصر أدوارهم في التصفيق والترويج لصورة الحزب لا أكثر فلا يُمنح الشباب أي فرصة حقيقية للمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات، ولا يُتاح لهم المجال لبناء مستقبل سياسي حقيقي فهذا الاستغلال المقيت لا يمثل أي توجه إصلاحي، بل يفضح حقيقة الفشل الفكري والانهيار الأخلاقي الذي تعيشه الأحزاب الفاشلة اداريا.
تتخذ هذه النوعية من الأحزاب من الشعارات الإعلامية بديلاً عن العمل الجاد والحلول الحقيقية تروج للأفكار المنمقة وتصدر البيانات الصحفية التي لا تُترجم إلى أفعال حقيقية على الأرض فشعاراتهم لا تستطيع حل قضايا البطالة والفقر ولا تخفف من معاناة الناس اليومية فالأحزاب التي تركز على التغطية الإعلامية فقط، هي أحزاب عاجزة عن تقديم أي حلول عملية أو رؤية استراتيجية للنهوض بالمجتمع.
الأحزاب التي تدير نفسها بهذه الطريقة، وتستمر في تهميش الكفاءات وعدم تمكين الشباب، هي أحزاب محكوم عليها بالموت البطيء ولن تحقق أي تغيير حقيقي ما دامت تصر على البقاء في دوامة الفشل الإداري والشعارات الفارغة فلا يمكن لأي حزب أن يكون أداة إصلاح إذا كان عاجزًا عن تقديم برنامج حقيقي يلامس قضايا المواطنين فالأحزاب التي لا تؤمن بالكفاءات ولا تمنح الشباب فرصًا حقيقية في القيادة، هي أحزاب اختارت أن تكون جزءًا من الأزمة بدلاً من أن تكون جزءًا من الحل.