غزة تنزف – صرخة إلى الضمير الإنساني
الدكتور هاني محمود العدوان – منظمة العفو الدولية …
تستمر غزة في دفع ثمن باهظ لدوامة العنف المتصاعد، بينما يقف العالم متفرجًا على آلة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم يتردد السؤال نفسه بإلحاح، إلى متى سيستمر هذا الكابوس، ومن سيضع حدا لهذه الغطرسة التي تتجاوز كل القوانين والأعراف الإنسانية
إن الصمت العربي المطبق يثير الغضب والاستياء، كيف يمكن لأمة أن تشاهد إخوتها يذبحون أمام أعينها دون تحرك، أين النخوة العربية التي تغنى بها الأجداد، أين المبادرات والتحركات الحاسمة التي يجب أن تتخذها الدول العربية لوقف هذا العدوان السافر
لم تعد بيانات الشجب والإدانة كافية، المطلوب تحركات ملموسة، وضغوط دولية حقيقية لإصدار قرارات صارمة، وعقوبات تجبر هذا الكيان الذي تجاوز كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية على وقف عدوانه
يجب الضغط على مجلس الأمن لفرض قراراته، وعلى الدول الكبرى للتوقف عن تقديم دعمها اللامحدود لإسرائيل، والذي أصبح وصمة عار في تاريخها
إن صمود الشعب الفلسطيني، رغم كل الألم والمعاناة، وتمسكه بحقوقه يبرز حقيقة حقه في تقرير مصيره على أرضه المحتلة، يجب مساندته ومنحه حقه في الحياة والحرية والكرامة
هذا الشعب الذي قدم أغلى التضحيات يستحق أن يعيش في سلام وأمان، ولكن، إلى متى سيستمر هذا الصمود في ظل التجاهل العالمي
الحل الوحيد لهذا الصراع هو إجماع دولي لفرض حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق شعبها، ويقيم دولتها المستقلة وعاصمتها القدس
هذا الحل يتطلب إرادة دولية صادقة، وضغطا حقيقيا على دولة الاحتلال، ودعما غير مشروط للشعب الفلسطيني.
باسم منظمة العفو الدولية، نطلق هذا النداء إلى الضمير الإنساني، غزة ليست مجرد رقم في نشرات الأخبار، إنها بشر، أطفال ونساء وشيوخ، لهم الحق في الحياة مثلنا تمامًا. فلنرفع أصواتنا، ولنعمل معًا لوقف هذا الظلم، ولنقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته التي طالت
فالضمير الإنساني لا يمكن أن يصمت أمام هذه المأساة.