*فادي السمردلي يكتب: هل (اللي استحوا ماتوا🫵) واقع أم مبالغة؟*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
اللي استحوا ماتوا!!!!🫵🫵 واقع أليم ففي عالم أصبح يقيس النجاح بعدد المتابعين لا بصدق الكلمة، وبحجم الجرأة لا بعمق الأخلاق، يجد الإنسان النزيه نفسه غريبًا وسط واقع يتغذى على التلاعب والانتهازية فلم يعد الحياء فضيلة تُحترم، بل أصبح يُنظر إليه كعائق أمام تحقيق الطموحات، وكأن من يلتزم بالقيم والمبادئ يعيش في الماضي ولا يدرك أن قواعد اللعبة قد تغيرت فأصبحنا في زمن يُكافَأ فيه المتملقون، ويُصفَّق فيه لمن يتجرأ على كسر المحرمات، بينما يُنحَّى أصحاب الحياء جانبًا، وكأن وجودهم بات غير ضروري في معركة لا أخلاقية تحكمها المصالح الضيقة.
في العمل☝️ ، نجد أن الترقية لا تُمنح للأكثر كفاءة، بل للأكثر قدرة على التملق والتسلق دون خجل ومن يحترم زملاءه، ويعمل بجد ونزاهة، يُعتبر “طيبًا أكثر من اللازم”، بينما يُشاد بمن يتقن لعبة المراوغة وتقديم المصالح الشخصية على المبادئ ففي العلاقات الاجتماعية، أصبح الإخلاص قيمة هامشية، والصدق يُقابل بالخذلان، وكأن من يلتزم بالشرف والكرامة يعزل نفسه عن واقع بات يمجد الخداع والتلاعب بالمشاعر وفي الإعلام، لم يعد التميز مرتبطًا بالمحتوى العميق أو الرسائل الهادفة، بل أصبح النجاح من نصيب من يثير الجدل ويتجاوز الخطوط الحمراء لاخلاقيات المجتمع دون تردد.
حتى على المستوى الشخصي، أصبح الإنسان يشعر أنه مضطر للتخلي عن جزء من قيمه حتى يتمكن من البقاء في الساحة زمن من يرفض السير مع التيار يجد نفسه في عزلة، وكأن المبادئ أصبحت رفاهية لا يمكن لمن يسعى إلى النجاح أن يتحملها فلم يعد هناك مكان لمن يخجل من الظلم، أو يتحرج من خيانة الثقة، أو يشعر بالذنب عند انتهاك الحقوق، لأن هؤلاء يُنظر إليهم وكأنهم ضعفاء في عالم لا يرحم.
لكن، رغم كل هذا، هل يمكن القول حقًا إن “اللي استحوا ماتوا”؟ ربما أصبحوا أقلية، وربما لا يتصدرون المشهد،لأن الحياء ليس ضعفًا، بل هو القوة الحقيقية التي تمنح الإنسان كرامته وهو الحد الفاصل بين الإنسان المتحضر والإنسان الفوضوي فقد يبدو الحياء وكأنه عبىء في عالم مهووس بالجرأة، لكنه في الحقيقة درع يحمي صاحبه من السقوط في مستنقع الانحلال الأخلاقي فالعالم قد يتغير، والمجتمعات قد تتبدل، لكن ليعلم الجميع ان الحياء ليس عارًا، بل هو شرف، ومن يملك الشرف سيبقى خالدًا، حتى في زمن يتوهم فيه البعض أن النجاح لا يأتي إلا على أنقاض المبادئ .