*فادي السمردلي يكتب:نخبة الولائم😉 طفيليات التفاخر التي تقتل الإبداع*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

في زمن تحتاج فيه المجتمعات إلى العقول المبدعة والمشاريع الطموحة، تبرز “جماعة الولائم” كظاهرة خطيرة تعرقل التقدم وتُرسّخ ثقافة التفاخر الأجوف. فهؤلاء لا يصنعون إنجازات، ولا يساهمون في تطوير مجتمعاتهم، بل يختزلون النجاح في قدرتهم على تنظيم ولائم فاخرة، حيث تُنثر الأطباق ببذخ لا معنى له، وتُلتقط الصور التي توحي بسطوتهم وبطولاتهم الزائفة. إنهم لا يُنتجون معرفة، ولا يُديرون اقتصادًا، ولا يُقدّمون حلولًا لمشاكل الناس، بل يستهلكون بلا وعي، ويشترون الولاءات بكؤوس☝️ الشاي وصواني الطعام، معتقدين أن التصفيق الذي يتلقونه حول موائدهم يُضفي عليهم قيمة حقيقية.

هذه الفئة لا ترى النجاح إلا مهرجانًا للاستعراض، حيث تُستدعى الوجاهة الاجتماعية ببطاقات الدعوة، وتُبنى العلاقات بناءً على من دعا ومن استجاب، وكأن الوليمة أصبحت معيارًا للقوة والنفوذ.في مجتمعات لا تُقدّر العمل الجاد، ولا تعترف بالأفكار الخلّاقة والإنجازات الحقيقية، تهيمن هذه الثقافة التي تمنح الاحترام لمن يُنفق بسخاء على موائد التملّق، لا لمن يُحقق إنجازات تُغيّر الواقع. وهكذا، يجد المبدعون والعاملون بصمت أنفسهم مُهمّشين، بينما يعتلي المشهد من يتقنون فن التودد والظهور الفارغ.

والأخطر من ذلك، أن هذه الجماعة لا تكتفي بتكريس ثقافة الإسراف والتفاخر، بل تحارب كل من يسعى إلى تحقيق إنجاز حقيقي، لأن النجاح الفعلي يكشف زيفهم، ويفضح ضحالة قيمتهم. إنهم يخشون المقارنة بأصحاب الرؤى، لأنهم يعلمون جيدًا أنهم لا يمتلكون سوى المظاهر التي تنهار أمام أي إنجاز ملموس. لذلك، تراهم يحاصرون الناجحين، ويحاولون إقصاء كل من لا ينتمي إلى دائرتهم الضيقة، حيث الوليمة أهم من الفكرة، والمظهر أهم من الجوهر.

إن استمرار هذه الثقافة يُهدّد مستقبل المجتمعات، لأنها تقتل روح الإبداع، وتجعل الاستهلاك معيارًا للتقدير بدلًا من الإنتاج. وبينما تتقدّم الدول العظمى بفضل العقول التي تُبتكر وتُخطط وتُنفّذ، نجد بعض المجتمعات تُهدر طاقاتها في دعوات لا تُثمر إلا المزيد من الانحطاط القِيَمي. كيف لمجتمع أن ينهض عندما يُكرَّم المبذّرون بدلًا من المبتكرين؟ كيف نتوقع التقدّم إذا كان أصحاب النفوذ هم تجار المجاملات، لا صُنّاع الأفكار؟

الحل لا يكون بالتجاهل أو المهادنة، بل بثورة فكرية تُعيد ترتيب الأولويات، وتجعل الإنجاز الحقيقي هو المعيار الوحيد للاعتراف بالمكانة. يجب أن يُفضح هذا السلوك، وأن يُعاد الاعتبار لأولئك الذين يعملون بعيدًا عن الأضواء، ويصنعون فرقًا حقيقيًا. فالمجتمعات التي تُدار بالولائم لا تُنتج سوى المتسلقين والانتهازيين، أما تلك التي تُقدّر الإبداع والكفاءة، فهي التي تصنع مستقبلًا حقيقيًا. إذا أردنا التقدّم، فعلينا أن نضع حدًّا لجماعة الولائم، وأن نُكرّس ثقافة العمل والإنجاز، لأن الأمم العظيمة لا تُبنى على موائد الطعام، بل تُبنى على العقول التي تُبدع، والسواعد التي تبني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.