حماس في غزة بين المقاومة والحكم… إلى أين تتجه الأمور …
بقلم: د. هاني محمود العدوان ….
منذ تأسيسها عام 1987، رسخت حركة حماس صورتها كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على الصراع، تتصاعد التساؤلات حول مستقبل الحركة ودورها في قطاع غزة، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع
غضب شعبي متصاعد ….
شهدت غزة مؤخرا مظاهرات شعبية تطالب حماس بإنهاء الصراع مع إسرائيل والرحيل عن القطاع، تحت شعار “بدنا نعيش”
تعكس هذه المظاهرات حالة الإحباط والغضب المتزايد بين السكان، الذين يعانون من تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية نتيجة للصراع المستمر
حيث يعيش سكان غزة ظروفا إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء والكهرباء، بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية، كما أدت الحرب إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، مما زاد من حالة اليأس وفقدان الأمل في المستقبل، يضاف إلى ذلك الحصار المفروض على القطاع والذي يزيد من صعوبة الأوضاع
الوضع السياسي الداخلي وتأثيره على شعبية حماس…
يشهد الوضع السياسي الداخلي في غزة تعقيدات كبيرة، حيث تعاني الفصائل الفلسطينية من انقسام عميق، وتتزايد الانتقادات الموجهة لحماس بسبب إدارتها للقطاع، وقد أدى هذا الوضع إلى تراجع شعبية حماس في بعض الأوساط، خاصة بين الشباب الذين يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء الصراع
موقف حماس من الاحتجاجات…
لم تصدر حماس تعليقا رسميا على المظاهرات، لكن بعض قياداتها اتهمت جهات خارجية بالتحريض على التظاهر، وتشير بعض المصادر إلى أن حماس اتخذت إجراءات لقمع المظاهرات، بما في ذلك اعتقال بعض المتظاهرين
السيناريوهات المحتملة…
أمام هذه الإشكالية، لابد من تصور عدة سيناريوهات محتملة يعتمد عليها مستقبل حماس، أبرزها نتائج الحرب مع إسرائيل، والضغوط الدولية، وموقف السكان المحليين، ومن غير المرجح أن تتخلى حماس عن حكم غزة بسهولة، لكنها قد تضطر إلى تقديم تنازلات في حال تصاعد الضغوط عليها
السيناريوهات المحتملة تشمل …
استمرارها في حكم غزة، مع تراجع نفوذها
تقاسم السلطة مع فصائل فلسطينية أخرى
الخروج من غزة بشكل كامل
التأثيرات الإقليمية المحتملة …
يحمل الوضع في غزة تأثيرات إقليمية واسعة، فقد يؤدي استمرار الصراع إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وزيادة التدخلات الخارجية، كما أن أي تغيير في ميزان القوى في غزة قد يؤثر على علاقات الدول الإقليمية مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى ذلك، فإن الوضع في غزة يعتبر عاملا مؤثرا على الرأي العام العربي والإسلامي، وقد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الحكومات في المنطقة
تداعيات ما بعد حماس…
يجب أن لا نغفل عن تداعيات ما بعد حماس، إذ لابد وأن يحمل رحيلها تداعيات خطيرة، تؤدي إلى فراغ في السلطة في غزة، مما سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف، كما يؤدي إلى تغيير في ميزان القوى في المنطقة، ويؤثر على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، كما يجب الأخذ بالاعتبار أن أي فراغ سياسي في غزة سيفتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية للتدخل
ويبقى السؤال المحير، هل حان وقت رحيل حماس، وهل يمكن لحركة مقاومة مثل حماس أن تتنازل عن وجودها كحركة مقاومة بدون ثمن، وهل ستكون البدائل المطروحة أفضل حالا لسكان غزة ….
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.