✍️ *فتنةٌ بوجهين.. شيطانٌ يعظ.. وجلّادٌ يُنَصِّب نفسه إلهاً..*
محمود الدباس …..
في زوايا هذا العالم الموبوء بأشباه الرجال.. تنهض الفتن كأفاعٍ.. تنفث سمّها في الأرواح قبل الأجساد.. لا تستأذن حين تدخل المجالس.. ولا تطرق باب العقول قبل أن تعبث بها.. إنها لا تحتاج سلاحاً.. ولا جيشاً.. يكفيها بوقٌ مأجور.. أو حنجرةٌ مسمومةٌ تعوي على المنصات.. أو خلف شاشات الهواتف.. لتشقّ صفاً.. وتُطفئ نوراً.. وتوقد نيراناً بين الإخوة والجيران..
أولئك العازفون على وتر الفُرقة.. لا دين يجمعهم.. ولا وطن يسع خيانتهم.. يلبسون قناع الحريص.. ويخدعون السذج بلغةٍ ظاهرها حقٌ.. وباطنها خنجر.. يستغلون كل حدث.. مهما صغُر.. أو عظُم.. ليغرزوه في خاصرة الانتماء.. فإن أخطأ واحدٌ من قومٍ يكرهونهم.. ألبسوا خطيئته أهله.. وقبيلته.. ومذهبه.. كأنهم جميعاً شياطينٌ تُجسّد.. وكأنهم وحدهم ملائكةٌ تمشي على الأرض.. يقتلون العدل بيد.. ويقيمون أعواد المشانق باليد الأخرى.. دون محاكمة ولا بينة.. فقط لأن الحقد أعمى.. والهوى أضلّ.. والفتنة أعذب عندهم من الماء البارد..
ويُنسى في زحمة الصراخ.. أن ما يجمعنا أعظم من كل خلاف.. وأن الوطن حين ينكسر لا قدر الله.. لا يميز بين ضحيةٍ وظالم.. بل يحترق الجميع بذات النار التي أوقدها المغرر بهم.. باسم طائفةٍ.. أو لونٍ.. أو رأيٍ.. او عِرق.. أو مزاج..
*فإياكم والفتنة.. فإنها نائمة.. لعن الله من أيقظها..*
محمود الدباس – أبو الليث..
😇🙏🌷