لو دامت لحابس لما وصلت للجالس

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي……….

لو كانت الدنيا تدوم لأحد، لدامت لحابس، وما وصلت لجالس!
ولهذا أكتب… إلى أصحاب العطوفة:
رئيس هيئة الأركان المشتركة،
ومدير الأمن العام،
ومدير المخابرات العامة.

سلامٌ عليكم بعدد ما خدمنا هذا الوطن، وبعدد التعب الذي حملناه على أكتافنا سنواتٍ طوال.

يا سادة، نحن المتقاعدون لا زلنا نحمل على ظهورنا همّ الأجهزة التي أفنينا أعمارنا فيها، لا زلنا نشعر أن ظهورنا تستقيم إذا ذُكر اسم الوطن.
نحن لا نطلب شيئاً لم نكن نفعله ونحن على رأس عملنا… كنا نحترم من سبقونا، نقوم لهم إذا دخلوا، نؤدي لهم التحية لا مجاملةً بل وفاءً، ونستقبلهم لا بأبواب المكاتب بل بأبواب القلوب.

اليوم، نستحي أن نقولها ولكنها الحقيقة… هناك قلةٌ قليلة، تتصرف وكأن الكرسي يدوم، وكأن الأيام لا تدور!
لا يردّون اتصالاً، ولا يستمعون لحاجة، ولا يعترفون أن الذي أمامهم كان بالأمس صاحب القرار والموقف.

كنا نلبي الطلبات بما نقدر، وإن عجزنا قلنا كلمة طيبة تبلسم الخاطر.
وكنا نؤمن أن (لاقيني ولا تغديني) كانت تملأ قلوب الناس بالرضا حتى لو لم يحصلوا على شيء.

اليوم نطلب فقط أن تظل قلوبنا موصولةً ببعضها كما كانت.
نطلب ألا ينسى الجالس اليوم أن يوماً ما كان واقفاً ينتظر دوره.

نحن نعلم أنكم أنتم اصحابين العطوفة لولا التزماتكم الثقيلة والكبيرة والكثيرة لما رددتم زائر او حجبتم متصل او طالب حاجة ، كما ونعلم بأنه لا يعقل بأن نلجئ نجن المتقاعدين إليكم في كل صغيرة وكبيرة .
اصحابين العطوفة نحن المتقاعدين ينجهد بلانا كثيرا من أصحاب الحاجات من العاملين والمتقاعدين جيث نجدهم أحيانا في منازلنا جالسين غير مستئذنين ، ولا يرضيهم الوعد المستقبلي بالإتصال او التواصل فكان لا بد علينا من حملهم بسياراتنا او تسميعهم اتصالاتنا في قضاء حوائجهم
وإلا أتهمونا بالنكران ووصفونا بأبشع الصفات .
رحم الله المشير حابس المجالي… كان كبيراً لأنه عرف أن الكبير هو من يخدم الناس مهما علت رتبته.

حفظ الله الوطن، وقائده، وأبقاكم سنداً لمن خدم وضحّى.

قد يعجبك ايضا