*فادي السمردلي يكتب : فلنثق بالقضاء ونترك له كلمة الفصل ولنلتف حول الأردن* .
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
في زمن كثرت فيه الأصوات وتعددت المنابر وتاهت الحقائق بين اجتهادات وتأويلات هذا يتهم ويهاجم وهذا يدافع ويتهم من يهاجم، ولكن يبقى القضاء هو النبراس الذي يضيء درب الحقيقة، وهو الحصن الذي نلجأ إليه حين تعصف الأهواء، ويتعالى الجدل، وتتضارب الآراء فالقضاء ليس طرفًا في نزاع، ولا صدى لأي رأي، بل هو مؤسسة سامية تستمد شرعيتها من الدستور، وقوتها من حيادها، وهيبتها من عدلها فعندما نقول “لنترك القضاء يقول كلمته”، فنحن لا نتنازل عن حقنا في المعرفة أو الرأي، بل نمارس أعلى درجات المسؤولية الوطنية، لأننا نعي أن لا استقرار بلا عدالة، ولا عدالة بلا قضاء مستقل ومصون من الضغوط والمؤثرات.
إن احترام القضاء هو ترجمة حقيقية لمبدأ سيادة القانون، وللثقة بمنظومة العدالة التي تحفظ الحقوق وتحاسب المقصرين، دون تجنٍ أو تحامل فالقضاء لا يُدين بضغط، ولا يُبرئ بمجاملة، بل يحكم بما يتوفر بين يديه من أدلة وحقائق، وفق إجراءات محكومة بضمانات العدالة تحت القسم، بعيدًا عن التأثيرات الإعلامية أو المواقف المسبقة ومن هنا فإن كل محاولة للتشكيك في القضاء، أو للقفز على صلاحياته، أو لاستباق أحكامه، لا تمثل إلا خطرًا على على وحدة المجتمع واستقراره، لأنها تهز ثقة الناس بمؤسساتهم، وتفتح الباب للفوضى والتشكيك.
وفي هذا السياق، تبرز ضرورة أن نعيد ترتيب أولوياتنا كأردنيين، فالوطن اليوم بحاجة إلى موقف موحد، لا إلى انقسام بين مؤيد لهذا أو معارض لذاك فلا شيء ينبغي أن يعلو على مصلحة الأردن، ولا صوت يجب أن يتقدم على صوت الوطن فلنترك القضاء يأخذ مجراه بكل استقلالية، ولنلتفت جميعًا إلى الأهم، إلى حماية الأردن من كل ما يهدده، من أجندات تسعى للنيل من وحدته، ومن محاولات بث الفرقة في نسيجه الاجتماعي المتماسك.
إن الجبهة الداخلية هي السور الأول الذي يحمي الدولة، وإن وحدة الأردنيين حول وطنهم هي القوة الحقيقية التي تصد كل محاولة لزعزعة أمنه وعلينا أن نتجنب المهاترات، والاصطفافات التي لا تخدم إلا من يسعى لإضعافنا فالهوية الوطنية الأردنية يجب أن تكون الاساس الذي نجتمع عليه، لا ورقة نزاع بين تيارات ومواقف متباينة فكل ما يبعدنا عن هذا الهدف، يجب أن يوضع جانبًا، لأن الأردن، بكل بساطة، أكبر من كل الأسماء والعناوين، وأكبر من أن يُختصر في خلاف أو قضية.
الأردن القوي المتماسك، هو الذي يحتكم إلى مؤسساته، ويؤمن بها، ويصون استقلالها، وفي مقدمتها القضاء فلنكن على قدر هذه اللحظة الوطنية، ولنحمي الوطن بعدم الانجرار خلف كل صوت يسعى لتفتيت الثقة بيننا، أو النيل من استقلالية العدالة نريد أردنًا يعلو فيه صوت القانون، ويسود فيه العدل، وتحترم فيه المؤسسات، فهذا هو الأساس الذي تُبنى عليه الأوطان التي تستحق البقاء، وهذا هو الطريق نحو المستقبل الذي ننشده جميعًا.