متعهدون أمريكيون يطلقون الرصاص الحي على المجوعين الفلسطينيين في غزة ويمررون معلومات للجيش الإسرائيلي

شبكة الشرق الأوسط نيوز : كشف تحقيق لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” أعدته جوليا فرانكيل أن متعاقدين أمريكيين يحرسون مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة “غزة الإنسانية”، أطلقوا الرصاص والقنابل الصوتية في الوقت الذي كان فيه المجوعين الفلسطينيين يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية، وذلك بحسب روايات وتحليل للقطات فيديو حصلت عليها الوكالة.

وتحدث متعاقدان أمنيان أمريكيان للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويتهما قائلين إنهما تقدما بروايتهما نظرا لشعورهما بالإنزعاج مما رأياه من ممارسات خطيرة وغير مسؤولة.

وقالا إن متعهدي الأمن المعينين كانوا في الغالب غير مؤهلين ولم يتم التحقق من ملفاتهم ومدججين بالسلاح ويشعرون أنه يستطيعون عمل ما يحلو لهم.

وقالا إن زملاءهم كانوا يطلقون بانتظام قنابل صوتية ورذاذ الفلفل باتجاه الفلسطينيين. وقال أحد المقاولين إن الرصاص كان يطلق في جميع الاتجاهات، في الهواء، وعلى الأرض، وأحيانا باتجاه الفلسطينيين، واستعاد حالة واحدة على الأقل أصيب فيها شخص واحد، حسبما اعتقد.

وقال متعهد أمني: “هناك أبرياء يصابون بشكل خطير وبدون أي داع”.

وقال إن الموظفين الأمريكيين في المواقع يراقبون  الأشخاص القادمين بحثا عن المساعدة ويوثقون هوية أي شخص يعتبر “مشتبها به”، مضيفا إنهم يتشاركون هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي.

تحدث متعاقدان أمنيان أمريكيان للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويتهما قائلين إنهما تقدما بروايتهما نظرا لشعورهما بالإنزعاج مما رأياه من ممارسات خطيرة وغير مسؤولة.

وتظهر مقاطع فيديو قدمها أحد المقاولين، والتقطت في المواقع، مئات الفلسطينيين المتزاحمين بين بوابات معدنية، وهم يتدافعون للحصول على المساعدة وسط دوي الرصاص وقنابل الصوت وغاز الفلفل. وتتضمن مقاطع فيديو أخرى حوارات بين رجال ناطقين بالإنكليزية يناقشون كيفية تفريق الحشود، ويشجعون بعضهم البعض بعد إطلاق رشقات نارية. وتقدم شهادات المتعاقدين، إلى جانب مقاطع الفيديو والتقارير الداخلية والرسائل النصية التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، نظرة نادرة عن مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة أمريكية سرية حديثة النشأة تدعمها إسرائيل لتوفير الغذاء لسكان قطاع غزة.

 وفي الشهر الماضي، تعهدت الحكومة الأمريكية بتقديم 30 مليون دولار للمؤسسة لمواصلة عملياتها، وهو أول تبرع أمريكي معروف للمؤسسة، التي لا تزال مصادر تمويلها الأخرى غامضة.

 ولم يكن الصحافيون قادرين على الوصول إلى مواقع غزة الإنسانية  والتي أقيمت في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ولم تكن الوكالة قادرة على التحقق من قصص المتعهدين الأمنيين. وفي تصريح لمتحدث باسم “سيف ريتش سوليوشنز” التي توفر الخدمات اللوجيستية والمتعاقدين الأمنيين لمؤسسة غزة الإنسانية، أنه لم يتم تسجيل إصابات حتى الآن في المواقع. وقال إنه في حوادث متفرقة، أطلق رجال الأمن الرصاص الحي على الأرض بعيدا عن المدنيين لتحذيرهم. حدث ذلك في الأيام الأولى “في ذروة اليأس حيث كانت تدابير السيطرة على الحشود ضرورية لسلامة المدنيين وأمنهم”، كما قال المتحدث.

وأشارت الوكالة إلى أن سكان غزة يعانون من كارثة إنسانية بسبب الحصار الإسرائيلي، وجاء منع المساعدات الإنسانية التي توزعها وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى لأن إسرائيل تريد استبدالها بمنظمة جديدة وهي غزة الإنسانية، وبذريعة أن حماس تسرق المساعدات الإنسانية، وهو زعم لم تقدم إسرائيل أية أدلة عليه.

وتم تسجيل منطمة “غزة الإنسانية” في ديلاوير، أمريكا في شباط/فبراير. ومنذ أن بدأت “غزة الإنسانية” عملياتها قبل أكثر من شهر، يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية تطلق النار كل يوم تقريبا على الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، عبر المناطق العسكرية الإسرائيلية. وقتل مئات الأشخاص وجرح مئات آخرون، وفقًا لوزارة الصحة في غزة وشهود عيان. وردا على ذلك، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يطلق طلقات تحذيرية فقط ويحقق في تقارير عن إلحاق الضرر بالمدنيين.
وينفي إطلاق النار عمدا على أي مدنيين أبرياء ويقول إنه يدرس كيفية تقليل “الاحتكاك بالسكان” في المناطق المحيطة بمراكز التوزيع.

ويركز تقرير الوكالة على ما يجري في المواقع  نفسها، حيث يقول الفلسطينيون الذين يصلون إليه إنهم يجدون أنفسهم بين النيران الإسرائيلية والأمريكية. ويتذكر المتعهد الأمريكي ما قاله فلسطيني له: “جئنا هنا للحصول على الطعام لعائلاتنا، ليس لدينا شيء” و “لماذا يطلق الجيش الإسرائيلي النار علينا؟ ولماذا تطلقون النار علينا؟”.

 وقال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية إن لدى أشخاص مصلحة في رؤية كل العملية تفشل، وهم على استعداد لفعل أي شيء تقريبا لتحقيق ذلك. وأضاف المتحدث أن الفريق يتألف من خبراء مخضرمين في المجال الإنساني واللوجستي والأمني، يتمتعون بخبرة ميدانية واسعة. وتؤكد المؤسسة أنها وزعت ما يعادل أكثر من 50 مليون وجبة في غزة ضمن صناديقها الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية. ولكن المتعهدين اللذين تحدثا للوكالة قالا إن الرصاص الحي واستخدام الفلفل للرش على الباحثين عن المساعدات  يحدث حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها أي تهديد. ويبدو أن مقاطع فيديو لتوزيع المساعدات في المواقع التي شاهدتها وكالة أسوشيتد برس تؤكد المشاهد الجنونية التي وصفها المتعاقدون. وقد التقطت خلال الأسبوعين الأولين من توزيع المساعدات، أي في منتصف العمليات تقريبا.

وظهر متعاقدان مدججان بالسلاح، في أحد المواقع بغزة وهما يناقشان كيفية تفريق الفلسطينيين القريبين. وسمع أحدهم يقول إنه رتب “استعراضا للقوة” من قِبل الدبابات الإسرائيلية. ويضيف: “لا أريد أن يكون هذا الأمر عدوانيا جدا، لأن الوضع يهدأ”. وفي تلك اللحظة، انطلقت رشقات نارية من مسافة قريبة، ما لا يقل عن 15 طلقة، حيث صرخ أحد المتعاقدين “هووو! هوووو!”، “أعتقد أنك أصبت واحدا”، قال آخر. ثم جاءت صرخة أخر “جهنم، يا ولد”.

 وقال المتعاقد الأمني الذي صور الفيديو للوكالة، إنه رأى مقاولين آخرين يطلقون النار باتجاه فلسطينيين كانوا قد استلموا طعامهم للتو ويغادرون. وأضاف أن الرجال أطلقوا النار من برج فوق الموقع ومن أعلى التل. وأوضح أن إطلاق النار بدأ لأن المقاولين أرادوا تفريق الحشد، لكن لم يتضح سبب استمرارهم في إطلاق النار بينما كان الناس يبتعدون. ولا تظهر الكاميرا من كان يطلق النار، لكن  المتعاقد الذي صور الفيلم، قال  إنه شاهد مقاولا آخر يطلق النار على الفلسطينيين، ثم رأى رجلا على بعد حوالي 60 ياردة في نفس اتجاه إطلاق الرصاص، يسقط أرضا، وأضاف أن هذا حدث في نفس الوقت الذي سمع فيه الرجلان يتحدثان، وفي الواقع يحرضان بعضهما البعض.

وفي مقاطع فيديو أخرى قدمها المتعهد الأمني، يمكن رؤية رجال يرتدون زيا رماديا، زملاء عمل، على حد قوله – وهم يحاولون إبعاد الفلسطينيين المحاصرين في ممر ضيق مسيج يؤدي إلى أحد المراكز.

تم تسجيل منطمة “غزة الإنسانية” في ديلاوير، أمريكا في فبراير. ومنذ أن بدأت “غزة الإنسانية” عملياتها قبل أكثر من شهر، يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية تطلق النار كل يوم تقريبا على الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، عبر المناطق العسكرية الإسرائيلية.

ويطلق الرجال رذاذ الفلفل ويلقون قنابل صوتية تنفجر وسط الحشود. ويسمع صوت إطلاق نار. قال المقاول الذي صور الفيديو إن أفراد الأمن عادة ما يطلقون النار على الأرض بالقرب من الحشود أو من أبراج قريبة فوق رؤوسهم. ويقول تحقيق الوكالة إنه خلال عملية توزيع واحدة في حزيران/يونيو استخدم المتعاقدون 37 قنبلة صوتية و27 قذيفة مطاطية ودخانية و60 عبوة رذاذ فلفل، وفقا لمراسلات نصية داخلية تمت مشاركتها مع أسوشيتد برس. وأفاد المتعاقد الذي قدم لقطات الفيديو أن هذا العدد لا يشمل الذخيرة الحية. وتظهر إحدى الصور التي نشرها المتعاقد امرأة مستلقية في عربة يجرها حمار بعد أن قال إنها أصيبت في رأسها بسبب قنبلة صوتية.

خلال عملية توزيع واحدة في يونيو استخدم المتعاقدون 37 قنبلة صوتية و27 قذيفة مطاطية ودخانية و60 عبوة رذاذ فلفل

وكشف تقرير داخلي صادر عن شركة “سيف ريتش سوليوشنز”، أن طالبي المساعدة أصيبوا خلال 31% من عمليات التوزيع التي جرت خلال أسبوعين في حزيران/ يونيو. ولم يحدد التقرير عدد الإصابات أو سببها. وأفادت الشركة لأسوشيتد برس أن التقرير يشير إلى إصابات غير خطيرة.

من جهة أخرى قال أحد المتعهدين الأمنيين إنه لم يشعر أبدا بتهديد حقيقي أو متصور من قبل حماس هناك. لكن شركة “سيف ريتس سوليوشنز” ادعت أن حماس هددت عمال الإغاثة والمدنيين الذين يتلقون المساعدات. ولم تحدد الشركة أماكن تعرض الأشخاص للتهديد.

وقال المتعهد الأمني الذي صور لقطات الفيديو، إن الجيش الإسرائيلي يستغل نظام التوزيع للوصول إلى المعلومات. وقال إن الكاميرات تراقب عمليات التوزيع في كل موقع، وإن محللين أمريكيين وجنودا إسرائيليين يجلسون في غرفة تحكم حيث تعرض اللقطات آنيا. وأوضحا أن غرفة التحكم موجودة في حاوية شحن على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وأضاف المتعاقد الذي صور الفيديوهات أن بعض الكاميرات مزودة ببرنامج للتعرف على الوجوه. وفي اللقطات المباشرة للمواقع التي شاهدتها وكالة أسوشيتد برس، وصفت بعض مقاطع الفيديو بأنها “تحليلات” – وهي المواقع التي كانت مزودة ببرنامج التعرف على الوجوه، على حد قوله.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا