لماذا نقف مع إيران؟

محي الدين غنيم  …..

في زمنٍ تساقطت فيه أقنعة كثيرة، وتهاوت فيه مواقف كانت تُحسب على قضايا الأمة، بقيت إيران ثابتة في موقفها الداعم لفلسطين، والمقاوم للمشروع الصهيوني، مما يجعل من الوقوف معها موقفًا أخلاقيًا قبل أن يكون سياسيًا.

ومنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة الإمام الخميني، اتخذت إيران موقفًا واضحًا لا لبس فيه: “إسرائيل كيان غاصب لا شرعية له، ودعم الشعب الفلسطيني واجب ديني وأخلاقي”.
فأُغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران، وحلّت محلها سفارة فلسطين، وأعلنت الجمعة الأخيرة من رمضان “يوم القدس العالمي”، ليكون تذكيرًا دائمًا بواجب الأمة تجاه القدس المحتلة.

وفي وقتٍ اختارت فيه بعض الأنظمة العربية الصمت قدّمت إيران دعمًا سياسيًا، وماليًا، وعسكريًا لفصائل المقاومة، خصوصًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ووقفت إلى جانب لبنان في مقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم الحصار والعقوبات الدولية الخانقة، لم تتراجع إيران عن مواقفها، بل جعلت من فلسطين قضية مركزية في سياساتها الخارجية، وتحملت ثمن ذلك على كل المستويات.

وتعتبر إيران من الدول القليلة التي لم تنزلق في مسار التطبيع مع الاحتلال، بل بقي خطابها واضحًا في التأكيد على أن “إسرائيل” كيان غير شرعي، لا يحق له الوجود على أرض فلسطين. وفي مقابل الانبطاح السياسي لبعض العواصم، ارتفعت أصوات طهران دفاعًا عن شرف الأمة وقضيتها المركزية.

ورغم ما يُثار من خلافات مذهبية، تبقى إيران من الدول التي تنادي علنًا بالوحدة بين المسلمين، وضرورة تجاوز الخلافات المذهبية لصالح وحدة الأمة في مواجهة العدو الحقيقي: الاحتلال والاستعمار. وكم من مرة أكدت أن يدها ممدودة لكل من يعمل من أجل فلسطين، بغض النظر عن انتمائه المذهبي أو السياسي.

وإنّ استهداف إيران من قبل الغرب، وحملات التشويه الممنهجة ضدها، والدعم المتواصل للعدوان عليها، كلها مؤشرات على أنها تسير في الطريق الصحيح. فمَن يعادي المشروع الصهيوني، يُصبح هدفًا لقوى الهيمنة.

ونحن نقف مع إيران، لأنها وقفت حيث وجب الوقوف، في خندق فلسطين، والمقاومة، ورفض الظلم. لقد دفعت الثمن، ولم تساوم على المبادئ، ولهذا تستحق التقدير والمساندة.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا