الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وكيان الجولاني الصهيوغربي تركي المحتل لسورية وجهان لعملة واحدة…

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…

 

منذ ليلة الإحتلال المشترك الصهيوغربي تركي التي جرت أحداثها المتسارعة في سورية وبتخطيط إقليمي ودولي وعصاباتهم الجولانية الداعشية في سورية تعيث فسادا وقتلا وتهجيرا وسرقة بيوت من أصحابها بعد طردهم منها، وإختطاف النساء والفتيات وإغتصابهن وقتلهن ورميهن في الشوارع وفي الغابات، والسيطرة على المؤسسات والجامعات والمستشفيات والصحف العامة والخاصة وطرد الآلاف من كوادرها وطلابها ومدرسيها واطبائها وإعلامييها من النساء والرجال، وسحل وضرب وسجن كل من لم يلتزم بأوامرهم وفتنهم التكفيرية…

هذا غير الإبادات الجماعية التي أرتكبت بحق المكونات السورية في الساحل من الأخوة العلويين والجعفريين والشيعة وحتى من المسيحيين، ولم يتركوا مسجدا ولا ضريحا ولا حسينية ولا كنيسة إلا وقاموا بنشر فتنهم فيها وهدم بعضها، والتدخل بكيفية العبادات فيها لله الواحد الأحد سبحانه وتعالى عما يجرمون، وأيضا محاولات إحتكاكهم بالاكراد من جديد وتهديداتهم وتصربحاتهم النارية ضدهم بأوامر من تركيا بالرغم من أنه تم توقيع إتفاقية بين الجولاني ومظلوم عبدي قبل عدة أشهر، وأيضا تم توقيع إتفاقية مع أخوتنا الدروز قبل عدة أشهر من محاولات الغزوة الأولى على السويداء…

ورغم كل تلك الإتفاقيات مع الأكراد والدروز إلا أنهم أي الجولاني وعصاباته قاموا بتحريض البدو على الدروز وتم عمل سيناريو محكم لخطف سائق درزي ونهب ما معه في سيارته وضربه وسحله بأسلوب بشع، والمعروف أن الأخوة الدروز لا يسكتون على ضيم ويساعدون كل من يستنجد بهم ومواقفهم مشرفة عبر التاريخ، فهم أهل النخوة والكرامة والشهامة والعزة والشموخ، والجولاني وعصاباته يعلمون ذلك وبأنهم لم ولن يصمتوا عما جرى لذلك السائق الدرزي، وبعد تلك الحادثة بفترة تبدأ المناوشات بين البدو وما يسمى اجهزة الأمن من جهة وبين والدروز من جهة أخرى، وبعد نجاح خطتهم بجر الدروز لهذه المعركة، تبدأ غزوة الجولاني وعصاباته الثانية على السويداء وبتحريض ممنهج للبدو وعشائرهم وقبائلهم للفزعة، هذا غير النداء في مساجد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام والتي أصبحت تدار فيها ومنها الفتن الدينية المغطاه بغطاء السياسية لتنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه في عشرية النار…

وإرتكبوا أبشع الجرائم والإبادات الجماعية بحق الدروز من قتل وحرق عائلات بأكملها ومنهم الأطفال وحتى الرضع، وحرق منازل بالكامل وتدمير بعضها وهدمها، وهنا وقف إخوتنا الدروز من بني معروف للدفاع عن أرضهم وعرضهم وانفسهم أمام هذه الهجمة الجولانية الدعشية الشرسة، وتصدوا لتلك العصابات بكل ما يمتلكون من قوة وهزموا تلك العصابات وداعميهم عسكريا وسياسيا وإعلاميا بعد ما كشفت جرائمهم التي يندى لها جبين الإنسانية أمام العالم اجمع، وبعد عدة أيام أعلن الشيخ البلعوص عن إتفاق مع حكومة الجولاني المتطرفة، ومباشرة لجأ الجولاني وعصاباته والبدو المضللين من قبلهم بعمل حصار بري على محافظة السويداء، بالرغم من أن بنود الإتفاق تؤكد عودة الحياة إلى طبيعتها كما كانت في المحافظة…

لكن للأسف الشديد تلك العصابات كأسيادها الصعيوغربيين والأتراك لا عهد لهم ولا ميثاق، والحصار يشتد على أهلنا في السويداء يوما بعد يوم، وهو حصار يشبه حصار غزة تماما بالشكل والمضمون، وتصريحات اللاعبين في الداخل والخارج المحليين والإقليمين والدوليين، ومعوناتهم التي تقف على أبواب محافظة السويداء كالمعونات لشعب غزة، ومن يمنع إدخالها للسويداء هم قادة عصابات الجولاني الذين يقفون على الحواجز كما إعترف ما يسمى وزير الإعلام السوري بذلك بأن بعض التشكيلات العسكرية تمنع دخول المساعدات إلى اهلنا الدروز، تماما كعصابات جيش الصهاينة التي تمنع دخول المساعدات لأهلنا في غزة العزة من معبر رفح الفلسطيني، فعصابات الكيان الصهيوني وعصابات الجولاني هما وجهان لعملة واحدة، ويحملون نفس الفكر المجرم للعصابات والمافيات النازية والفاشية…
بالرغم من أن عصابات الجولاني حينما إحتلت سورية بدعم صهيوغربي تركي تم إعادة تأهيلهم وتدريبهم والبسوهم البدل الفاخرة وهذه كانت فرصة لهم ليقتنصوها وينجحوا فيها بإدارة المرحلة الإنتقالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة وعودة ضباط وأفراد الجيش السوري السابق وإلتحامه مع ميليشات الجولاني ليصبح جيشا سوريا موحدا بكل خبراته القتالية، وتعيين موعد للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وغيرها من الأمور التي تحدد نجاح المرحلة الإنتقالية من فشلها، وقد فشلوا ولم ولن يصبحوا قادة وسياسيين ورجال دولة أبدا، تماما كعصابات الصهاينة حينما إحتلوا فلسطين ١٩٤٨، إنها عصابات وكيانات تم إختراعها في فلسطين وسورية من قبل نفس المخترعين الصهيوغربيين والأتراك، وهم يحملون فكر الفتن الدينية والأحلام الهستيرية وبتغطية السياسية ويرتكبون الإبادات الجماعية ولا يقبلون التعايش مع الآخر نهائيا…

إنهم عصابات صهيوغربية تركية أعرابية آعادوا جدولتهم ليحكموا الشعب السوري وينفذوا ما عجزوا عن تنفيذه في عشرية النار وهو تقسيم سورية، وزرع الشقاق والخلاف والفتن بين مكونات الشعب السوري، وهم منذ دخولهم يعملون على ذلك الأمر ليس بفتاوي دينية باطلة فقط كما كان في عشرية النار من فتاوي الجولاني ومفتيه بما سمي وزير العدل حاليا، ولكنهم يستخدمون الفتن الدينية في الشوارع والمدن والساحات والمساجد والحسينيات والشوارع والأسواق وبين المارة، وحاولوا نشر فتنهم في الكنائس أيضا وكل ذلك لتكون فتن دينية بغطاء سياسي وتغطية قانونية بحجة أنهم حكام المرحلة الإنتقالية يحاربون فلول النظام السابق أو أن هذه الجرائم حالات فردية أو تم عمل لجان تحقيق وقدم التقرير للجولاني وكل ذلك كذب على الشعب السوري وشعوب العالم وحتى على قادتها الذين دعموهم بكل انواع الدعم، بالرغم من انهم يعرفون جيدا من هو الجولاني ونشأته وبدايته من العراق إلى سورية ومن القاعدة للدواعش وغيرها من فروع الدواعش حتى أصبح رئيسا بين ليلة وضحاها…

إن ما جرى في سورية نكبة للشعب السوري والعربي والإسلامي كنكبة فلسطين تماما، وهي عصابات قاتلة عابرة للحدود مهما حاولوا أن يزينوها بأعين الشعب السوري والعربي والإسلامي والعالمي، ولأن إخواننا الدروز هم الوحيدون الذين بقوا رافضين لحكم الجولاني وعصاباته ولم ولن يسلموا سلاحهم كباقي المكونات التي سلمت سلاحها وذبحت من الوريد إلى الوريد، إخترعوا أساليب شيطانية لمحاولات السيطرة الكاملة عليهم وعلى السويداء وأهلها، وقصف دمشق من قبل الإحتلال الصهيوني هو مسرحية متفق عليها بين العصابات الصهيونية والجولانية لتثبيت حكمهم على سورية عامة والسويداء خاصة بححة منع التدخل الصهيوني فيصدق الشعب السوري ويرضى ويلتزم بحكمهم…

وحينما تقدموا بإتجاه السويداء يبدوا أنهم لم يعرفوا تاريخ بني معروف والسويداء وجبل العرب وبأنهم لم يهزموا أبدا وفي كل المعارك التي خاضوها حتى مع قوى عظمى كالإستعمار الفرنسي والعثماني، فبدأت ماكناتهم الإعلامية بتوجيه إتهاماتها للشيخ الهجري حفظه الله بالخيانة وطلب الحماية من الكيان الصهيوني والإستعانة به، ومن طلب الحماية والدعم هو الجولاني في لقاءاته مع مدربه الصهيوأمريكي توم براك ومع الصهاينة في الإمارات وأذربيجان، فالشيخ الهجري فهم وعلم بأن كل ما يدور هو عملية متفق عليها بين تلك العصابات الجولانية وبين عصابات الكيان الصهيوني لبسط حكمهم على السويداء والدروز، وأنهم يعلمون بأن الدروز أهل شهامة ونخوة وعزة وأنفه ولا يقبلون أن يتهموا بأنهم إستعانوا بالعدو الصهيوني ضد وطنهم وشعبهم السوري وهي تهمة باطلة ليس لها أساس، وبذلك يرضخون لحكمهم حتى لا تتلصق بهم التهمة…

وقد حاولوا إيقاع الفتنة بين المشايخ الدرزية من هذا الباب والشيخ البلعوص وآخرون صدقوا هذه الخدعة والسيناريو المعد لمحافظتهم، لكن الله سبحانه وتعالى ثبت الشيخ الهجري على مواقفه الرافضة لعصابات الجولاني والتدخل أو الوجود الإسرائيلي على الأراضي السورية لأنه علم تلك الخدعة والفتنة السياسية، لذلك حشدوا البدو والذين هم لعدم معرفتهم بدهاليز اللعب السياسي والديني وما يخطط لهم من قبل الجولاني والاجهزة الإستخباراتية التي تسيره، وهو إحلال الدم السوري بين كل مكوناته بفتن دينية جهوية جاهلية وبفتن وتغطية سياسية وقانونية لتنفيذ كل مخططاتهم، وأهلنا في السويداء محاصرون حصارا خانقا وبنفس الوقت ماكنة إعلام الجولاني والدول الداعمة له وعصاباته وداعميه تسير على قدم وساق لإيقاع الفتنة بين مشايخ الدروز من جهة ومن جهة أخرى بين الدروز والبدو ومن جهة ثالثة بين الدروز وكل مكونات الشعب السوري…

لذلك يجب أن نرفع الصوت عاليا ونطالب كل الشعب السوري والعربي والإسلامي وكل القادة والجيوش والحكومات أن يصحوا من سباتهم وأن يرفضوا حصار السويداء والذي في تفاصيله يشبه حصار غزة بالشكل والمضمون، فالصحوة الصحوة والوحدة الوحدة يا شعب سورية العظيم بتاريخه وبطولاته وأمجاده، حتى يتم طرد الجولاني وعصاباته وكل داعميه الصهيوغربيين والأتراك من سورية، لتعود لدورها المحوري العربي والإسلامي من جديد، قبل أن ينفذوا مشاريعهم القديمة والمتجددة على سورية وشعبها ومكوناتها وعلى دول الخارج لتصبح هذه العصابات عامل توتر دائم لسورية وشعبها ومكوناتها وللدول المحيطة بسورية كما نفذت مشاريعهم الصهيوغربية تركية وإخترعوا كيانهم الصهيوني وثبتوه على أرض فلسطين في الماضي البعيد والقريب… لا سمح الله ولا قدر…

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا