سلاحُ المقاومة… عهدُ الدمِ والسماء، والمطالبةُ بنزعِه خيانةٌ للهِ والتاريخِ والشهداءِ.

✍️ بقلم: طوفان الجنيد  ….

صرخةُ الحقِّ في وجهِ الباطل:
أيها العالمُ المخمورُ بوهمِ هيمنتِه، أيها الطغاةُ الممسكونَ بخيوطِ الدمِ والفتن، أيها الساسةُ المتخمونَ بوعودِ السلامِ الزائف…
اعلموا أنَّ السلاحَ الذي في أيدينا ليس حديدًا مصقولًا ولا بارودًا محترقًا فحسب، بل هو وصيَّةُ السماء، وميثاقُ الدم، وترجمانُ الكرامة، ولسانُ الحرية.
من يمدُّ يدَه لينزعه، كمن يمدُّها ليقتلعَ قلوبَنا من صدورِنا، وكمن يحاول أن يطفئ شمسًا أو يحبسَ ريحًا.
السلاحُ في كتابِ الله… عهدٌ لا يُنكث:
لم ينزلِ القرآنُ ليكونَ كتابَ مواعظٍ باردة، بل ليكونَ دستورَ حياةٍ وجهاد، وفيه جاء الأمرُ صريحًا حاسمًا:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾

إنه أمرٌ ربانيٌّ لا يقبلُ المساومة، يختزلُ كلَّ الفلسفاتِ العسكرية والسياسية: أعدُّوا… لترهبوا، فلا تُؤتَوا من ضعفكم قبل أن تُؤتَوا من عدوكم.
سلاحُ الإيمان وسلاحُ النار… جناحا النصر:
سلاحُ الإيمان: يقينٌ بعدالة القضية، وولاءٌ مطلقٌ لله ورسوله، وثباتٌ أمام الزلازل والمدافع، ووعيٌ بأن معركة الحق لا تُحسم إلا باليقين والصبر.
سلاحُ النار: ما تصنعه الأيدي من رصاصٍ وصواريخ، سلاحٌ تقليديٌّ مشروعٌ كفلته الفطرةُ والشريعةُ والقوانينُ الدولية، مهما تباكتْ مواثيقُ الأمم المتحدة على “سلام” لا تعرفه إلا عند الضعفاء.
أما سلاحُ الدمار الشامل، فقد حُرّم على العرب والمسلمين، وهُدّدت به أوطانهم، لكنه بقي حلالًا مباحًا للأمريكي والإسرائيلي، محفوظًا في ترساناتهم كأنهم أوصياء على حق الحياة والموت في الأرض!
السلاح… هو الحياة:

السلاح في عُرف الأحرار ليس أداةَ قتل، بل أداةُ منعِ القتل.
هو حارسُ الأوطان، وسورُ الكرامة، ومفتاحُ السيادة.
هو الذي يرفعُ الرأس عاليًا، فلا يُطأطَأ أمامَ غازٍ ولا عميل.
هو الذي يجعلُ المفاوضاتِ ندًّا لندّ، لا ركوعًا على أعتابِ العدو.
التخلي عن السلاح… قبرٌ للأمة:
من تخلّى عن سلاحه، تخلّى عن ظله في النهار ونَفَسه في الصدر.
هو كمن يسلّم سيفه لقاتله ويستجديه الحياة.
إنه الاستسلامُ الملطَّف باسم “السلام”، والعبوديةُ المغلَّفةُ باسم “الأمن”.
وما استُعبدَت أمةٌ إلا بعد أن جُرِّدت من سلاحها، وما حُرِّرت أمةٌ إلا حين أمسكت بزنادها.
سلامُ العدو… استسلام:
لا تغترّوا بالشعاراتِ المسمومة: “ضعوا السلاح لتحلَّ الطمأنينة”.
فالطمأنينةُ التي يعرضُها العدوُّ هي قبورٌ صامتة، وجدرانُ سجونٍ عالية.
سلامُه يعني موتكم، واستسلامُكم يعني خلودَه على عروشكم.
نداءٌ إلى المطالبين بنزع السلاح:
إلى كل من يجرؤ على القول: “سلّموا سلاحكم”:
نقولها كما قال الأوّلون في وجه الغزاة: “واللهِ لا نضعُ سلاحنا حتى يضعَ الاحتلالُ آخرَ جنديٍّ له في التراب”.
إلى كل سياسيٍّ يساوم على دم الشهداء: دمُهم ليس سلعةً، ووصاياهم ليست قابلةً للمقايضة.
إلى كل عاصمةٍ تتآمر على المقاومة: إن أردتم اختبارَ صبرنا فجربوا نزعَ سلاحنا، وستكتشفون أن الحديد أرحمُ من بأس الرجال إذا غضبوا.

الخاتمة… عهدٌ لا يُنكث:

يا أحرارَ الأمة، في لبنان، وفلسطين، واليمن، والعراق، وكل أرضٍ جعلت من المقاومة عقيدتَها:
احملوا سلاحكم كما تحملون قلوبكم، واثبتوا عليه كما تثبتون على إيمانكم.
إنه العهدُ بيننا وبين الله، الذي يبدأ من أول شهيدٍ في الطريق إلى القدس، ولا ينتهي إلا برفع الرايات فوق أسوارها.
نحن لا نحمل السلاح لأننا نعشق الحرب، بل لأننا نرفض الذلّ.
لا نمسك به لأننا نهوى الموت، بل لأننا نريد للحياة أن تبقى حرّةً كريمة.
واللهِ، إن الأمة التي تلقي سلاحها، إنما تلقي قلبها في قبضة جلادها… ومن فعلها فلا عزاء له.

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا