الإبادة المتنوعة والمستمرة في غزة جرائم يجب أن تتوقف وبكل الوسائل العسكرية المتاحة…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

في غزة العزة ومنذ تقريبا سنتين والكيان الصهيوأمريكي غربي يرتكب الإبادة الجماعية بحق شعبها الصامد والمرابط والمدافع عن الأمة كلها، وترتكب هذه الإبادة المستمرة والمتنوعة الأشكال أمام مرأى من المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة والخونة والصامتين والمتواطئين والداعمين والشركاء بكل تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، بل إن العدو الصهيوني المختل والمحتل وجيشه النازي يتفننان بأساليب متجددة لإرتكاب تلك الإبادة بحق شعبا أعزلا لا حول له ولا قوة، وتلك الإبادة بكل أساليبها وأنواعها وأشكالها وقصصها ورواياتها ونكباتها وجرائمها يجب أن تتوقف وتنتهي اليوم قبل الغد وفورا…

فهذا الشعب العظيم يستحق الحياة بعد كل تلك التضحيات وأنهار الدماء التي لم تتوقف منذ شن ذلك العدوان الصهيوني الغاشم عليه، والذي من خلاله صب قادة عصابات ذلك الكيان الصهيوني وداعميهم في أمريكا والغرب جام غضبهم على شعب غزة، ولم يتركوا جريمة إلا إرتكبوها، وسعوا في تلك الأرض المباركة فسادا وتهجيرا من مكان إلى مكان، وجوعا وحصارا وقصفا متوحشا وسفكا للدماء البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ المظلومين الذين حوربوا لأنهم قالوا وما زالوا يقولون ربنا الله…

والعدو الصهيوني الخبيث وداعميه في أمريكا وأوروبا وقادتهم وجيوش عصاباتهم هم مجموعة من القتلة واللصوص والنازيين والمستعمرين والمختلين والمصابين بأمراض تلمودية هدفها السيطرة على الخيرات والثروات فقط والجغرافيا والتاريخ ولا يهمهم إلا مصالحهم، وهم ملاحقون من خلال محاكم دولهم وأيضا من خلال المحكمة الدولية، ذلك العدو المختل يكذب ثم يكذب ثم يكذب ويطالب العالم أن يصدقوه ليبقوا شركاء له في إبادته التاريخية، والتي ستسجل في تاريخ كل قادة وشعوب المنطقة والعالم لتبقى وصمة خزي وعار على جبينهم تتحدث عنها كل أجيال شعوب الأرض الحالية والقادمة…

ثم يقوم ذلك الكيان الصهيوغربي بإختراع حججا لحظية ويومية لإستمرار جرائمه بحق البشر والشجر والحجر في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين دون حسيب أو رقيب أو رادع، بل ويتعدى ذلك بتصريحات قادة عصاباته من سموتريتش وبن غفير والنتن ياهو بحلم إسرائيل الكبرى، هذا الحلم القديم والمتجدد لدى فكرهم الحالم المريض نفسيا وبكل انواع الأمراض النفسية الخطيرة، والتي اصبحت خطرا على شعب غزة العزة وفلسطين بل وعلى شعوب المنطقة وعلى الإنسانية كاملة، لذلك نقول للدول العربية والإسلامية لقد آن الآوان وحان الوقت للخروج عن هذا الصمت العربي والإسلامي لردع ذلك الكيان الصهيوغربي نهائيا، والخلاص من هذه الغدة السرطانية الخبيثة التي زرعت في أرض فلسطين المباركة لتتمدد وتتوسع إلى باقي الجسم العربي والإسلامي ومن ثم إلى الجسم العالمي، وهذا واضح من تصريحاتهم ومحاولات تنفيذ فكرهم المريض على أراضي غزة وفلسطين ولبنان وسورية وغدا على آراضي مصر والأردن لا سمح الله ولا قدر، لذلك يجب ان يكون هناك رادعا قويا وفوريا ومباشرا من قبل القادة والجيوش والدول والشعوب ومحور المقاومة العربي والإسلامي حتى تعود غزة وفلسطين وكل منطقتنا لأمنها وأمانها ولحياتها الطبيعية التي كانت قبل وجود ذلك الكيان الصهيوغربي المجرم بيننا، وقد كشف ذلك العدو الصهيوني وداعميه الغربيين المتصهينين عن نواياهم من خلال تصريحاتهم التوسعية ودعمهم لذلك التوسع الصهيوني بالسيطرة على المنطقة برمتها، فماذا ينتظر قادتنا وجيوشنا بعد كل تلك التصريحات العلنية الفضائية وعلى مرأى ومسمع منهم ومن العالم؟ فهل هناك صحوة قبل فوات الآوان…؟

أم أن قادة وجيوش الأمة العربية ما زالوا يراهنون على أمريكا والغرب المتصهينين، ويطمئنون لذلك الكيان الخبيث ولداعمته أمريكا الترامبية، أم أنهم صدقوا وعود وعهود من لا يراؤون في الأمة إلا ولا ذمة ببقاء دولنا مستقرة وشعوبنا بآمن وآمان فتصريحات النتن ياهو ووزراء حكومته النازية تنفي تلك الوعود والعهود، وما ينفذونه على أرض الواقع في غزة وفلسطين والدول المحيطة بها، تؤكد تنفيذ ما يحلمون بتحقيقه ليلا ونهارا وهو التوسع والسيطرة وإقامة إسرائيل الكبرى، ولكن سنؤكل دولة دولة كما أكل الثور الأبيض….

والكيان الصهيوني وداعميه فضحوا انفسهم أمام شعوبهم وشعوب العالم أجمع، وسقط قناعهم الأخير بما صدعوا به رؤوسنا بحقوق الإنسان والطفل والمراة والحرية والعدالة..وغيرها من المسميات التي كان يستخدمها قادة الغرب المتصهين في خطاباتهم أمام شعوبهم وأمام شعوب منطقتنا، وسقطت أقنعتهم وأكاذيبهم ومحاولات تزيين تلك العصابات الصهيوغربية أمام شعوبهم الغربية بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، لقد سقطت وللأبد وكشفت أمام شعوبهم
الأطماع والمصالح الصهيوامريكية غربية في فلسطين وفي منطقتنا والعالم، رغم كل محاولاتهم منذ عقود وما زالوا لتبيض صورة كيانهم الصهيوني المجرم…

ويبدوا أن هؤلاء الصهيوغربيين لم ولن يتعلموا من هزائمهم في الماضي البعيد والقريب، الذي إستخدموا فيه كل ما يملكون من تراسنة اسلحتهم ومنها المحرمة دوليا في غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن والعراق وافغانستان وإيران لكنهم فشلوا وهزموا من محور المقاومة المتماسك والثابت على مقاومته، والصامد بقوته الدينية والإيمانية التي لم ولن تتغير أبدا لأنهم يؤمنون حقا بنصر الله القريب، ويعلمون بأن وعد الله لنا بالنصر حق وسيتحقق قريبا…

هذا المحور المقاوم والذي صرح قادته في خطاباتهم ولقاءاتهم مع مسؤولين عرب في الماضي والحاضر بأنهم السند لهم ولجيوشهم ولشعوب الأمة جمعاء، وأنهم لا يريدون منهم شيئًا سوى أن يقفوا بجانبهم معنويا فقط، لا أن يطالبوهم بعد كل تلك التضحيات وعبر عقود مضت لغاية كتابة هذه السطور بأن يسلموا سلاحهم تنفيذا لمطالب صهيوأمريكية غربية قديمة متجددة، مع العلم أن المقاومة رفضت تسليم السلاح لأنها تعلم جيدا أن مطالب الصهيوغربيين لم ولن تنتهي عند سلاحها فقط بل اليوم سيكون تسليم سلاح المقاومة وغدا تسليم سلاح الجيوش، وما يؤكد ذلك تصريحات قادة الكيان الصهيوني وأجهزة إستخباراتهم عن الأسلحة المتوفرة لدى الجيشين المصري والأردني وعن قوتهما التي يجب أن يقضى عليها كما قضي على الجيشيين العراقي والسوري…

وللعلم لقد عرض الصهيوغربيين على دول وفصائل محور المقاومة عبر وسطاء غربيين أنه إذا قاموا بوقف القتال نهائيا مع كيانهم الصهيوني ودخلوا بإتفاقيات التطبيع والسلام الأبدي مع كيانهم سيتم تأييدهم بكل ما يلزمهم للسيطرة على دولهم بشكل كامل، وسيساعدونهم بالتخلص من كل معارضيهم كيفما يشاؤون بالسجن أو النفي أو حتى القتل، لكن دول وقادة المحور رفضوا التآمر على أبناء أوطانهم وأبناء الأمة حتى لو إرتكبوا وما زالوا يرتكبون بحقهم أخطاء فادحة، وعرض عليهم تعويضا ماليا لكل ما لحق بهم من ضرر من كل الحروب السابقة وتلك الحرب القائمة منذ سنتين، والتي سيتم إيقافها مجرد الموافقة على مطالبهم من المحور، لكنهم رفضوا كل إغراءاتهم المصلحية رفضا تاما لا رجعة عنه، لأن هذا المحور لم يكن يوما إلا وفيا قولا وفعلا لأوطانه وشعوب أمته وقضاياها ولقضيته المركزية فلسطين المحتلة، ولم ولن يتنازل عن أية فرصة لتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم بل والإنسانية جمعاء من كل هؤلاء الصهيوغربيين وكيانهم الصهيوني المخترع….

ونحن كامة بدل أن نساند ذلك المحور المقاوم لمنع تحقيق أهداف العدو الصهيوغربي وأحلامهم الهستيرية بإسرائيل الكبرى أو غيرها من المسميات وآخرها إتفاقيات أبراهام، نكافئه بالتطبيع الذي يساند ذلك الكيان الصهيوني وداعمه ترامب وكل الغرب بتنفيذ مخططاتهم بتصفية القضية الفلسطينية، وبتحقيق أحلامهم بإسرائيل الكبرى والسيطرة على الأرض والإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم، لذلك يجب على الأمة وقادتها بأن يختاروا السيادة والاستقلال الحقيقي او الخضوع والسيطرة عليهم وعلى شعوبهم وخيراتهم وثرواتهم وحتى على الكراسي التي يجلسون عليها، لأنه إذا نجح مخططهم وأحلامهم فلم يبقى زعيم على كرسيه وسيختارون مكانهم آدوات لهم كالجولاني في سورية وعصاباته التي ترتكب بالشعب السوري كل أنواع المجازر تماما ككيانهم الصهيوني وعصاباته المحتل لفلسطين، ليختلق الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والقومية ويجعلونا شعوبا وقبائل متنحارة متقاتلة إلى يوم الدين، تماما كما جرى ويجري في سورية منذ أكثر من أربعة أشهر لغاية اليوم، وكل من يعارض حكمهم سيخترعون له كل الحجج والاكاذيب الواهية ليستباح قتله بإسم القانون والدولة والدستور الغير موجودة أصلا، يسيطرون علينا بالأكاذيب ويهددون كل داعي إلى الله وإلى وحدة الشعب والأمة، يهددنهم بكل ما يملكون من غالي ونفيس وحتى بأرواحهم ودمائهم….

واليوم يجب على القادة والجيوش والشعوب أن لا يأمنوا مكر هؤلاء الصهيوغربيين، لأن أكاذيبهم وآلاعيبهم ومحاولات تنفيذ أحلامهم ومخططاتهم لم ولن تنتهي حتى لو توقفت حرب غزة والهجمة الشرسة عليها والإبادات الجماعية المتنوعة والمستمرة، ولم تنتهي أكاذيبهم وآلاعيبهم وفتنهم وتوسعهم، لكن ستختلف الأساليب التنفيذية لأحلامهم، أما الشعوب فلم ولن تغلق محاولات تصفية حساباتها القديمة والجديدة مع ذلك الكيان الصهيوني وداعميه قادة أمريكا والغرب، وستنتقم يوما من كل هؤلاء وهو قريب جدا بعون الله تعالى لهم، فشعوب الأمة العظيمة لم ولن تنتظر قادتها وجيوشها لردع ذلك الكيان الصهيوغربي وداعميه حتى يجدوا أنفسهم وعائلاتهم صرعى للقصف الصهيوني أو بيوتهم مهدمة فوق رؤوسهم وهم وعائلاتهم في الشوارع يتحكم بهم ذلك الكيان الصهيوني وبلقمة عيشهم وبحياتهم وحياة أجيالهم القادمة، ومن أبكى شعب غزة في هذه الحرب العدوانية الصهيوغربية لم يعد الضحية كما كان يروج هو وداعيمه عبر عقود مضت، وسيتم محاسبتهم على كل جرائمهم قريبا إنشاءالله تعالى، ولم ولن ينسى او يتناسى شعب غزة وفلسطين وكل شعوب المنطقة والعالم تلك الإبادة المتنوعة الأساليب والأشكال، والتي ما زالت مستمرة ولم ولن يقبلوا بالسلام والتطبيع مع ذلك الكيان الصهيوغربي البغيض المختل عقليا ونفسيا، ولم ولن يخسروا السند الذي صنعه وثبته الله لهم من دول ومحور مقاومة قوي وصلب وجاهز بكل إمكانياته ليضع حدا لذلك الكيان الصهيوني ولردعه رغم كل التضحيات التي قدمت عبر عقود مضت مرورا بالسنتين الماضيتين لغاية اليوم…

والكيان الصهيوني يعلم جيدا بأن نهايته من الشعوب ومن محورها المقاوم ومن يلحق بها من قادة وجيوش قادم إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب، ويعلم جيدا بأنه لا يملك شيئا في تلك الأرض المباركة إلا فترة سنوات إقامته فيها فقط، وعلى مخترعيه وصانعيه وداعميه في الغرب المتصهين أن ينهوا وجوده وإحتلاله لفلسطين ليعود بسلام إلى دولهم التي جاؤوا منها، قبل أن تكون عودتهم بالقوة والإنتقام والثأر بحرب دينية إلهية شعبية شاملة، والتي وإن وقعت ونرجوا ذلك من الله سبحانه وتعالى فلم ولن يبقي للكيان الصهيوني وقطعان مستوطنيه أي أثر يذكر في فلسطين والمنطقة برمتها…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا