فادي السمردلي يكتب: الشباب والأحزاب ضرورة الافعال لا الصور والأقوال

بقلم فادي زواد السمردلي …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉

لقد أصبح الحديث عن تمكين الشباب في بعض الأحزاب مجرد ديكور سياسي وواجهة إعلامية ، تُستغل فيها الصور واللقاءات للترويج الزائف، بينما الواقع العملي يكشف غياب الجدية وانعدام الخطط الحقيقية فالشباب في هذه المعادلة لا يتجاوز دورهم حضوراً في الصفوف الأمامية أمام الكاميرات، ثم العودة إلى مقاعد المتفرجين حين يحين وقت صناعة القرار فهذا الأسلوب لا يُعَد تمكيناً ولا مشاركة سياسية، بل هو شكل من أشكال الإقصاء المغلف بالمجاملات الإعلامية فحين يُقال إن الحزب يضم ألفين من الشباب ولكن لا يظهر في النشاطات إلا خمسة عشر أو عشرون شخصاً، وغالبيتهم لا تنطبق عليهم شروط السن القانوني لخوض الانتخابات (أقل من 35 عاماً)، فهذا يعني أننا أمام استعراض لا مشروع، وواجهة لا مضمون ولمن يريد تفعيل الشباب عليه أن يتجاوز عقلية الصور التذكارية وأن يضعهم فعلاً في موقع القرار والمسؤولية.

تفعيل دور الشباب في الأحزاب لا يكون بمجرد تكديس الصور أو تنظيم اللقاءات الإعلامية التي تكاد تقتصر على فئة محدودة من الأعضاء، بل يتطلب استراتيجية حقيقية وفعلية تهدف إلى إشراك الشباب وفق المعايير المحددة، لا مجرد إبرازهم إعلامياً لأغراض رمزية فالأحزاب التي تسعى لتمكين الشباب يجب أن تركز على الفئة العمرية 31 سنة فما دون ليكونوا مؤهلين سنيا للانتخابات النيابية القادمة ، وأن يتم ذلك تحت إشراف ومتابعة حقيقية من القيادات الحزبية الكفوءة فعليا وليس الصورية ، لا أن يكون مجرد حضور مقتصر على الصور الإعلامية فالتمكين الحقيقي للشباب يتطلب تقديمهم على القيادة نفسها، وعلى القيادة مراقبتهم، تقييم أدائهم، وتصويب أخطائهم بما يضمن صقل قدراتهم السياسية والإدارية، وتحويلهم إلى عناصر فاعلة ومؤثرة داخل الحزب والمجتمع.

ولتفعيل هذه المشاركة بشكل عملي، ينبغي إنشاء أجنحة شبابية رسمية تمنح الشباب حق المشاركة في اتخاذ القرار، وتكليفهم بمناصب قيادية فعلية، وليس مجرد رمزية، وإشراكهم في صياغة السياسات والبرامج الانتخابية خصوصاً تلك المرتبطة بقضايا الشباب مثل التعليم، العمل، والمشاركة الاجتماعية وكما يتطلب الأمر برامج تدريبية مكثفة تشمل ورش عمل في القيادة السياسية، الاتصال الجماهيري، والتنظيم الحزبي، إضافة إلى برامج إرشاد تربط الشباب بالقيادات المخضرمة داخل الحزب، وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل السياسي الحديث.

إشراك الشباب في العمل المجتمعي يمثل عنصر قوة آخر، من خلال مشاركتهم في مشاريع الحزب الاجتماعية والخيرية وتشجيع مبادرات تعكس أولوياتهم مثل التعليم، البيئة، الرياضة، وريادة الأعمال، بحيث يشعرون بالارتباط العملي والوجداني بأهداف الحزب ويجب أيضاً تبسيط الوصول إلى الهياكل الحزبية عبر تقليل العقبات البيروقراطية وتنظيم لقاءات حوارية مفتوحة تمكن الشباب من التواصل المباشر مع القيادة السياسية.

أخيراً، تفعيل دور الشباب يستلزم منحهم مساحة للتعبير عن أفكار مبتكرة دون خوف من النقد، والاستفادة من المنصات الرقمية للتواصل والمشاركة، إلى جانب تشجيع التشبيك مع الجامعات والمنظمات الشبابية، وتنظيم فعاليات مشتركة بين مختلف الأحزاب لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار فتمكين الشباب ليس شعاراً يوضع على الصور أو اللقاءات الإعلامية، بل عملية متكاملة تتطلب إشرافاً، متابعة، تقييم، وتوجيه مستمر يجعل من الشباب عناصر فاعلة وحقيقية داخل الأحزاب ومساهمين في صناعة القرار السياسي على نحو ملموس ويجدر التوضيح أن هذا الطرح يقدَّم بشكل عام ولا يقصد به أي جهة أو حزب محدد.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا