عندما يتحكم الأعداء في اقتصاد البلد يتحمّل المواطن أعباء النهب والفساد

طوفان الجنيد  ….

مقدمة:
الفرق بين حكومة الأحرار وحكومة العبيد
نتيجة العدوان الذي شنه العدو الصهيوني الأمريكي وأدواته في المنطقة، تحت مسمى “التحالف العربي” الذي شكلته المملكة العربية السعودية منذ عام 2015 وحتى اليوم، والحرب الإجرامية التي شُنت على اليمن خدمة للعدو الأمريكي والصهيوني والغرب الكافر، والتي دُمّرت فيها كل مقوّمات اليمن وارتُكبت فيها مجازر بشرية، كالذي يحدث اليوم في غزة.
ركز هذا العدو المجرم جل اهتمامه على الاقتصاد اليمني، وحاصر اليمن بحرًا وجوًا وبراً، وتسبب في تردي الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني، وتحمل بسببها أعظم المآسي والمعاناة، مستخدمًا أدواته ومرتزقته في الداخل، ممن باعوا أنفسهم وحريتهم وكرامتهم وأرضهم لهذا العدو الغاشم مقابل الفتات من المال. فتقسّم اليمن وأصبحت له حكومتان: حكومة في صنعاء، وحكومة في عدن مسخرة ومسلوبة القرار، تنفذ أجندة التحالف الشيطاني في اليمن والمنطقة، لدرجة أنها صارت مطبعة مع اليهود، ومتخاذلة وصامتة إزاء ما يحصل لأبناء جلدتها في غزة، في موقف مشين يعكس الخزي والعار الكبير.
بينما في الجانب الآخر، حكومة الأحرار مستقلة بقرارها، صامدة، تتصدّى للعدوان، وتدافع عن الوطن وسيادته، وتحافظ على مؤسساته وحرية وكرامة المواطن، وتسعى جاهدة للتخفيف من معاناته في ظل حرب عشوائية عارمة، خاصة في الجانب الاقتصادي. وبحكمة القيادة السياسية والثورية المجاهدة، استطاعت هذه الحكومة أن تحقق بعض الإنجازات العظيمة في بناء جيش قوي وتصنيع حربي أوجع العدو الأمريكي والصهيوني وأدواته، ونكل بهم أشد تنكيل، واتخذت موقفًا مشرفًا وعظيمًا تجاه فلسطين وقضيتها، وساندت ودعمت معركة “طوفان الأقصى”، ووقفت مع أهل غزة المظلومين، وشكّلت جبهة إسنادية عظيمة، وقدمت في هذه المعركة الكثير من التضحيات، التي ضمّت الأرواح الطاهرة والنفوس الغالية، وأُرخص الدماء لأجل أبناء غزة، وسقط في هذه المعركة العديد من الشهداء العظام، كان آخرهم رئيس الحكومة الشهيد الدكتور أحمد غالب الرهوي ورفقاؤه من الوزراء الشهداء، الذين تم تشييعهم اليوم تشييعًا شعبيًا ورسميًا مهيبًا إلى مثواهم الأخير. سلام الله عليهم وعلى جميع الشهداء الأماجد.
لكن نجد في الطرف الآخر، وفي ظل حكومة النفاق والارتزاق في المناطق المحتلة، أن الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن منهار للغاية، وتنهار العملة، ويرتفع سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، وتنعدم الخدمات، وكل ذلك بسبب التحالف الإجرامي المتحكم في تلك المناطق، والنهب الممنهج للثروات الوطنية، واستغلالها للمصالح الشخصية، وتنفيذ الأجندات والمشاريع الاحتلالية، وما بقي ينهبه الفاسدون ممن يزعمون أنهم قيادات حكومية تعمل على خدمة الوطن.
الخلاصة:
النصب والاحتيال على المواطن المسكين أحد الحلول والمعالجات التي يتخذها بنك عدن والمدار خارجيًا. ومن هذا النصب والاحتيال ما حدث يوم أمس الأحد، حيث تفاجأ المواطنون بانخفاض سعر صرف الريال السعودي والدولار الأمريكي انخفاضًا هائلًا، فالريال السعودي انخفض من 450 ريالًا للوحدة إلى 250 و180 في نهاية اليوم، مما شكّل قلقًا كبيرًا لدى التجار ورؤوس الأموال، وجعلهم يتدافعون إلى المصارف لصرف العملات السعودية والدولار الأمريكي إلى العملة اليمنية. حدث هذا خلال 12 ساعة فقط، ليرجع الصرف إلى ما كان عليه سابقًا، في تصرف همجي ونصب ولصوصية واحتيال على المواطن اليمني، لسحب العملات الصعبة لصالح خزينة البنك المدار من الخارج، وإلى جيوب المتنفذين وهوامير الفساد. كل هذا، بينما تظل الأسعار كما هي، ترتفع يوميًا.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا