فادي السمردلي يكتب: أفعال لا أقوال ما يجب أن يميّز رئيس مجلس النواب ألقادم

بقلم فادي زواد السمردلي  …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉

رئيس مجلس النواب القادم يمثل حجر الزاوية في العمل البرلماني، وهو القادر على تحديد مسار النقاشات وصياغة القرارات التي تمس حياة المواطنين فنحن بحاجة إلى رئيس مع الجميع وللجميع، لا يهاجم جهة على حساب أخرى، ولا يسمح لأي اعتبار ضيق أن يهيمن على عمل المجلس فلا يعقل أن يكون غير حيادي، فالاردن أهم من الجميع، وأي انحياز فئوي أو شخصي من شأنه أن يضر بالمصلحة الوطنية ويضعف ثقة المواطنين في مؤسساتهم فالرئيس القادم يجب أن يكون رجل أفعال لا أقوال، يترجم كل تصريح إلى خطوات عملية وملموسة، ويجعل من المجلس مؤسسة فاعلة تمثل كل الأردنيين بعدالة وشفافية.

أول وأهم شرط يجب توفره في الرئيس هو الخبرة والتمثيل النيابي فالرئيس القادم ينبغي أن يكون عضوًا مخضرمًا في المجلس، ملمًا بالعمل النيابي وبآلياته، قادرًا على التعامل مع التجاذبات السياسية وإدارة النقاشات المعقدة بين النواب فالخبرة الحقيقية لا تقاس بالعمر أو بالمنصب، بل بمعرفة الواقع السياسي وقدرة الشخص على قراءة الأحداث واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم الوطن قبل أي اعتبار شخصي أو حزبي فالخبرة تمكن الرئيس من تحقيق التوازن بين مختلف القوى داخل المجلس، وتساعده على أن يكون صوتًا موحدًا للبرلمان أمام كل الجهات الداخلية والخارجية.

إلى جانب الخبرة، يجب أن يمتلك الرئيس القدرة على القيادة والتنظيم قإدارة جلسات المجلس ليست مهمة بسيطة، فهي تتطلب مهارات عالية لتنظيم النقاشات، وضبط سير العمل، وضمان أن تكون النقاشات مثمرة وتؤدي إلى قرارات عملية فالرئيس المحنك يعرف متى يستمع ومتى يحسم النقاش، ويعرف كيفية ترتيب الأولويات بما يحقق أقصى فائدة للوطن دون أن تُهدر طاقات النواب في صراعات جانبية أو خلافات شخصية.

ولا يقل أهمية عن ذلك الحياد والموضوعية فيجب أن يكون الرئيس مرجعًا في العدل، قادرًا على إدارة النقاشات واتخاذ القرارات دون أي تحيز، مهما كانت الضغوط أو المصالح الفئوية فالحياد الحقيقي ليس مجرد شعار يُرفع، بل ممارسة يومية واضحة، تُظهر لجميع الأطراف أن المجلس يمثل الوطن وليس جهة معينة فالاردن أهم من الجميع، وهذا المبدأ يجب أن يكون خطًا أحمر لا يقبل المساومة.

جانب آخر لا غنى عنه هو النزاهة والأخلاق فرئيس المجلس يجب أن يكون قدوة في الالتزام بالقوانين والأعراف الاجتماعية والمهنية، بحيث يعكس سلوكه مصداقية المجلس ويكسب ثقة المواطنين فالنزاهة هي الأساس الذي يضمن أن تكون كل القرارات شفافة وعادلة، وأن لا يتحول المنصب إلى أداة لمصالح شخصية أو حزبية ضيقة.

وأخيرًا، يجب أن يمتلك الرئيس مهارات التواصل والتفاوض.
فالقدرة على الحوار البنّاء، وحل النزاعات الداخلية، وتمثيل المجلس أمام الجهات المختلفة، تجعل المجلس جهة قوية وفعالة، قادرة على الدفاع عن مصالح الوطن دون الانحياز لأي طرف قمهارات التفاوض ليست رفاهية، بل ضرورة لضمان استمرار المجلس كهيئة متماسكة وقادرة على اتخاذ قرارات تعكس إرادة الشعب بأكمله.

باختصار، رئيس مجلس النواب القادم يجب أن يكون شخصية محنكة، رجل أفعال لا أقوال، يجمع بين الخبرة والقيادة والحياد والنزاهة ومهارات التواصل والتفاوض وهو القادر على تحويل كل خطاب إلى عمل ملموس، وإدارة المجلس بطريقة تضمن تمثيل الجميع بعدالة، وأن تظل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، فالاردن أهم من الجميع فهذا هو المعيار الحقيقي لرئاسة فعّالة، قادرة على إحداث فرق ملموس في حياة المواطنين ومسار الحياة السياسية للبلاد.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا