فادي السمردلي يكتب: جلالة الملك عبدالله الثاني في ضيافة الدكتور بركات عوجان حوار يثري الفكر والسياسة

بقلم فادي زواد السمردلي  …..

 

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى منزل معالي الدكتور بركات عوجان، الأمين العام لحزب البناء الوطني، تمثل أكثر من مجرد لقاء رسمي إنها رسالة واضحة عن العلاقة المتينة بين القيادة والمجتمع المدني والمثقفين في الأردن فالزيارة تعكس رؤية ملكية تؤكد على أن الحوار الوطني الفعّال يجب أن يشمل كل القوى المؤثرة في المجتمع، سواء من المجال السياسي أو الفكري أو الثقافي فهذا النوع من اللقاءات يعكس اهتمام القيادة برؤية الناس مباشرة وسماع آرائهم، بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية التقليدية.

إن اختيار منزل الدكتور عوجان لاستقبال الملك ليس عشوائيًا، بل يحمل دلالات رمزية قوية فالدكتور عوجان، كأمين عام لحزب سياسي ومفكر بارز، يجسد جسرًا بين الحياة السياسية والفكرية في الأردن، ويشكل مثالًا للشخصيات التي يمكن أن تساهم بفاعلية في صياغة سياسات وطنية متوازنة فحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والسياسية في اللقاء يعكس أيضًا اهتمام الملك بالاستماع إلى مجموعة متنوعة من الرؤى، ما يضيف غنى للنقاش ويؤكد على أن القرارات الوطنية يجب أن تُبنى على أساس فهم شامل ومتعدد الأبعاد.

الحوار الذي دار خلال الزيارة تناول القضايا الوطنية والإقليمية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة، حيث أبدى الملك اهتمامًا حقيقيًا بالتطورات الإنسانية والسياسية على حد سواء فهذه النقاشات تظهر أن القيادة الملكية لا تركز فقط على الجوانب الرسمية للدولة، بل تهتم أيضًا بالمناخ الفكري والثقافي الذي يحيط بالمجتمع، مؤمنة بأن فهم التحديات الكبرى يستلزم الاستماع إلى مختلف وجهات النظر.

إضافة إلى ذلك، تحمل الزيارة بعدًا رمزيًا يعكس قيمة المثقف والسياسي في الحياة الوطنية فالمملكة الأردنية، من خلال مثل هذه اللقاءات، تؤكد على أن دور المثقف ليس محدودًا بالمراقبة أو النقد، بل يمتد ليكون شريكًا في الحوار الوطني، يقدم رؤى عملية ويساهم في صياغة الحلول للأزمات والتحديات فهذه الرسالة تنبع من قناعة أن التقدم الوطني الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بدمج الفكر والثقافة مع العمل السياسي المسؤول.

أبعاد هذه الزيارة تتجاوز الرمزية لتصل إلى التأثير على ثقافة التواصل بين القيادة والمجتمع فهي تؤكد على أهمية إشراك المثقفين والسياسيين في الحوار الوطني المفتوح، وفتح قنوات للنقاش البنّاء بعيدًا عن الصياغات الجامدة، ما يعزز شعور المواطن بالانتماء والمسؤولية تجاه قضايا وطنه. كما أنها تذكير بأن السياسة والثقافة والفكر يمكن أن تتلاقى في لقاء واحد لتقديم رؤى متوازنة، تُسهم في رسم ملامح مستقبل الأردن بطريقة مستنيرة ومدروسة.

في النهاية، يمكن النظر إلى زيارة الملك عبدالله الثاني إلى منزل الدكتور بركات عوجان باعتبارها أكثر من لقاء رسمي إنها تأكيد على قوة الحوار الوطني وأهمية دور المثقف والسياسي في صياغة مستقبل الأردن فهي دعوة لكل الأطراف الوطنية للمساهمة الفاعلة في بناء مجتمع متماسك، قادر على مواجهة التحديات بثقة، وفهم أعمق لطبيعة الأزمات، ورؤية واضحة نحو مستقبل مستقر ومزدهر فهذه الزيارة ليست لحظة عابرة، بل نقطة مضيئة في سجل الأردن الحديث، تظهر كيف يمكن للسياسة والفكر والثقافة أن تتلاقى لإثراء الحياة الوطنية وتعزيز الانتماء المجتمعي.

قد يعجبك ايضا