سؤال برسم الإجابة: قطع رواتب الأسرى والجرحى والشهداء… رسالة للشعب عبر تمكين لوقف المقاومة الفلسطينية حتى السلمية

بقلم: الدكتور تيسير فتوح حجه  ….

الأمين العام لحركة عداله.
في لحظة وطنية شديدة القسوة، يُطرح سؤال خطير برسم الإجابة:
ما معنى قطع رواتب الأسرى والجرحى وعائلات الشهداء؟
وهل هو إجراء مالي عابر، أم رسالة سياسية موجهة إلى الشعب الفلسطيني بكل مكوناته؟
إن رواتب الأسرى والجرحى والشهداء ليست مِنّة من أحد، ولا بنداً محاسبياً قابلاً للحذف، بل هي حق وطني وأخلاقي، نابع من جوهر الصراع مع الاحتلال، ومن تضحيات من دفعوا حريتهم وأجسادهم وأرواحهم ثمناً للدفاع عن فلسطين. المساس بهذا الحق هو مساس مباشر بالوعي الجمعي، وبالعقد المعنوي الذي يربط الشعب بقضيته.
الرسالة الخفية: كسر الإرادة لا إدارة الأزمة
حين تُقطع هذه الرواتب، فإن الرسالة لا تُوجَّه للأسرى وحدهم، بل للشعب الفلسطيني بأكمله:
تخلّوا عن أي شكل من أشكال المقاومة، حتى السلمية منها، مقابل لقمة العيش.
وهنا تكمن الخطورة؛ إذ يجري تحويل الحقوق الوطنية إلى أدوات ابتزاز سياسي، تحت عنوان “الضغوط المالية” و“الالتزامات الدولية”.
إن ما يجري هو تمكين غير مباشر لمشروع إنهاء المقاومة، ليس بالسلاح هذه المرة، بل بالتجويع، وبضرب رمزية من يُفترض أنهم عنوان الصمود والكرامة.
من يحاسب من؟
بدلاً من حماية هذه الفئات، يجري تحميلها ثمن فشل السياسات، ونتائج الارتهان الاقتصادي، وغياب التخطيط، وفساد الإدارة العامة.
السؤال المشروع هو:
لماذا لا تُمسّ امتيازات المتنفذين؟
ولماذا لا يُفتح ملف الهدر والفساد؟
ولماذا يدفع الأسير والجرحى وعائلة الشهيد فاتورة أخطاء لم يرتكبوها؟
موقف حركة عداله
تؤكد حركة عداله أن:
رواتب الأسرى والجرحى والشهداء خط أحمر وطني وأخلاقي لا يجوز المساس به تحت أي ذريعة.
أي إجراء يمس هذه الحقوق يُعد انحرافاً خطيراً عن الثوابت الوطنية، وضرباً لوحدة المجتمع.
الإصلاح الحقيقي يبدأ من محاسبة الفاسدين، وإعادة ترتيب الأولويات، وبناء اقتصاد صمود، لا من معاقبة الضحية.
إن العدالة الاجتماعية والوطنية لا تتجزأ، ومن يفرّط بحقوق من ضحّوا، يفرّط تدريجياً بالقضية نفسها.
كلمة أخيرة
قطع الرواتب ليس حلاً، بل رسالة سلبية، وخطوة على طريق تفكيك المعنى الوطني للنضال الفلسطيني.
والشعب الذي صمد تحت الاحتلال، لن تُكسر إرادته بقرار مالي، لكنه يملك كامل الحق في مساءلة من اتخذ القرار، وفي الدفاع عن كرامته وحقوقه.
العدالة ليست خياراً… بل شرط بقاء.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا