إسرائيل اليوم: الصواريخ تضرب والقافلة تسير

شبكة وهج نيوز : عوديد غرانوت

ترجمة: مرعي حطيني

 بعد مرور أقل من ساعتين على بدء الهجوم الغربي على سوريا طُلب من وزارة الإعلام السورية تظهير “صورتي الانتصار”. في الصورة الأولى ظهر (الرئيس) بشار الأسد وهو يتوجه إلى مكتبه “كما هو الحال في صبيحة أي يوم عمل عادي”. وفي الثانية ظهرت سيارة جيب مغطاة بأعلام روسيا وسوريا وإيران وحزب الله وهي تشق طريقها وسط الزحام ووسط الهتافات، في يوم عادي، في إحدى ساحات دمشق الرئيسية.

 إن الرسالة التي أراد السوريون إيصالها عن طريق هاتين الصورتين هي أنه حتى هذه الصواريخ التي يزيد عددها عن مائة، والتي استهدفت المواقع الكيميائية في سوريا، لن توقف روسيا و “محور الشر” عن إكمال المهمة الرئيسية ألا وهي تطهير سوريا من آخر المتمردين وإعادة الاستقرار لحكم الأسد. وقد صاغ علي خامينائي، الزعيم الروحي لإيران، ذلك بطريقته حيث قال “لم يستطِع المجرمون الذين اعتدوا على سوريا تغيير أي شيء في الصورة على الأرض، ولم يحققوا أي مكسب”.

 لقد كان من الضروري متابعة المؤتمر الصحفي المشترك لكل من وزير الخارجية ووزيرة الدفاع الفرنسيين لندرك إلى أية درجة كان الهجوم على سوريا جراحياً (دقيقاً) ورمزياً، وهو عديم الجدوى إلى درجة كبيرة لجهة خلق الردع تجاه الأسد الذي قد يعود الآن إلى استخدام السلاح المحرّم.

 لم يُبقِ الفرنسيون أي مجال للشك بأن الحديث يدور عن هجوم لمرة واحدة والذي ستتم “مواصلته في القنوات الدبلوماسية”. وهم قد اعترفوا بأن الروس قد تلقوا معلومات مسبقة حول هذا الهجوم حتى يستطيعوا حماية أنفسهم (وحتى يحذروا شركاءهم أيضاً).

 وهم قد أكدوا أنه لم تكن هناك أية نية لإسقاط الأسد أو لاستهداف المدنيين أو لتصعيد الوضع في سوريا أو لتحقيق أهداف أخرى باستثناء التحذير من الاستمرار في استخدام السلاح الكيميائي.

 إن إعلاناً من هذا النوع يمكّن، للوهلة الأولى، الأسد وشركاءه الروس والإيرانيين من احتواء الهجوم والسير قُدماً، لكن بوتين وضع نفسه أمس في موقع من تعرض للإهانة.

 فروسيا لم تكتفِ بإدانة الهجوم الغربي بل أنها قد ألمحت إلى أنها ستدرس، كرد على ذلك، تزويد السوريين بمنظومات صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز S-300 حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم. ومن الواضح للجميع أن هذا التهديد، إذا ما تحقق، سيشكل عبئاً كبيراً على سلاح الجو الإسرائيلي في حال حاول القيام بعمليات لإحباط محاولات إيران ترسيخ تواجدها في سوريا.

 وعلاوة على ذلك فإن الهجوم على سوريا قد أكد، إلى درجة كبيرة، بأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تتشاطران فعلاً التقدير نفسه للدور السلبي الذي تقوم به إيران في سوريا وفي المنطقة برمتها إلا أن “الخطوط الحمر” لكل منهما غير متطابقة تماماً.

 فترامب يريد الخروج من سوريا وهو قد اختار “معاقبة” الأسد فقط على استخدام السلاح الكيميائي، في الوقت الذي ترى فيه إسرائيل أن التهديد الرئيسي عليها يتمثل في التواجد الإيراني في سوريا وكذلك في نية إيران ترسيخ هذا التواجد والبقاء هناك بعد أن تنتهي الحرب.

 وحقيقة أنه لم تُسمع من واشنطن، خلال الأيام الأخيرة، أية كلمة تحذير حيال الإيرانيين، وحقيقة أنه لم يصدر عنها أي موقف تجاه التقارير في إسرائيل التي قالت بأن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي اُسقطت في شباط / فبراير كانت تحمل مواد متفجرة بهدف ضرب إسرائيل، هذه الحقيقة تتطلب من إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها من أجل تنسيق المواقف والتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 وبهذه الروحية يجب أن تتطلع إسرائيل إلى أن يتضمن أي طلب أمريكي لتعديل الاتفاق النووي مع إيران ليس فقط وقف إنتاج الصواريخ الباليستية بل أيضاً خروج القوات الإيرانية والميليشيات الخاضعة لها من سوريا.

المصدر: إسرائيل اليوم

قد يعجبك ايضا