الامن النفسي المدرسي !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

 

كلنا يعرف ان وظيفة المدرسة منصبة على تزويد الطلاب بالمعلومات المختلفة ، في الوقت الذي تركز فيه المدارس الحديثة على تطوير هذه المهمة والوظيفة بشكل جذري ، بحيث اصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بالاضافة الى تنمية شخصيته تنمية شاملة ، حيث ان المدرسة ليست مكاناً لتجمع الطلاب فيها للتحصيل العلمي فقط بل هي مجتمع مصغر يتفاعل اعضاؤه مع بعضهم البعض ويتأثرون ويؤثرون ببعض ، اي ان اهداف المدرسة اصبحت مساعدة الطلاب على النمو السوي اجتماعياً وجسدياً وفكرياً وعاطفياً حتى يتفاعلوا مع بيئتهم المجتمعية لصناعة المستقبل .
وهناك التعليم المرتبط بالعمل والنشاط وتكوين مهارات وقيم واساليب تفكير سليمة للعمل التطوعي والاجتماعي ، ليحقق التنمية المجتمعية والعمل التشاركي يعبر فيه الطلاب عن انفعالاتهم وغرس القيم الاخلاقية واكساب المعارف وتوعيتهم من الافات المجتمعية ، ويعتبر الامن النفسي والاجتماعي المدرسي من الحاجات الاساسية في حياة كل طالب ، فلا بد من توفير كل ما يحتاجه الطالب من اجل ذلك خاصة المشاركة الجماعية الايجابية وزرع الثقة وروح المحبة بين الطلاب وحسن التصرف مع الاخرين .
فالنشاط الرياضي والكشفي والعمل التطوعي تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التماسك والترابط الاخوي بين الطلبة والادارة المدرسية ، وخلق الانتماء الوطني ومشاعر الوحدة ولاعداد طلابنا للحياة المجتمعية ليساهم فيها بشكل ايجابي .
ففي ظل الامن والطمأنينة يؤدي كل طالب واجبه على احسن وجه وما نستطيع ان نغرس في نفوسهم من قيم اخلاقية نبيلة ، ويقلل من الفوارق الطبقية بين الطلاب ويخفض من مستوى الاختلاف والكراهية .
فمرحلة النمو مرحلة حرجة لذلك لا بد من ان تقوم كل مديرية تربية وكل مدرسة وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة من اعداد برامج تدريبية ونشاطات طلابية وثقافية ، والاستفادة من البنية التحتية لكافة الجهات المعنية لبناء استراتيجية وطنية تشاركية تحدد الدور المناط بكل جهة في عمل تشاركي موحد ، ليزاول الطلاب نشاطهم بشوق ورغبة تلقائية ليحقق الاهداف المدرسية واكسابهم خبرات ومهارات جديدة وتكوين اتجاهات هادفة علمية ومهنية وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات السليمة ، فالامن النفسي هو شعور الطالب بانه محبوب ومتقبل من الاخرين وله مكانته بينهم ، وان بيئته المدرسية صديقة ولا يوجد فيها اي خطر او قلق .
والامن الاجتماعي المدرسي هو العملية التي تكفل فيها المدرسة وجود بيئة مستقرة وفيها الاطمئنان ومرتاح داخل مدرسته ومتعاون مع معلميه ، كل ذلك يؤثر على سلوك الطلاب وصحتهم النفسية واستغلال قدراتهم لاقصى الحدود .
والنشاط المدرسي هو الذي يمارس خارج الجدول اليومي في المدرسة تحت اشراف منظم وتنمية معارفهم واتجاهاتهم وعاداتهم ومهاراتهم واساليب تفكيرهم .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا