الإنتخابات التشريعية الإيرانية نصرا جديدا لمحور المقاومة….
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي
منذ الساعة الثامنة صباحا من يوم أمس الجمعة فتحت مراكز الإقتراع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبوابها للناخبين للإدلاء بأصواتهم في إنتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة، وهو يوم عرس وطني للشعب الإيراني ليختاروا مرشحيهم الأكفاء الذين يمثلون نهج ومبادئ وقيم وأخلاق الثورة الإسلامية الإيرانية…
آلاف المرشحين يتنافسون على 290 مقعدا في البرلمان الإيراني، وأكثر من 57 مليون ناخب من الشعب الإيراني يحق لهم الإنتخاب لمن وصل الثامنة عشرة من عمره…
ونظرا لحجم الحدث فقد تواجد المئات من وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية والآلاف من الصحافيين والكتاب إنتشروا داخل المراكز الإنتخابية وفي كل المدن والقرى الإيرانية… وحسب مراقبين كثر ومن كافة الدول العربية والإسلامية والدولية أكدوا بأن الإقبال من قبل الشعب الإيراني كان كثيف جدا على مراكز الإقتراع ومنذ الساعات الأولى من الإنتخابات حتى الساعات المتاخرة من مساء الجمعة الأمر الذي أدى لتمديد فترة الإقتراع لعدة ساعات أخرى…
حيث أن الشعب الإيراني لبى نداء السيد علي خامنئي قائد الثورة ومرشدها الذي أكد بأن المشاركة في العملية الإنتخابية حق وواجب ديني لكل من يؤمن بمصالح إيران الإسلامية الوطنية…ولبى الشعب الإيراني نداء السيد الرئيس حسن روحاني الذي طالب الشعب الإيراني بالتوجه لصناديق الإقتراع بكثافة لي وجه صفعة قوية لكل المشككين والمحرضين على إيران الإسلامية وقيادتها وثورتها المجيدة….
فالتحديات والملفات الداخلية والخارجية التي تواجه إيران الإسلامية ومجلسها المنتخب كثيرة جدا ومنها الأوضاع الإقتصادية الداخلية والتي كان أحد أسبابها العقوبات الأمريكية الظالمة على الشعب الإيراني بأكمله وعلى قيادته الرشيدة التي مرغت أنف أمريكا في التراب وهزمت خططها ومشاريعها في المنطقة برمتها…وأيضا مواجهة العقوبات الأمريكية الصهيونية والعلاقة مع بعض دول الخليج التي ما زالت تسير وتلهث وراء السراب الأمريكي الصهيوني وتطبع مع عصابات الصهاينة المحتلة لفلسطين…وأيضا مواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك لإيران ومحورها المقاوم…
فالشعب الإيراني كان دائما شعبا حرا أبيا راشدا ذكيا يعرف عدوه جيدا ويوجه له الضربات والرسائل القوية لذلك توجه بكثافة إلى صناديق الإقتراع بكل فخر وشموخ متحديا أعداء إيران والأمة ليقول لهم بأننا بكل أدياننا وطوائفنا ومذاهبنا وقومياتنا وأحزابنا الأصولية والإصلاحية والمستقلة مع قيادتنا الرشيدة وثورتها العظيمة ومع محور المقاومة ومع تحرير فلسطين كاملة من آيادي عصاباتكم الصهيونية المحتلة…
وأننا توجهنا إلى صناديق الإقتراع بكثافة لإختيار نوابنا الذين يمثلون ثورتنا المجيدة ويعملون ليلا ونهارا لحفظ البلاد والعباد من المؤامرات الصهيوأمريكية وأعضائها في منطقتنا والعالم التي تحاك لجمهوريتنا الإسلامية الإيرانية وقيادتها وثورتها ومحورها المقاوم…
والشعب الإيراني المقاوم يعلم جيدا بأن أمريكا معقل الصهيونية العالمية في هذا الزمان نشرت الفتن والأزمات والحروب والثورات المفتعلة في العالم العربي والإسلامي للسيطرة على المنطقة وقرارها المستقل وسيادتها ونهب خيراتها وثرواتها التي حباها الله لها لتحيا شعوب الأمة وتكون مصدر قوة ووحدة لها لمواجهة أعداء الله والأمة والإنسانية، لا مصدر ضعف وتشتت وقتال وتهجير وهيمنة من الغرب الصهيوني وفرقة بينهم كما جعلها بعض حكام الخليج للأسف الشديد، الذين سلموا خيرات وثروات الأمة للأعداء لتحيا شعوبهم ودولهم وتزيد من قوتها مئات السنين القادمة لتهيمن علينا وتسيطر على دولنا وخيراتنا وقرارنا المستقل وتصبح عصاباتهم المحتلة لفلسطين والأراضي العربية هي القوة الوحيدة في المنطقة لتنفيذ مخططاتهم وأحلامهم الهستيرية التلمودية الصهيونية بإسرائيل الكبرى والمرحلة الأخيرة حكم الأرض وما عليها لأنهم حسب معتقداتهم المزورة بأنهم شعب الله المختار والله منحهم حكم الأرض وما عليها….
ونحن كأمة صاحبة هذه الثروات نعود للتخلف والجهل والعصبية والإقتتال الداخلي وسفك الدماء وويلات الحروب والتهجير والثأر من بعضنا البعض وخيراتنا وثرواتنا تتقاسمها دول الأعداء فيما بينها دون حسيب او رقيب كما يجري الآن للأسف الشديد…
ولمن يقرأ التاريخ جيدا فإن الله سبحانه وتعالى وفي كل زمان ومكان يهيئ للأمة والإنسانية من يدافع عنهما ويعيد ثروات الأمة وإستقلالية قرارها وسيادتها ويحفظ كرامتها ويحرر أراضيها المحتلة…
والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحورها المقاوم العالمي على مستوى دول وجيوش وحكومات وأحزاب وأفراد مستقلين هم من أعد لأعداء الله والأمة والإنسانية ما إستطاعوا من قوة أرهبوهم بها والضربات الإيرانية المبدئية على القواعد الأمريكية في العراق على إغتيال القادة الشهداء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس رحمهما الله دليل على هذه القوة والعظمة التي مرغت أنوف أمريكا المتغطرسة والصهيونية العالمية القاتلة للبشرية والإنسانية في التراب وأكثر من 110 جنود من القوات الأمريكية مصابون بإرتجاج الدماغ الأبدي وفقا للإعترافات الأمريكية وحقيقة الجرحى والمصابين أكثر من ذلك وستكشف في الأيام القادمة…
والشعب الإيراني كما عهدناه سينجح في إختيار مرشحيه الذين يسيرون على نهج ثورتهم الإسلامية وعلى نهج الحاج قاسم سليماني رحمه الله وسيبقى سندا قويا لثورته ومبادئها وقيمها وقائدها المرشد علي خامنئي وجيشها وللمقاومة ومحورها…متحديا كل العقوبات والمؤامرات التي فرضت عليه منذ عام 1979 أي منذ نجاح ثورتهم الإسلامية وهو يعلم جيدا حجم المخاطر التي تحاك لهم وللأمة وللإنسانية لذلك إزداد تمسكهم بوحدتهم الوطنية وبقيادتهم ومبادئ ثورتهم ومحورهم المقاوم وهم على نهجها سائرون بإذن الله تعالى إلى الشهادة أو التحرير والنصر على الغطرسة والإستكبار الأمريكي الصهيوني العالمي والرجعية المتخلفة قاتلي الإنسانية والتسامح والمحبة والسلام بين الشعوب في كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة…
واليوم أو غدا ستظهر النتائج النهائية للإنتخابات البرلمانية الإيرانية بدورتها 11 وستكون نسبتها أكثر من السنوات السابقة حسب آراء مراقبين للإقبال الكثيف من قبل الشعب الإيراني البطل على صناديق الإقتراع وستكون صفعة قوية للأعداء ونصرا جديدا لإيران الإسلامية وشعبها ولثورتها ولمرشدها السيد علي خامنئي ورئيسها الشيخ حسن روحاني ولحكومتها ولجيشها المقاوم ولمحورها المقاوم في منطقتنا والعالم…
قال تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
وقال تعالى أيضا (إن تنصروا الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم.
والله على نصرنا لقدير أنه نعم المولى ونعم النصير….
الكاتب والباحث…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…