صحيفة عبرية: هل يعيد السيسي إلى مصر دورها المركزي في الساحة الإقليمية؟
وهج نيوز : اختيرت مصر لتستضيف احتفالات يوبيل المنتدى الاقتصادي الاعتباري باسم سانت بطرسبورغ في العام 2022. هذا إنجاز دبلوماسي آخر يشير إلى مكانة مصر المتعززة في الساحة الإقليمية والدولية.
مع صعوده إلى الحكم قبل سبع سنوات، حشد الرئيس السيسي جهوداً عظيمة في مجال السياسة الخارجية. في البداية، كان هذا كاستفزاز لسياسة إدارة أوباما المعادية تجاه مصر. وسعى السياسي لينوع اتصالاته، وهكذا طور علاقة شجاعة مع روسيا، والصين، وفرنسا، وألمانيا. أما اليوم فهو يقطف ثمار عمله.
المحلل السياسي المعروف في الخليج، عبد الله العتيبي، كتب مؤخراً بأن مصر عادت إلى دورها التاريخي في العالم العربي. كان هذا بعد الحملة العسكرية الأخيرة في غزة. وأضاف بأن وقف النار كان انتصاراً لمصر وللدبلوماسية العربية وفشلاً لحماس.
وبالفعل، بات يغازل الرئيس السيسي الكثيرون في الشرق الأوسط ويعد عاملاً معتدلاً. وترى فيه إسرائيل هي الأخرى لاعباً إقليمياً.
من الصعب الإشارة إلى النقطة الدقيقة التي نجح فيها السيسي في أحداث التغيير لمكانة مصر من دولة مبعدة إلى دولة مركزية. ربما كان لتشكُّل منتدى الغاز الإقليمي الذي يضم إسرائيل، ومصر، اليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن والسلطة الفلسطينية– نقطة الانعطاف، ولأن سكرتاريا منتدى الغاز تستقر في القاهرة أضافت لمكانة “أم الدنيا”، اللقب الذي تحمله مصر.
لقد اتخذ السياسي دوراً مهماً في الاستقرار النسبي في ليبيا. فقد دعم الجنرال حفتر الذي يتخذ من طبرق مقراً له. ولكن عندما لاحت إمكانية حل سياسي في ليبيا، ضغط السيسي على حليفه حفتر للانضمام إلى الجهود. ولأول مرة تلوح في الأفق إمكانية الحل؛ فتركيا تغازله ولكنه يطرح عليها شروطاً يجد أردوغان صعوبة في قبولها حالياً. أما قطر، التي كانت علاقاتها منقطعة مع مصر، فقد تصالحت معها. ثم ينبغي أن يعترف بشار الأسد بالامتنان للسيسي الذي أصر على الموقف الذي يتبنى وحدة سوريا الإقليمية وأن على الأسد أن يكون جزءاً من الحل. وعقد السيسي تحالفاً استراتيجياً مع السعودية ليس بسبب المال، بل كجزء من المنظومة حيال إيران. وهذه القائمة جزئية لإنجازاته الدبلوماسية.
مع صعود بايدن، كان في القاهرة تخوف كبير، فقد اعتبر كمواصل لدرب أوباما الذي لم يحسن لمصر. وأدت جولة القتال في غزة ببايدن لأن يغير سياسته تجاه مصر. فقد استوعب الرئيس الأمريكي مكانة ونفوذ السيسي في الساحة الشرق أوسطية، وطلب مساعدته في وقت النار في غزة. وأدرك السيسي بأن حانت الفرصة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي كانت قائمة منذ اتفاق السلام مع إسرائيل، والتزم شخصياً للقيام بمهمة التهدئة في غزة.
وماذا عن إسرائيل؟ كانت مصر سبيل التهدئة في كل الجولات مع حماس. وهذه المرة طرأ تغيير، وعلى إسرائيل أن تعززه، وهو فهم أكبر لاحتياجات القدس الأمنية. ولهذا فقط وقف إلى يمين إسرائيل بل واتخذ خطوة لم نرها منذ أكثر من عقد، وهي دعوة وزير الخارجية أشكنازي لزيارة رسمية إلى القاهرة وليس إلى لقاء ثانوي في شرم الشيخ مثلما كان في الماضي. على الحكومة الجديدة أن تعزز هذا الميل.
بقلم: آيزك ليفانون
إسرائيل اليوم 4/7/2021