الأمن الأفغاني يصد هجوما لطالبان على قاعدة باغرام الجوية

وهج نيوز : أعلنت السلطات الأفغانية، الأحد، إحباط هجوم لحركة طالبان على قاعدة باغرام الجوية التي أخلتها القوات الأمريكية مؤخرًا بعد 20 عامًا من الاحتلال.

وقال شيرين روفي، حاكم مقاطعة باغرام بولاية بروان، الأحد، إن 20 مقاتلا من طالبان هاجموا نقطة تفتيش للشرطة المحلية بالقرب من القاعدة الجوية.
وأضاف أن قوات الأمن تصدت لمسلحي الحركة بعد أن قتل شرطي ومسلح إثر إطلاق نار متبادل.
ولم تعلن طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.

وأعلن مسؤولون أمريكيون، الجمعة، أن الجيش أخلى قاعدة “باغرام” الجوية، وسلمها إلى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، وذلك بعد ما يقرب من عقدين من الزمن، فيما أشادت طالبان، في بيان، بالانسحاب الأمريكي من القاعدة.

ومن جهة ثانية، أعلنت حركة طالبان عن سيطرتها على منطقة رئيسية في معقلها السابق قندهار عقب مواجهات ليلية عنيفة مع قوات الحكومة الأفغانية، وفق ما أعلن مسؤولون الأحد، ما دفع عشرات العائلات إلى الفرار.

ويواصل المتمرّدون حملتهم لانتزاع أراض في مناطق ريفية في أنحاء أفغانستان منذ مطلع أيار/مايو عندما بدأ الجيش الأمريكي سحب آخر جنوده.
ويأتي سقوط منطقة بانجواي في ولاية قندهار الجنوبية بعد يومين من إخلاء جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية قرب كابول، التي شكلت مركزا للعمليات ضد طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها خلال العقدين الماضيين.

وعلى مدى سنوات، اشتبكت طالبان مع القوات الأفغانية بشكل متكرر في بانجواي ومحيطها، إذ سعى المتمرّدون للسيطرة عليها نظرا لقربها من قندهار، عاصمة الولاية.
ويتحدّر زعيم طالبان هبة الله اخوند زاده من بانجواي.

وتعد قندهار مهد طالبان التي حكمت أفغانستان من خلال نظام إسلامي متشدد إلى أن أطاح بها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001.
وقال حاكم منطقة بانجواي هاستي محمد إن معارك جرت بين طالبان والقوات الأفغانية خلال الليل، ما دفع القوات الحكومية للانسحاب.
وأفاد “سيطرت طالبان على مقر الشرطة في المنطقة ومبنى الإدارة المحلية”.
وأكد رئيس مجلس ولاية قندهار جان خاكريوال سقوط بانجواي متهما القوات الحكومية بأنها “تعمدت الانسحاب”.

“طالبان لا ترغب بالسلام”

وفرت عشرات العائلات من منازلها في بانجواي بعدما سيطرت طالبان على المنطقة.
وقال أحد السكان ويدعى غيران “أطلق عناصر طالبان النار على سيارتنا بينما كنت أهرب مع عائلتي. أصابت خمس رصاصات على الأقل سيارتي”.
وأضاف الشاهد الذي هرب إلى مدينة قندهار أن “عناصر طالبان متمركزون في أعلى الجبال ويطلقون النار على أي سيارات متحرّكة. طالبان لا ترغب بالسلام”.
وأفاد قائد شرطة الحدود في المنطقة أسد الله بأن قوة الشرطة كانت تقاتل المتمرّدين وحيدة.
وأكد أن “الجيش والقوات الخاصة التي تملك معدات عسكرية أفضل لا تقاتل إطلاقا”.
وتعد بانجواي خامس منطقة في ولاية قندهار تسقط في أيدي المتمرّدين في الأسابيع الأخيرة.

وفي وقت لاحق الأحد، قتل مساعد حاكم قندهار عندما انفجرت قنبلة زرعت في سيارته قرب مجمّع يضم مكاتبهما، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.
واندلعت معارك في ولايات عدة في أفغانستان بينما أعلنت طالبان أنها باتت تسيطر على مئة من نحو 400 منطقة في البلاد.
ويشكك مسؤولون أفغان في ذلك لكنهم يقرّون بأن القوات الحكومية انسحبت من بعض المناطق. ويصعب التحقق من الوضع بشكل مستقل.

وأثار انسحاب القوات الأجنبية من قاعدة باغرام الجوية (شمال كابول) مخاوف من احتمال تكثيف المتمرّدين حملتهم للسيطرة على أراض جديدة.
وتحمل القاعدة أهمية عسكرية ورمزية كبيرة، إذ كانت القوات الأجنبية التي تمركزت فيها في الماضي توفر دعما جويا أساسيا في الحرب على المتمرّدين.
ويشير خبراء إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى خسارة قوات الحكومة عشرات المناطق هو غياب الغطاء الجوي الأمريكي في الأسابيع الأخيرة.
قال المحلل الأفغاني راميش سليمي إن “انسحاب القوات الأمريكية شجع حركة طالبان كما أظهر تصعيد أعمال العنف” متوقعا أن “يكون هذا العام صعبا على أفغانستان خاصة وأن محادثات الدوحة لم تسفر عن أي تقدم إيجابي”.

فالمحادثات بين الأطراف الأفغانية التي بدأت في أيلول/سبتمبر الماضي في الدوحة عاصمة قطر، تراوح مكانها منذ أشهر.
لكن وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزاكوال قال إن سلاح الجو الأفغاني مستعد لهزم طالبان.
قال لشبكة “تولو نيوز” المحلية “سنقف في وجههم بكل قوتنا.. نستعد لهجمات قريبا”.
وأشار إلى أن “المدن خط أحمر بالنسبة إلينا”، مشددا على أن قوات الأمن ستدافع بشراسة عن المراكز الحضرية في البلاد.
وأكدت السلطات الأفغانية التي سيطرت على قاعدة باغرام الجوية أنها ستستخدمها لمحاربة الإرهاب، وأعادت تفعيل نظام الرادارات فيها.

المصدر : (وكالات)

قد يعجبك ايضا