الحريري عاد إلى بيروت فماذا يخبئ من مشاورات وكيف سيحسم قراره؟
وهج نيوز : بعد غياب عن لبنان، عاد الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى بيروت حيث من المتوقّع أن تترافق عودته مع إجراء مشاورات سياسية مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤساء الحكومات السابقين لحسم قراره بالاعتذار أو تقديم تشكيلة حكومية جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.
وتأتي عودة الحريري بعد لقاء الصلاة والتأمل في الفاتيكان ووسط تساؤلات عما إذا كان المعنيون بالتأليف استمعوا إلى نداء البابا فرنسيس والقادة الروحيين بوضع الأنانيات والمصالح الخاصة جانباً والانصراف إلى تأليف حكومة والتفكير بمصلحة بلد الأرز.
وكان لافتاً أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أعاد في عظته الأحد ما ورد في كلمة البابا حرفياً إلى السياسيين واللبنانيين والمسيحيين والمجتمع الدولي لعدم ترك لبنان يغرق ورهينة الأقدار والمكاسب الخارجية، شاكراً “ذاك اليوم الغني بالخير والنعم”، وقال “نصلّي كي يحقق الله أمنيات قداسته بشأن لبنان، وكي يمكننا من تحقيق برنامج العمل الذي رسمه لنا في كلمته التي ختم بها الصلاة المسكونية في بازيليك القديس بطرس، وشارك فيها العالم عبر الوسائل الإعلامية”، معتبراً أن “كلمة البابا فرنسيس في ختام يوم التفكير بشأن لبنان، والصلاة من أجل السلام فيه، ونداءاته تشكّل لنا جميعاً خريطة الطريق للخروج من مختلف الأزمات التي نعاني منها”.
وكان التيار الوطني الحر عبّر عن “تحسّسه” المشاكل اليومية التي يعانيها اللبنانيون في ظلّ أزمة غير مسبوقة كما ورد في بيانه الأخير، ولفت إلى “تفهّمه لكل غضب شعبي وتأكيده أنه لن يترك أي وسيلة تشريعية كما فعل في موضوع البطاقة التمويلية أو أي وسيلة عمليّة كترشيد الدعم، لتثبيت صمود الناس”. وجدّد التيار “دعوة الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة للعودة إلى لبنان وتحمّل مسؤوليّاته بالإسراع بتأليف حكومة قادرة على تحقيق الإصلاح والنهوض”.
على خط قضية انفجار مرفأ بيروت، وكالعادة في كل 4 من الشهر، نفّذت لجنة أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة رمزية أمام المرفأ مطالبة بتحقيق العدالة لدماء الشهداء وذلك بعد أيام على الإعلان عن استدعاءات واستجوابات سيجريها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وتشمل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزراء سابقين للمال والأشغال والداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية.
وشدّدت اللجنة على ضرورة رفع الحصانات وإعطاء الأذونات لملاحقة المسؤولين. واعتبرت أن “قرار القاضي البيطار جاء كضربة معلّم وقد أثلج قلوب أهالي الشهداء”، محذّرة من “تهجّمات رعاع القوم”، ومؤكدة أن “قضيتهم باتت قضية الوطن، وأن الفساد هو الذي قتلنا، وأن حجم الجريمة مستحيل أن يمرّ من دون حساب”.
أهالي ضحايا المرفأ يتوعّدون وزير الداخلية وأي كتلة نيابية لا ترفع الحصانات
وتوجّه ناطق باسم أهالي ضحايا المرفأ إلى وزير الداخلية العميد محمد فهمي، مستهجناً موقفه المتردّد من إعطاء الإذن بملاحقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وتغيير موقفه، وسأل إن كان لديه انفصام في الشخصية. وعن اعتبار الوزير فهمي أن انفجار المرفأ ناتج عن إهمال قال له الناطق باسم اللجنة “فشرت برقبتك، واسمع أنت والعصابات الحاكمة في لبنان هذه المرة ليس ككل المرات ولا حصانات على دمائنا، والجريمة تكاد ترقى إلى مستوى جريمة حرب وخيانة عظمى، وهذه آخر مرة نتكلم في السياسة، إياكم وحماية أحد من المتهمين، ولن نسمح أبداً بتكرار ما حصل سابقاً وخصوصاً لجهة الحمايات الطائفية، فدمنا لن يذهب هدراً، والمطلوب رفع الحصانات النيابية فوراً، وأي كتلة لا تصوّت لهذا الأمر سنعتبرها شريكة في الجريمة”.
مشروع وطن الإنسان
على خط آخر، أطلق النائب المستقيل نعمة أفرام حركة وطنية سياسية تحت عنوان “مشروع وطن الإنسان” تضمّ وجوهاً جديدة من المجتمع المدني وتهدف إلى تشييدِ جمهوريّة الإنسان والحُرية والرسالة والسيادة في لبنان. واعتبر أفرام بصفته العضو المؤسس والرئيس التنفيذي للمشروع أن “لبنان والإنسان توأمان. وليس من سبب لوجود لبنان، لولا أنّه فكرة ورسالة وعقيدة لسعادة وحرّية الإنسان”.
وقال “لم يكن صدفة وجود لبنان في هذه البقعة من الشرق، حيث له فيها تاريخ خاص. لقد انفتح من خلال مشرقيّته على الغرب ومنذ القرن السابع عشر، فعاش عصر النهضة. كما تفاعل مع الشرق في النهضة العربية وكان في أساسها، وكانت رسالته العلم والحرّية والتفوّق. هكذا شكل لبنان دائماً أرضاً للمضطهدين، ودوماً أرضاً للإنسان وملجأ للإنسان”.
وأضاف “إن هذا الإنسان اليوم يُذل ويُهان ويتشرّد ويجوع، إنّه في رحلة جهنميّة نحو القرون المظلمة. وما يحدث ببساطة هو خروج للوطن من القرن الحادي والعشرين في مستوى الحياة، والتعليم، والاستشفاء، والثقافة، وتدمير جماله، وتلويث الهواء، وخاصة ثروته المميزة في مياهه الجوفية.. والأكيد الأكيد في مستوى بناه التحتية والتكنولوجيا. ولبنان الذي نعرفه يختفي إلى اللاعودة، وهذه المرة مختلفة عن كل سابقاتها. إنهم لا يدمرون لبنان فحسب، بل الإنسان اللبناني الذي هو أساس لبنان”.
وتابع أفرام في إطلاق المشروع “من هنا، قرّرنا مواجهة هذا الواقع ليس بغضب ولا بقهر، إنما باحتراف وتخطيط وبجرأة، وبإيمان كبير. اقرعوا يفتح لكم، هذا هو إيماننا. ونحن نريد خلق صحوة لا نريدها صحوة الموت، بل أن تكون انتفاضة للحياة. ولهذه الأسباب، كان جوابنا للارتطام الكبير وموت هوّية لبنان، مشروعاً بديلاً عن الاستسلام للموت مشروع وطن الإنسان”.
المصدر : القدس العربي