الحزن يعم ألمانيا على ضحايا الفيضان القاتل.. وشتاينماير: الفاجعة أوجعت قلبي

وهج نيوز : ما زالت ألمانيا تلملم أشلاءها، وتحصي عدد قتلى الفيضان، في أسوأ كارثة موت جماعية منذ سنوات طويلة.

وارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مناطق في غرب ألمانيا إلى 103 ضحايا، بعد أن سجلت السلطات 10 وفيات أخرى في ولاية راينلاند-بفالتس.

وتم تسجيل 60 حالة وفاة جراء الفيضانات في ولاية راينلاند-بفالتس و43 حالة أخرى في ولاية شمال الراين-ويستفاليا المجاورة، مع توقع ارتفاع عدد الوفيات وسط جهود البحث والإنقاذ.

ولا يزال الوضع متوترا في جميع المناطق المنكوبة غربي ألمانيا حتى اليوم الجمعة، حيث لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين، وهو ما قد يرفع عدد القتلى بشكل كبير، فيما تواجه فرق الطوارئ صعوبات في عمليات الإنقاذ بسبب ظروف الطقس السيئة.

صحيفة بيلد الألمانية وصفت أحوال آلاف الألمان الذين تقطعت بهم السبل بعد إخلائهم من منازلهم، خشية تصدعها، وقالت الصحيفة: “اليأس الناجم عن الفيضان لانهائي. المياه غمرت مناطق بأكملها. لم يعد بإمكان آلاف الأشخاص التواصل مع أحبائهم بسبب فشل شبكات الهاتف، أعداد كبيرة ما زالت في عداد المفقودين”.

وبعد أن صمدت السدود في ولاية شمال الراين-فيستفاليا أمام الأمطار الغزيرة في الأيام القليلة الماضية، قال رئيس الوزراء أرمين لاشيت الجمعة بعد اجتماع وزاري في دوسلدورف: “سدود شمال الراين – ويستفاليا، باستثناء سد شتاينباخ، مستقرة وغير متضررة”. ويهدد تصدع السد إخلاء عدة قرى، وهو ما يزيد من الضغوط على السكان هناك، لمغادرة المنطقة.

وأعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أنه يعتزم التوجه “في الوقت المناسب” إلى المناطق المنكوبة للحصول على “صورة للوضع على الأرض وقبل كل شيء سأسعى لإجراء محادثات مع أفراد الإغاثة والمتضررين”، واصفا ما حدث بأنه كارثة بجميع المقاييس. وأعرب الرئيس عن صدمته من الوضع، معربا عن مواساته للعائلات المصابة، وقال: “مصيركم أوجع قلبي”، بحسب ما نشرت وسائل الإعلام الألمانية. ودعا الرئيس الألماني إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة تغير المناخ والحد من مثل هذه التقلبات الجوية المتطرفة، مؤكدا أن ما يهم في الوقت الحالي هو التضامن والدعم السريع لضحايا الفيضانات، وقال: “بلادنا تقف متحدة في وقت الأزمة”. وقال الرئيس إنه بمجرد انحسار المياه سيتضح المدى الحقيقي للكارثة، مؤكدا أهمية أن يستمر الناس في المناطق التي غمرتها الفيضانات في تلقي الدعم حتى عندما لا تهيمن صور الكارثة على الأخبار، وقال: “دعونا لا نخذل آمالهم”.

ووفقًا لمدير المنطقة المسؤول في منطقة راين إرفت، فرانك روك، فلا يزال الوضع في إرفتشتات غير واضح. وقال روك يوم الجمعة في محطة تلفزيون إن تي في التلفزيونية إنه لا يمكن التأكد من وجود قتلى أو مصابين آخرين من عدمه، في ظل الأوضاع الكارثية.

وتم إنقاذ 50 شخصًا بواسطة القوارب هناك، لكن بعض السكان عادوا أيضًا إلى منازلهم التي تم إجلاؤها بالفعل. بيد أن الفيضان عاد بسرعة كبيرة. وغمر المنطقة في خلال عشر دقائق، دون التمكن من تحذير الناس، بحسب صحيفة بيلد الألمانية.

وقال روك: “إنه وضع كارثي لم نشهده هنا من قبل”.

وأطلقت وزارة الدفاع إنذارا بكارثة عسكرية بسبب العاصفة في غرب ألمانيا. وقال متحدث باسم الوزارة الجمعة في برلين إن الوزيرة أنغريت كرامب كارينباور اتخذت القرار.

من جهته قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لمجلة شبيغل إن الحكومة الاتحادية تسعى لتوفير دعم مالي للمناطق المتضررة في أقرب وقت ممكن مضيفا أن هناك مجموعة إجراءات ستطرح على الحكومة للموافقة عليها. وقال زيهوفر إن ما وقع “مأساة” حجمها “بعيد عن أن يكون متوقعا”. وأضاف “هذه الظروف المناخية القصوى هي عواقب تغير المناخ” معتبرا أن على ألمانيا “أن تكون أكثر استعدادا” لهذا الأمر.

وفي ذات السياق، قال متحدث باسم شركة فيستنيتز أكبر شركة لتوزيع الكهرباء في ألمانيا إن الفيضانات الغزيرة أدت لانقطاع التيار عن 114 ألف منزل الجمعة. وقال المتحدث باسم الشركة ردا على استفسار “جميع الموظفين المتاحين موجودون في الموقع ويعملون تحت ضغط كبير لإعادة الكهرباء”.

كما خيّمت الأحداث على الزيارة الوداعية التي قامت بها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إلى البيت الأبيض. وإثر لقائها بايدن عبّرت أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض عن “تأثّرها الشديد” قائلة: “تأثّرتُ بشدّة بمعاناة المتضرّرين”، معربة عن “الخشية من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة”. ووصفت ميركل ما شهدته ألمانيا الخميس بـ”يوم خوف، يوم قلق، يوم يأس”. من جهته قدّم بايدن “أحرّ التعازي” لضيفته.

يشار إلى أن حصيلة الوفيات هي الأعلى من أي كارثة طبيعية في ألمانيا منذ فيضان بحر الشمال في 1962 الذي أودى بحياة نحو 340 شخصا.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا