دور الوكلاء وأدواتهم التنفيذية إنتهى وما زالوا يكابرون
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي……
منذ أحد عشرة سنة مضت عاشت الأمة كاملة بدهاليز أجهزة الإستخبارات الصهيوغربية ووكلائهم المتأسلمين والمستعربين وبدهاليز الألآعيب والأفخاخ السياسية والعسكرية والإعلامية وتبادل الأدوار بين المتآمرين الأصلاء والوكلاء وأدواتهم التنفيذية الحزبية والحركية والعصابات الداعشية…وغيرها من المسميات، ورغم هزيمة مشاريعهم أو حتى إعاقتها وإفشالها نهائيا في منطقتنا من قبل محورنا المقاوم، إلا أن الأمة ما زالت تعيش وتعاني آثار تلك المؤامرات الشيطانية الخبيثة وما زال هؤلاء المتآمرين يكابرون ويحاولون إظهار أنفسهم أمام آسيادهم الصهيوغربيين بأنهم موجودين ولهم تآثير على الأرض، بالرغم من إنتهاء دورهم في اللعبة الدولية التي جرت على الأمة كاملة – وعلى سورية المقاومة بالذات – منذ سنوات عدة لكن بعضهم ما زال يكابر ويعاند ليحقق شيئا ما هنا وهناك بالترهيب أو الوعيد وإختلاق المشاكل وتوقيف حال البلدان العربية ونهضتها وبث روح الفتن والعصبية والجهل والتخلف فيها ليبقى أبناء شعوب الأمة في حالة نزاع دائم فيما بينهم للأسف الشديد…
وهذه الحركات البهلوانية السياسية التي ترتكب هنا وهناك من الوكلاء والأدوات التنفيذية حقيقة أنها ترضي أسيادهم الأصلاء الصهيوغربيين وتسمح لهم بالتدخل بشؤون الدول التي إستقلت منذ زمن بعيد أو أنها تبحث عن إستقلال حقيقي وتريد أن تتخلص وشعوبها من الهيمنة الصهيوأمريكية أوروبية، وكلما ظهرت قيادة حقيقية تريد تصحيح أوضاع شعبها وبلدها دون تدخلات أجنبية كلما ظهرت رؤوس الفتن من الوكلاء والأدوات التنفيذية لخلط الأوراق وقلب الطاولة للعودة للمربع الأول من الأحداث المؤلمة التي ما زالت تعاني الأمة ودولها وشعوبها من ويلاتها وتبعاتها الدينية والسياسية والعسكرية والإعلامية والصحية والإقتصادية وكل هذه المعاناة وبكل مجالاتها وأنواعها وتشعباتها وآثارها وتبعاتها سببها مخطط واحد وهم الصهيوأمريكيين أوروبيين ووكلائهم البترودولار المستعربيبن، والمتأسلمين الطامعين بإقامة الخلافة الإسلامية والخلافة الإسلامية منهم براء إلى يوم الدين لأنها وإن قامت تلك الخلافة لا تقوم بسفك دماء العرب والمسلمين ومحاولات تشويه دينهم الإسلامي وزعزعت إستقرار دولهم وشعوبهم وترهيبهم وتهجيرهم وقتلهم وسرقة خيراتهم ومصانعهم ومتاجرهم وأرزاقهم وحتى بيع أعضاء أجسادهم كما حدث وما زال يحدث بحق المهجرين من الشعب السوري…وغيره من الشعوب العربية المهجرة في تركيا ومرتزقتها من الدواعش والنصرة الذين حاليا يقطعون الماء عن الملايين من أبناء الأمة وأبناء الشعب السوري في الحسكة وغيرها من المحافظات فأي خلافة وهمية في عقولكم المغسولة تبحثون عنها يا خلافاء الشياطين من الصهيوأمريكيين الأوروبيين أعداء الله والأمة والإنسانية جمعاء…
فالخلافة الإسلامية الحقيقية لا تقوم إلا كما قامت من قبل بوحدة الأمة ومحاربة أعدائها والحفاظ على أرواحها ودمائها وخيراتها وأرزاقها وتمسكها بالله سبحانه وتعالى وبتعاليم كتابه القرآن الكريم وبدينها المحمدي الإسلامي الحقيقي وبالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وأنتم ماذا فعلتم في الماضي البعيد والقريب لقد إستنزفتم قوة الأمة الدينية حينما دعمكم الإستعمار البريطاني قديما وفرض عليكم أفكار صهيونية تلمودية شيطانية خبيثة مثل الفكر الوهابي الصهيوني ليكون بديلا لفكر الإسلام الإلهي المحمدي الحقيقي، وقد رفضت كل شعوب الأمة العربية والإسلامية تلك الأفكار الجهنمية رفضا تاما إلى غير رجعة، وإستنزفتم قوة الأمة العسكرية التي أصبحت الأمة تمتلكها سواء جيوش مدربة ومسلحة أو حركات مقاومة هزمت مشاريع الصهاينة في المنطقة برمتها، وخلطتم أفكاركم الصهيونية الغير دينية المعقدة بالسياسية فأصبح هناك تفصيل غربي جاهز للإسلام، إسلام سياسي وإسلام إرهابي وإسلام معتدل وإسلام متشدد…وغيرها من المصطلحات الصهيوغربية التي يتم تداولها من البعض للأسف الشديد، وأيضا على مستوى إجتماعي جعلتم شعوب الأمة مجرد طوائف ومذاهب وعشائر وقبائل متناحرة متقاتلة بفتن بغيضة نتنه وخالفتم الله ورسوله حيث قال في كتابه الكريم ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وإستنزفتم القوة المالية والإقتصادية لدول الأمة وشعوبها وبعثرتم أموالها على الغرب الصهيوني ونهبتم أموال الدول والشعوب ورزقهم وخيراتهم وكل ما يملكون في بيوتهم ومصانعهم ومتآجرهم وتم توزيعها بينكم وفتحتم الباب على مصراعيه لأسيادكم الصهيوأمريكيبن لفرض عقوبات وحصار مالي وإقتصادي وعقوبات وقوانين قيصرية ظالمة على دول الأمة ومحاولة حصار إيران وسورية وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين دليل على ذلك فعانت كل شعوب ودول الأمة من تلك القوانين الظالمة وبالذات الدول المحيطة بسورية تأثرت بتلك العقوبات وذلك القانون القيصري وما زالت تعاني ولم ولن تنتهي المعاناة إلا إذا رفضت تلك القوانين الصهيوامريكية التعسفية وتم رميها في مزابل التاريخ وتم فتح كل المعابر بين الدول العربية كافة وبين سورية والبلدان المحيطة بها وبشكل كامل وتم التبادل التجاري والصناعي والغذائي وفي كل المجالات الأخرى اليوم اليوم وليس غدا يا أمة عربية ضحكت من جهلها بخطط أعدائها ومشاريعهم الأمم، وشوهتم صورة الإعلام بعد أن لقحتموه بأفكار صهيونية غربية فأصبح بعضه كاذب ومزور ومفتري ومدبلج ومحرض وناشر للفتن وقاتل للأمة والإنسانية جمعاء بكل ما تعنيه الكلمات والصفات، وأوقفتم حال الأمة كاملة وأشغلتموها بنفسها بالفتن والتحريض والتهجير والقتل وسفك الدماء وإنتهاك الأعراض وسرقة الخيرات لتعطيل حياتهم اليومية وطبعتم بشكل كامل منذ زمن بعيد مع أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية اليهود الصهاينة من تحت الطاولة وهذه الأيام علنا وبكل وقاحة، وخلطتم الصالح بالطالح فأصبحت بعض شعوب الأمة في بداية الربيع العربي المفتعل والتي تجهل ما يدور حولها من خطط ومشاريع صهيوغربية متأسلمة ومستعربة تائهة حائرة مستغربة مما ترى وتسمع للأسف الشديد، وتتسائل عما يجري ولولا لطف الله بأمته وحفظه لها لإندثرت الأمة ودولها وشعوبها وتبعثرت وأصبحت عصابات صهيوأمريكية غربية مستعربة ومتأسلمة مجردة من كل فكر إنساني تحكم القبائل والعشائر والدول والقوي منها يأكل الضعيف، فمن أنتم؟!! وأين تريدون أخذ الأمة يا خلافاء شياطين الإنس والجن، وهؤلاء هم أعداء الداخل وكلاء الخارج الصهيوغربي قال عنهم سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( أتدرون من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
وقال سبحانه وتعالى أيضا ( هم العدو فأحذروهم قاتلهم الله) صدق الله العظيم…
وقال الله سبحانه وتعالى ذلك لانه أعلم بتلك العقول المغسولة والملقحة بفيروسات أفكار الصهيوغربيين القاتلة للأمة وللإنسانية جمعاء ولأن الوكلاء على مستوى دول أو أحزاب لم ولن يقتنعوا يوما بأنهم كانوا وما زالوا أدوات سياسية ودينية ومالية وإقتصادية وعسكرية وإعلامية للصهيوغربين وبأنهم يحاربون الله سبحانه وتعالى والسنة الحقيقية لسيدنا محمد والتي تجمع ولا تفرق توحد ولا تفتن وتحرض تنشر رسالتها بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، تسامح من يخطأ وتصفح وتعفو عند المقدرة، تمنع سفك دماء الأمة والإنسانية إلا من إعتدى وأرهب الأمة وشعوبها وزعزع إستقرارها وأمنها وأمانها….وغيرها الكثير من الصفات الإنسانية الإلهية المحمدية الحقيقية والتي فرض علينا أن نتبعها وفقا لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين…
وما حصل في كل الدول العربية والإسلامية من أحداث مؤلمة ومن تأخير وتعطيل وتجميد لمؤسسات الشعوب وتنميتها للوصول إلى ما طمحت إليه تلك الأمة من حرية حقيقية وديمقراطية وغيرها من الحريات، وإعادة البناء والإعمار وتعجيل حركة التنمية وبكل المجالات وتسير وتسهيل حياة الإنسان العربي اليومية ، والحصول على السيادة والإستقلال الحقيقي التام وغير المنقوص للشعوب والدول والقادة كان سببه الرئيسي مكابرة الوكلاء في منطقتنا المستعربين والمتأسلمين وأدواتهم المتدينة والمسيسة والتنفيذية من أحزاب وحركات وعصابات وغيرها، وعدم إعترافهم بأخطائهم الإستراتيجية الكبرى التي إرتكبوها بحق الأمة وشعوبها لذلك رفضتهم تلك الشعوب ونبذتهم، بالرغم من أنهم متأكدين في قرارة أنفسهم بأن تلك الأخطاء المرتكبة أنهت وجودهم في كل مكان من الدول العربية لكنهم مصرون على العناد والمكابرة، بل ما زالوا يروجون لأنفسهم بأنهم أسياد المنطقة ويسعون إلى لفت الإنظار إليهم في كل مكان وفي المحافل الإقليمية والدولية، ويتعاملون مع أوهامهم على أنها حقائق ويحاولون فرضها على المنطقة وشعوبها ودولها ويصرون رغم كشف حقيقتهم المخزية كتبع وأدوات للصهيوغربيين على أنهم يعملون لصالح الأمة ووحدتها، وهم من حاول تشويه تاريخ الأمة وماضيها المشرف وعبثوا بحاضرها ودنسوه بأفكار أسيادهم الصهيوغربيين ويريدون مصادرة مستقبلها ورهنه بالكامل لمخططات ومشاريع الصهيونية اليهودية العالمية وأعضائها المتصهينين في أمريكا وأوروبا، رافضين تغيير إستراتيجيتهم الخاطئة والتي كلفت الأمة سنوات عدة وأنهار من دماء الشهداء والأبرياء وضحايا المؤامرات الصهيوغربية، وأموال طائلة كانت الأمة بأمس الحاجة لها لتنهض من كبواتها السابقة ولم تكن تعلم عن تلك الكبوة اللاحقة والمخطط لها في الغرف المغلقة للصهيوغربية وفي دهاليز أجهزة الإسخبارات الدولية…
لذلك نرجو من الله سبحانه وتعالى وحقنا لدماء العرب والمسلمين أن يتم إنهاء الإحتقان في كل الدول العربية والإسلامية كافة، وفي تونس هذه الأيام بعد القرارات الدستورية الجريئة التي إتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بعد صبر الشعب التونسي أحد عشرة سنة حتى يتم التغيير دون فائدة وبعد صبر الرئيس قيس سعيد لأكثر من 3 سنوات على من عطل المؤسسات الحكومية بشكل كامل بعد محاولات الغنوشي للسيطرة الكاملة على كل مؤسسات الدولة التونسية حتى على الرئاسة، لكنهم فشلوا بذلك فالشعب التونسي صبر كثيرا وتحمل الكثير من تلك العقول المغسولة، والرئيس مع الشعب التونسي والشعب مؤيد له بكل القرارات التي إتخذها لتصحيح المسار للدولة التونسية ولحماية خيرات الشعب التونسي من نهب الفاسدين ومن الفقر والمرض والجوع بعد أن عطل الغنوشي والمشيشي كل مؤسسات الدولة من العمل وبالذات الصحية في زمن الكورونا وزيادة الإصابات…
لذلك نرجو من كل قادة الدول العربية التي ما زالت المؤامرات عليها ومن الرئيس التونسي قيس سعيد أن يتم وضع خطة إستراتيجية مباشرة وفورية ويحول كل هؤلاء الفاسدين للقضاء، ويكلف من يشكل حكومة وحدة وطنية وأن لا يتم إقصاء أي طرف سياسي في الحكومة القادمة، والتوصل لخارطة طريق توصل تونس لبر الأمن والآمان، ووقف كل المناكفات السياسية والإعلامية وغيرها والتي قد تؤدي إلى طريق مسدود ونفق مظلم يعيش تبعاته وآثاره الشعب التونسي مسقبلا لا سمح الله ولا قدر، وحتى لا تبدأ النعرات الفتنوية الطائفية والبغضاء والحقد والتشاحن…وغيرها، وهذه الخطط يجب أن يتم تطبيقها في كل الدول العربية والإسلامية لإنهاء كل الخلافات وتبعات وآثار المؤامرات الصهيوغربية على الأمة، وبذلك لا نسمح للصهيوغربيبن بالتدخل بما يجري في دولنا ولا نفتح لهم الأبواب على مصراعيها للتدخل بشؤوننا تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي صدعوا بها رؤوسنا، فأين حقوق الإنسان في سجن عونتنامو وإحتلال أفعانستان والعراق وقتل الملايين من الشعبين، وأين حقوق الإنسان وأنتم من آثار وما زال يثير الفتن في الدول العربية والإسلامية وآخرها المحافظات في إيرات بحجة قطع المياه عنهم وهذا إفتراء فلا حكومة على وجه هذه الأرض تقطع الماء عن شعبها وهي تقبض أموال أثمان المياه إلا إذا كانت هناك آيادي خفية للصهيوغربيبن وقد قبضت إيران على خلية إرهابية كبيرة تابعة للموساد الصهيوني والتحقيقات مستمرة عما إرتكبوه وما كان مخطط لإرتكابه، وأين حقوق الإنسان والشعب اليمني يقتل في صنعاء بقصف طائراتكم وأسلحتكم الفتاكة كل لحظة، وأين حقوق الإنسان وأنتم تحتلون آبار النفط السورية وتنهبون خيرات الشعب السوري وأدواتكم التنفيذية من قسد وغيرها يقتلون أبناء العشائر السورية ويعتقلون كل صوت حر، وأين حقوق الإنسان ومرتزقة وعصابات أردوغان من الدواعش والنصرة ..وغيرها يتحكمون بالشعب السوري ويقطعون عنه الماء والكهرباء وغيرها من مستلزمات الحياة الطبيعية للإنسان ولأيام وأسابيع وأشهر، فالصهيوغربين يكيلون بمكايل عدة وليس مكيالين فقط من خلال حقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات لتنفيذ ما يسعون إليه أو ما عجزوا عن تنفيذه في الماضي البعيد والقريب، وستفشل كل مخططاتهم وتدخلاتهم بشؤون دولنا وشعوبنا ما دام هناك من يقف لهم بالمرصاد وهو محورنا المقاوم وعلى الله فليتوكل المؤمنون….
الكاتب والباحث والمحلل السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…