انها النفس البشرية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……
كثيرة هي الشخصيات السياسية والاجتماعية التي لم تكن على ثبات في مواقفها وباتت تترنح من اليمين الى الشمال عند اول الازمات ، اي ان هناك تكوين نفسي لديهم وهو اضطراب بالشخصية الحدية ، فتجدهم يثورون عند اول لقاء اعلامي او اي اجتماع مجتمعي .
هذا الاضطراب عبارة عن صندوقين منفصلين عن بعضهما تماماً ، صندوق الخير وصندوق الشر الصندوق الابيض والصندوق الاسود ، فبنظرهم ان فلان هو افضل انسان في الدنيا لا يخطيء ولا يعاب ، وفلان الآخر هو اسوأ شخص في التاريخ مليء بالاخطاء والنواقص .
وتتبدل الاماكن كل يوم من كان الافضل يصبح الاسواء ومن كان الاسواء يصبح الافضل ، يوم نجده سعيد وغداً كئيب اي انه يعيش في عالم من التناقضات وعلاقات لا ثابت فيها غير ( عدم الثبات ) .
كل منا توجد بداخله منطقة مظلمة كما توجد ايضاً بداخله منطقة مضيئة ، وكل منا يوجد بداخله شر كما يوجد بداخلنا خير .
ولقد اصبح غالبيتنا يتعامل مع نفسه بالقطعة نقسمها ونجزئها بشكل مختزل ، احياناً نرى في انفسنا لموقف في الجانب المظلم واحياناً لموقف ما نجد الجانب المضيء والخير .
وكلنا يعلم ان النور الحقيقي لا يخرج الا من اعمق اعماق الظلام ، واجمل ما في خيوط نور الفجر هو خروجها من نقطة التقاء الليل بالنهار ، فالظلام لا ينكر وجود النور بل يمكن ان يكون بجانبه وبمصاحبته واحد مصادر جماله .
ونحن نحتاج ان نؤمن ان الشر والخير حينما يكونان جنباً الى جنب في نفس الشخص ونفس الوقت ونفس المكان ، فان ذلك لا يعني سوى شيء واحد هو اننا بشر ، فنجد ان الخير يستمد احياناً قوته من بعض حيل الشر ، والشر يستمد احياناً طاقته من بعض اهداف الخير .
فهي النفس البشرية التي علينا قدر المستطاع ان نتحكم بها وان نرى انفسنا بكل ما فيها وبكل متناقضاتها ، وان نرى الاخرين بكل ما فيهم من اختلافات وان نتقبلهم يخطئون تارة ويصيبون تارة آخرى ، وينجحون ويفشلون ويضعفون ثم يقوون ويقعون .
فالفشل هو عدم المحاولة مرة اخرى فهناك العديد من الشخصيات الحدية نعيش فلسفة الحياة بين اليمين واليسار في تبدل المواقف والمواقع والاماكن والادوار .
فهناك شخصيات سياسية كان لها دور كبير وتأثير كبير وسلطة وهيمنة نفوذية ، وما لبثنا وان وجدنا انها قد انهت دورها الى التقاعد او الاستغناء عن مهامها ، لنجدها قد اصبحت شخصية معاكسة لما كانت عليه بشكل علني ، وواضح للعيان كنا مع واصبحنا ضد ، كنا ايجابيين واصبحنا سلبيين ، وهكذا انها النفس البشرية .
والوطن لا يستحق منا الا كل عطاء وتعزيز للولاء والانتماء قولاً وعملاً ، ولا بد وان تنقشع الغيوم لتتضح الرؤية وتصوب المسيرة بالتعاون المشترك بين ابناء هذا الوطن لتحقيق الغايات والاهداف المرجوة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]