ماذا قدمنا للشعب الأفغاني…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

الكل يعلم بأن المملكة الهاشمية والهاشميين وشعبهم من كل الأصول والمنابت وعبر تاريخهم المجيد وهم يقدمون الدعم لكل الدول العربية والإسلامية التي تحتاج لمعونات إنسانية وخبرات بكل مجالاتها وفروعها ورغم قلة الإمكانات والظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة الهاشمية لظروف داخلية وخارجية لكنهم يجودون من الموجود لديهم وهذه أخلاق وقيم ومبادئ ديننا الحنيف وسنة الهاشميين وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الكرام الطاهرين المطهرين وصحابته أجمعين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين…

ولا يستطيع أحد في العالم وبالذات بعض ملوك وأمراء البترودولار المطبعين مع أعداء الله والأمة والإنسانية والذين عاثوا في الأمة فسادا وفتنا قومية وطائفية ومذهبية وقتلا وتهجير من عقود مضت وليس فقط قبل أحد عشرة عام ونهبوا أموال الأمة وسلموها للصهيوغربيين بل وإستخدموها لتدمير الدول العربية والإسلامية تنفيذا لمخططات أسيادهم في الغرب المتصهين، تلك الدول العربية التي بنت نفسها بنفسها وبعقول وسواعد وخبرات شعوبها دون مساعدة من أحد من دول التطبيع، فلا يستطيع أحدا من هؤلاء المبذرين والمنافقين المتصهينين المطبعين أن يزاود على مواقف الهاشمين وشعبهم الهاشمي وجيشهم المصطفوي المشرفة عبر التاريخ…

والمقال هنا لا يتسع لسرد كل ما قدمه الهاشميون لكل من هم بحاجة للمساعدة العاجلة، والهاشميون وشعبهم من كل الأصول والمنابت لا يمنون على أحد من أشقائهم بما قدموه لأن ما قدموه هو واجب ديني وشرعي وقيمي وأخلاقي ومبدئي إتجاه إخوتهم وأشقائهم ولكل عباد الله أينما وجدوا…

واليوم هناك شعب إسلامي أفغاني عاش منذ عقود بضنك العيش والتهجير والقتل والحروب المفتعلة والإستعمار الظالم والمدبلج بأكاذيب مفتعلة من قبل الغرب المتصهين، وهم بحاجة إلى الدعم الإنساني واللوجستي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حتى ينهض ذلك الشعب ويقف على قدميه مرة أخرى وينهض من كبوته التي عانى منها كثيرا من مؤامرات ومخططات دولية شيطانية أدت إلى ما وصل إليه ذلك البلد الإسلامي العظيم من حروب أهلية وإستعمار وفقر وجوع وبطالة ونهب لخيراته وأمواله من قبل أدوات الغرب المتصهين والذين ما إن تخلى عنهم أسيادهم حتى هربوا وفروا ونهبوا أموال الشعب الأفغاني وإستقروا في دول وكلاء أسيادهم المطبعين المستعربيين المتصهينين…

لذلك نرجوا من قيادتنا الهاشمية المباركة أن تصدر إرشادتها وتوجيهاتها للحكومة لتقديم المساعدة بقدر ما نستطيع للشعب الأفغاني ولحركة طالبان والتي أصبحت واقع ستتعامل معها دول الجوار ودول الأمة ودول العالم أجمع في الأيام والأشهر والسنوات القادمة، والتي شوهت صورتها منذ أكثر من عشرين عام بعد أن دس عليهم المستعربيين المطبعيين أصحاب الفكر الوهابي الصهيوني القاعدة وفروعها لإستنزافها ولإستعمارها وللعمل على عدم إستقرارها إلى يوم البعث وهذا هو مخططهم لتكون عامل توتر للدول المحيطة بافغانستان ورغم خروج أمريكا المذل والمخزي من أفغانستان بفضل صمود المقاومة الأفغانية 20 عام وأكثر إلا أن أتباع الغرب المتصهين في الداخل الأفغاني ما زالوا يحاولون تنفيذ مخططاتهم التي عجزوا عن تنفيذها في الماضي وستفشل مخططاتهم وترمى في مزابل التاريخ الأفغاني…

فحركة طالبان اليوم تختلف إختلاف كلي عن الماضي بعد أن تخلصت من مندسي القاعدة وفكرهم الوهابي الذي غسل أدمغة البعض من مقاتليهم وهي نفذت الكثير مما طلب منها للإعتراف بها، وإذا وجدت الدعم والتأييد من دول الجوار والدول العربية والإسلامية ودول أحرار العالم فإنها ستكون عند حسن ظن الجميع وستعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية الإلهية والسنة المحمدية الحقيقية والتي هي رحمة للعباد والبلاد وللعالمين بإذن الله تعالى…

وبالتالي على الحكومة الأردنية ووزارة الخارجية أن تقوم بما يجب أن تقوم به إتجاه الشعب الأفغاني وحركة طالبان لأن كل الوقائع على الأرض الأفغانية وفي الخارج تأكد بأن الإعتراف بحركة طالبان وحكومتها الشاملة القادمة أو حكومة تصريف الأعمال المؤقته لحين إستقرار البلاد والعباد والقابلة للتغيير والشمول مستقبلا كما صرح الناطق الرسمي لطالبان سيتم الإعتراف بها وبأسرع مما يتوقعه البعض، ولنأخذ عبرة من دولة قطر التي تآمر عليها المطبعين المتصهينين بكل ما إستطاعوا وبدعم كلي من ترامب ونتنياهو محاولين إلصاق كل جرائمهم التي إرتكبوها منذ 11 عام بحق دول الأمة العربية بدولة قطر لإبراء أنفسهم مما عملوه من عمل خبيث فجعله الله هباءا منثورا وأفشل مخططهم بالإطاحة بدولة قطر وقيادتها وسقطوا جميعا وكشفت حقيقتهم المخزية والمذلة وسقطوا وسقط سيدهم ترامب ونتنياهو معهم…

وما قامت به قطر من مواقف مشرفة منذ زمن بعيد سواء المفاوضات السرية والعلنية بين طالبان وأمريكا المحتلة إلى تهيئة الظروف لخروج كل القوات الأجنبية من أفغانستان مع الأفغان المتعاونين مع المحتلين والذين تجاوز عددهم 132 ألف عسكري ومدني وبعض التقارير الإعلامية تقول بأن العدد أكثر من ذلك بكثير، إلى ترميم مطار كابل وتشغيله فنيا بعد أن دمره الجيش الأمريكي المحتل بشكل كامل ومن كل النواحي التقنية والفنية والإدارية حتى المباني لم تسلم من كيدهم وحقدهم وكرههم للشعب الأفغاني حتى يتم عزل أفغانستان وحركة طالبان عن العالم ويتم تشويه صورتها مرة أخرى أمام شعبها الأفغاني وشعوب العالم، وقد صرح بعض مدراء أجهزة مخابرات أمريكا والغرب المتصهين والعاملين فيها بأننا 20 عام من الإحتلال لم نستطيع أن نفهم أو نغير عقلية الأفغان والمقصود هنا عقيدتهم وشريعتهم الإسلامية وعاداتهم وتقاليدهم القبلية النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف لذلك هزم المحتلين وعلى رأسهم أمريكا وبإعتراف بايدن الذي قال تعلمت الدرس بعد 20 عام من الإحتلال بأن أفغانستان هي مقبرة للإمبراطوريات والغزاة، وهي بالطبع كذلك لأنهم لم ولن يتخلوا عن قيم ومبادئ وأخلاق دينهم الإسلامي الحنيف ولا عن عاداتهم القبلية والقومية والطائفية والمذهبية الإسلامية …

ونرجوا من وزير الخارجية أن يقوم بالتنسيق وبشكل كامل مع دولة قطر الشقيقة ومع سياسيي حركة طالبان لإرسال مساعدات إنسانية لوجستية فورية إلى الشعب الأفغاني وتعيين سفير في كابل ومحاولة المساعدة بتقديم خبراتنا وفي كل المجالات سواء في تشغيل المطار وعرض مقترح لتدريب الجيش الأفغاني في المملكة الهاشمية التي درب جيشها معظم قادة وجيوش المنطقة وغيرها من المساعدات التي نستطيع أن نقدمها للشعب الأفغاني حتى ينهض ذلك الشعب بقيادته وحكومته الوطنية وبكل مؤسساته الحكومية المدنية والعسكرية ونحن نستطيع عمل ذلك وبأكمل وجه إذا وجدت النية الحقيقية والإرادة الجامعة دون تردد أو قلق من القادم لأنه سيكون لصالح الشعب الأفغاني بإذن الله تعالى…

والمواقف الهاشمية المشرفة معروفة وقد تعودنا عليها والإرشادات الهاشمية التي كان يوجه بها الحكومات السابقة والحالية لعون كل من يحتاج للعون والمساعدة من شعوب الأمة هي ضوء أخضر للتحرك الفوري والمباشر للقيام بما يلزم لمساعدة كل الشعوب العربية والإسلامية التي تحتاج للمساعدة والعون وبشكل مباشر، فهل تقوم حكومتنا ووزارة الخارجية وبالتنسيق مع الهيئة الهاشمية الخيرية والهلال الأحمر الأردني لتقديم الدعم لأفغانستان وتقوم بواجباتها الداخلية والخارجية حسب الرسائل الهاشمية، لذلك نرجوا من حكوماتنا أن تنفذ توجيهات وإرشادات سيدنا لعون من هم بحاجة للعون حفظ الله سيد البلاد ورعاه وأطال عمره وأبقاه سندا لشعوب الأمة والإنسانية كاملة…اللهم آمين..

الكاتب والباحث والمحلل السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا