مدير المخابرات : نؤيد مخرجات اللجنة الملكية وسنحميها
وهج نيوز : أكد مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، أن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والأوراق النقاشية، تضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.
وأضاف خلال لقاء في مكتبه بدائرة المخابرات العامة، مع رؤساء تحرير الصحف اليومية، وعدد من الكتاب، أنه بعد اطلاعنا على مخرجات اللجنة، فإننا نؤيدها، موضحاً أن المخرجات وما احتوته من تدرج مدروس لواقع قد ينشأ بالمستقبل، سنحميها وندعمها ونعززها على مستوى الأحزاب والانتخابات والقوانين والتعليمات المتعلقة بحقوق الشباب والمرأة.
اللواء حسني، وخلال اللقاء الذي يعد فريداً على هذا المستوى، أكد أن المخابرات العامة ستدعم الحياة الحزبية، ورؤيتنا تجاه ذلك تنطلق من أن الأردن جزء من العالم، و»لدينا مشاهداتنا للعالم وكيف يكون لدينا أحزاب».
وقال: أي حزب يشكّل ضمن قانون الأحزاب سوف ندعمه ونشجع على الانتساب إليه، ونأمل في المراحل القادمة أن يكون لدينا أحزاب قوية وتحمل برامج وتطرح حلولاً.
وخلال اللقاء الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، اتسم بالصراحة والشفافية، قال اللواء حسني نحن دولة حية وفتية ولدينا قدرة على التغيير، والمخابرات جزء من عملية التغيير، وداعمة للإصلاح والتغيير بما يحفظ أمن واستقرار الأردن.
وأضاف: الأردن دولة فتية وعلينا دعم الشباب للمشاركة في الأحزاب، لأن الأحزاب من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية، التي عنوانها الأردن من كافة الأصول والمنابت، ونحن نؤمن بذلك، موضحاً أن المواطن له دور في حمل المسؤولية وليس المؤسسات فقط.
وأوضح أننا نريد الوصول إلى الحكومات البرلمانية، ونسعى لتطبيق سيادة القانون، فنحن دولة تمتلك مؤسسات راسخة ويجب أن يكون القانون هو الحكم والفيصل في التعاطي بين المواطن والدولة، وهو أساس الانطلاق للتعاطي مع كافة القضايا.
وقال إن الإنسان «الحزبي وغير الحزبي» يجب أن يشعر بالأمان، ويجب أن لا تكون مرجعيته أي جهة أو شخص وإنما القانون الذي يجب أن يكون الحكم في علاقتنا.
وحول العلاقة مع المؤسسات داخل الدولة، قال مدير المخابرات العامة، علاقتنا مع المؤسسات في الدولة المدنية والعسكرية علاقة تكاملية، نقدم النصح والإرشاد بناءً على طلبهم ويتم التنسيق والدعم في كافة المجالات، لأننا نمتلك المعلومات ونقدمها لهم، والقرار يكون للمؤسسة.
وقال اللواء حسني: البلد بخير، والأردن قوي وصلب ومتماسك، بفضل العلاقة بين الشعب والنظام، ونحن دولة مؤسسات وقانون، ونعمل على تعزيز الرؤية المستقبلية للدولة لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة.
وتحدث اللواء حسني عن التحديات الراهنة، ودور جهاز المخابرات كمؤسسة وطنية في مواجهة هذه التحديات، موضحاً أنها كبيرة ومتنوعة، وهي تتضاعف وتتنوع وتداعياتها على المنطقة في تسارع، وتفرض ظروفاً إقليمية ودولية معقدة.
وأضاف أن جلالة الملك بذل جهوداً كبيرة، بهدف الاحتواء والتكيف أو المواجهة أحياناً، للنَّأي بالأردن وحمايته وكل ذلك بفضل حكمة القيادة الرشيدة والشعب، وتماسك الجبهة الداخلية والجهود الجبارة للمؤسسة العسكرية والأمنية.
وأوضح أننا كدائرة تربطنا علاقات مع دول العالم دون استثناء، وهناك خصوصية للدول العربية حيث تم إنشاء «المنتدى الاستخباري» في القاهرة العام الماضي، بهدف توحيد الجهود ولمواجهة التهديدات وتوحيد اللغة وتحصين الشباب العربي، وقد ترأسنا المنتدى هذا العام، وتم توحيد اللغة وحل بعض الإشكالات على مستوانا كأجهزة أمنية.
وعن دور المخابرات العامة في مواجهة تحدي كورونا، قال اللواء حسني: عملنا كمؤسسات في الدولة على مواجهة هذا التحدي، وهدفنا هو المواطن وعدم وجود خسائر بشرية والحمد لله، لم تنهَر المنظومة الصحية والاقتصادية بفضل جهود الملك وولي العهد.
وأضاف أن كورونا لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وغيرت سلوك دول عظمى وكنا نبحث في التفاصيل.
وتحدث اللواء حسني عن جهود الدائرة في حماية أمن واستقرار المملكة، موضحاً أن لدى الدائرة علاقات مميزة مع العراق، ونعمل على تسخير علاقاتنا كأجهزة أمنية لتعزيز الحالة الاقتصادية لصالح البلد وخدمة مصالحنا كدولة.
وأضاف: نعمل على تعزيز العلاقة بين الدول التي لنا مصلحة في استقدام الاستثمار منها وإرسال العمالة الأردنية إليها.
وأضاف: علاقتنا مع سوريا جيدة، موضحاً أن الجنوب السوري يشكل تهديداً لنا، وهذا يتطلب منا التنسيق كأجهزة أمنية.
وقال، نحن دولة جوار لسوريا، ونأمل أن يكون الحل السياسي هو الحل النهائي للأزمة، مشيراً إلى ما تحمّله الأردن من أعباء نتيجة اللجوء السوري.
وتابع قائلاً: علاقتنا مع السلطة الوطنية الفلسطينية جيدة، فهي تمثل الشرعية وتعمل على المصالحة لخدمة الصف الفلسطيني، ولدينا علاقات دولية تحترم هذا التوجه، مضيفاً أنه يهمنا تعزيز الوصاية الهاشمية على القدس.
وحول جهود الدائرة في مكافحة الإرهاب والتطرف، قال اللواء حسني إنها أولوية متقدمة في عملنا، ولدينا دور في التحالف الدولي وشراكتنا قوية مع الأجهزة العربية والعالمية، ونحن نعمل على مواجهة الإرهاب داخل المملكة وفي الساحات الخارجية لدعم الأمن والسلم الدوليين.
وأوضح، أننا أول دولة أعلنا أننا سوف نعمل ضد الإرهاب بالداخل والخارج.
وأضاف: نتابع هذه التنظيمات أو الجهات التي نتعاطى معها لمنع وإفشال أي مخططات قد تتم على ساحتنا.
وكشف النقاب عن تهديدات تتعلق بالأمن السيبراني باعتباره شكلاً من أشكال الإرهاب، مشيراً إلى أنه تم في السابق اختراق مؤسسات وطنية، ودور الجهاز منع الاختراق السيبراني لمؤسساتنا الوطنية.
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على السوشال ميديا في عمليات التجنيد، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت، مشيراً إلى إحباط عمليات داخلية وخارجية في هذا السياق.
وأكد أن دائرة المخابرات العامة تعمل على تطوير كوادرها وامتلاك القدرات التي تعطي لعناصر الدائرة القوة داخل وخارج المملكة.
وكشف مدير دائرة المخابرات العامة النقاب عن حجم العمليات الإرهابية التي تم إحباطها منذ العام 2019 ولغاية مطلع الشهر الجاري. وقال: تم إحباط 120 مخططاً إرهابياً داخلياً وخارجياً، منها 52 مخططاً استهدفت داخل المملكة وتم القبض على أكثر من 103 عناصر، فيما تم إحباط 68 مخططاً خارج الأردن، وشملت دولا في أوروبا وأمريكا ودولا أخرى.
وفيما يخص عمليات التهريب على الحدود، من أسلحة ومخدرات، قال اللواء حسني إنه خلال الفترة من العام 2019 ولغاية مطلع الشهر الجاري، تم كشف وإحباط 95 عملية تهريب على حدودنا من أسلحة ومخدرات، وتم إلقاء القبض على 240 شخصاً حوّل 91 منهم للقضاء.
وقال إن المخدرات تأتي من شمال المملكة، وهذا التحدي كبير، وقد كشفنا عمليات هائلة وما زالت لليوم، وبعض الأهداف نحن نعمل على وصولها لحدودنا بالتنسيق مع مؤسسات الأمن العام والجيش والجمارك.
وأكد اللواء حسني أهمية مؤسسات الإعلام الوطني، وقال إن لها دوراً كبيراً في استيعاب الجيل الجديد بكافة مكوناته، لتوضيح الصورة لما أنجزه بلدنا ضمن مسيرته الطويلة.
وأضاف: الإعلام له دور في خلق التفكير الإيجابي عند المواطن، بما أنجز من إنجازات هائلة كدولة مؤسسات يحكمها القانون، في ظل ظروف صعبة مرت علينا.
وكان مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني قد استهل اللقاء بالتأكيد على أنه يأتي من باب الشفافية وعنواناً لمرحلة جديدة للدولة الأردنية، وهي تدخل المئوية الثانية، فضلاً عن إشارته إلى أهمية المؤسسة الإعلامية الوطنية فيما هو قادم.
ولم يتردد اللواء حسني في التأكيد على أن هذا اللقاء تجسيد للشراكة الوطنية وأن المؤسسة الإعلامية جزء مهم من هذه الشراكة من أجل خير البلاد وترجمة الرؤية الملكية في التطوير والإصلاح والانتقال لبناء منظومة استراتيجية تكرّس قيم الوطن والمواطن.