ما بعد تحرير ناقلة النفط الإيرانية من القرصنة الأمريكية ليس كما قبلها

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

لقد بلغ السيل الزبى من تصرفات أمريكا ووكلائها في المنطقة وفي كل المجالات لذلك وجب على إيران أن تضع حدا للغطرسة الأمريكية ولوكلائها وتصرفاتهم العبثية في الدول ومحاولتهم السيطرة على الدول وقرارها السيادي وحرية رأيها بالقوة، والتي فشلت وهزمت مرات عدة في المنطقة وعلى عدة مراحل من قبل إيران وحلفائها من محورنا المقاومة، فأمريكا أسست على جماجم وقتل وموت الملايين من الشعوب البريئة إبتداءا من الهنود الحمر لغاية مؤامراتها لإحتلال دول عربية عبر فتن دينية وطائفية وقومية وسياسية…وغيرها في منطقتنا قبل 11 عام لنهب وسرقة خيرات الشعوب والسكان الأصليين لأمريكا ولشعوب منطقتنا وللعالم…

وما جرى يوم أمس في المياه الإقليمية الإيرانية في بحر عمان وتحرير ناقلة النفط الإيرانية بسواعد قوات الردع السريع في الحرس الثوري الإيراني من بوارج القرصنة الأمريكية الخارجة عن الشرعية الدولية هو رسالة لأمريكا ولوكلائها في منطقتنا بأن إيران وحلفائها موجودين كقوة إقليمية في المنطقة وعالمية في العالم وهم جاهزين لأي رد سريع على أي إختراق، ولا أحد يستطيع أن يهزم ذلك المحور أو يسيطر على قراره السيادي أو يسرق خيراته وثرواته، وأن إيران وحلفائها قادرين على حماية المنطقة برا وجوا وبحرا من كل طامع ومحتل ومستكبر ومتغطرس وأهوج يحاول فرض الأمر الواقع على دول وحكومات وجيوش وشعوب المنطقة، نعم إنها رسالة قوية وردا على كل التصريحات والتهديدات الأمريكية ما قبل وفي قمة العشرين لإيران للعودة للإتفاق النووي وبأن خيارات أمريكيا مفتوحة إتجاه إيران وحلفائها في المنطقة…

أمريكا والبنتاغون لم يعترفوا بتلك الهزيمة البحرية والإنسحاب المخزي لقواتهم وبوارجهم ووكلائهم وقنواتهم الفضائية ومحلليهم السياسيين والإعلاميين والعسكريين يشككون بتلك المعركة البحرية بالرغم من أنهم يعلمون الحقيقة المرة لهزيمتهم والتي لم ولن يعترفون بها أبدا لأنها ستكشف حقيقة أكاذيبهم على الشعوب التائهة بكلامهم المعسول والمدفوع أجره لهم من قبل أسيادهم أصحاب البترودولار، ولكن أي خبير عسكري حر وشريف يعلم كل العلم بأهمية تلك المعركة البحرية ومن المنتصر بها حقا وطبيعة وأهمية الجهوزية الكاملة واليقظة بالرد السريع للحرس الثوري الإيراني على أي إختراق بحري أو جوي أو بري للصهيوأمريكيين والمستعربيين والمتأسلمين في منطقتنا والعالم…

ومحورنا المقاوم يعرف جيدا كيف يتعامل مع تلك الغطرسة ومحاولات الإحتلال العلني والمبطن للسيطرة والتوسع والنهب والسلب وفرض الرأي الصهيوأمريكي والمستعرب والمتأسلم على دول وشعوب المنطقة وعلى إيران وحلفائها بالذات، فأثبتت إيران وحلفائها في المنطقة والعالم وعبر التاريخ البعيد والقريب بأنهم قوة يجب أن لا يستهان بها أبدا ويجب على أمريكا ووكلائها وبعد كل تلك الهزائم والفشل وفي كل الميادين أن يعترفوا بقوة محورنا المقاوم ودوره الحقيقي والفعلي في المنطقة والعالم….

وعلى أمريكا أن تعترف بهزائمها وفشل مخططاتها ومشاريعها وأن تقوم بلجم وكلائها الجبناء والفاشلين والمهزومين سواء الكيان الصهيوني وإخوانهم بالفكر في تركيا والسعودية والإمارات والبحرين لتحافظ أمريكا على ماء وجهها قبل أن يوقعوها وكلائها الضعفاء بحرب شاملة تسقط من خلالها أمريكا بالحضيض والهاوية، وتسجل بتاريخ بايدن وإدارته كما سجلت هزائم أخرى بتاريخ قادة أمريكيين سابقين وما زالت هزائمهم تلاحقهم لغاية يومنا الحالي، تلك الإدارة الأمريكية التي لم تفي بوعودها أمام الشعب الأمريكي وشعوب العالم بتغيير السياسات الخارجية الخاطئة مع دول منطقتنا والعالم والتي أرتكبت سابقا من قبل ترامب….

فما بعد تحرير ناقلة النفط الإيرانية من القرصنة الأمريكية ليس كما قبلها، وكما قال قائد الحرس الثوري الإيراني السيد حسين سلامي أن أمريكا بين خيارين إما الهزيمة والإنسحاب أو البقاء وتلقي الصفعات، أي إما الإعتراف بالهزيمة والإنسحاب من كل المنطقة أو البقاء بغطرستها وعدم إعترافها بالفشل والهزيمة وبذلك تتلقى الصفعات والهزائم المتتالية والمتلاحقة وفي كل الميادين…

الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا