مصر تطلب من إسرائيل المرونة حيال غزة وتستأنف مهمة إعادة الإعمار.. واتصالات نشطة لمنع التصعيد
وهج 24 : في إطار سعي الوسطاء لمنع تدهور الأمور الميدانية في قطاع غزة، وانهيار تفاهمات التهدئة القائمة؛ بسبب غضب الفصائل الفلسطينية من بطء عملية الإعمار، وعدت القاهرة التي تتوسط في هذا الملف، بتحركات جديدة، لضمان عدم انهيار التفاهمات، بعد أن طلبت من إسرائيل إبداء مرونة في هذا الملف.
مصر تحرك الملف
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجّه رسالة لإسرائيل يطالبها بـ”إبداء حسن النية وكسر الجمود بشأن إعمار قطاع غزة”، كما طلب السيسي من إسرائيل إبداء مزيد من المرونة بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، والتي تعثرت كافة المساعي المبذولة لإنجازها حتى اللحظة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع السيسي بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد قبل يومين في القاهرة، والذي تخلله لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ومسؤولين أمنيين يشرفون على ملف الوساطة بشأن التهدئة مع غزة وصفقة تبادل الأسرى، حيث يتردد أن السيسي طلب من لابيد نقل رسالة لحكومة تل أبيب، بعدم الذهاب تجاه أي خطوات “استفزازية” في مدينة القدس المحتلة، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري.
وحسب المعلومات، فإن الفصائل وفي مقدمتها حركة حماس، تنتظر ردود الوسطاء الذين تدخلوا منذ بداية الأسبوع الجاري، بناء على إشارات الغضب التي أبدتها الفصائل، بسبب تأخر عملية إعمار المنازل التي دمرت في الحرب الأخيرة في مايو الماضي، حتى اللحظة.
ومن المقرر أن يبلغ الوسطاء المصريون حركةً حماس، بنتائج آخر مباحثات أجريت مع إسرائيل، بعد انتهاء زيارة لابيد للقاهرة، حيث سيكون مصير الهدوء الذي تشهده مناطق الحدود وقطاع غزة حاليا، مرتبطا بالالتزامات التي ستقدم من قبل الوسطاء، بخصوص الإعمار، وعدم ربط الملف بصفقة تبادل الأسرى، على أن تبدأ عملية البناء قريبا.
حماس تهدد
وفي السياق، كان القيادي في حماس مشير المصري، شدد على أن حركته ذاهبة لكل الخيارات من أجل كسر الحصار عن غزة،، محذرا الاحتلال من الاستمرار في عملية تسويف عملية الإعمار، وقال: “العدو والوسطاء يدركون أن المقاومة مجربة، وعندما تقول تفعل، وعلى الوسطاء التحرك قبل تنفيذ المقاومة لتهديداتها في أية لحظة”.
وكانت “القدس العربي”، أشارت في تقرير سابق إن الأيام القادمة، ستكون حاسمة أمام تحديد مصير تفاهمات الهدوء القائمة حاليا في قطاع غزة، بعدما أبدت حركة حماس وفصائل المقاومة، امتعاضها من تأخر عمليات الإعمار، وإعاقتها بشكل متعمد من قبل الاحتلال، حيث ستحدد إن كانت ستذهب لـ”التصعيد الميداني” المتدرج، أم ستواصل الحفاظ على الهدوء، بناء على ما سيحدث على الأرض.
والجدير ذكره، أن لابيد عرض خلال لقائه بالرئيس المصري، خطته تجاه غزة المعروفة باسم “الاقتصاد مقابل الأمن”، فيما ترجح أوساط مطلعة إمكانية أن تنجح هذه الجهود في خفض حدة التوتر.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أشار إلى أن “جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة، فضلاً عن مواصلة القاهرة لجهودها ذات الصلة بمنع نشوب حالة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”
هذا ومن المقرر أن يقوم وفد أمني مصري برئاسة مدير المخابرات المصرية بزيارة تل أبيب نهاية الشهر الجاري، لمتابعة ملفات الإعمار وصفقة الأسرى، فيما ترجح مصادر مطلعة أن تستضيف القاهرة وفودا فلسطينية خلال الفترة القادمة، أو أن تكثف من اتصالاتها مع الفصائل، بهدف الاستمرار في تفاهمات التهدئة القائمة، ومنع انزلاق الأمور إلى مربع التصعيد.
من جهتها، ذكرت قناة “كان” العبرية، أن حركة حماس وضعت محددات نهائية لإتمام أي صفقة تبادل محتملة مع إسرائيل، تشمل إطلاق سراح النساء، والأطفال، والمرضى، وكبار السن، والذين مضى عليهم أكثر من ثلاثين سنة في السجن، بالإضافة الى الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع”، وكذلك الأسرى المعاد اعتقالهم بعد أن أفرِج عنهم في صفقة شاليط.
يشار إلى أن موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي يزور موسكو، قال في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” إن “الكنيست” الإسرائيلي يعيق عمل الحكومة بشأن تبادل الأسرى، وكان بذلك يشير إلى قانون أقرّه “الكنيست” سابقا، يمنع إطلاق سراح الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.
مشاريع إعمار
وفي سياق قريب، من المتوقع أن يصل وفد فني مصري لقطاع غزة للتوقيع على اتفاقيات مع شركات محلية، في إطار مشاريع الإعمار التي تبرعت فيها مصر. وتأتي الزيارة المتوقعة بعد أن عبّر مصدر قيادي في حماس عن استياء الحركة من دور القاهرة، وقال إنها “تتلكأ في تنفيذ وعودها تجاه غزة، ولم تلتزم حتى اللحظة بما تعهدت به للحركة والفصائل الفلسطينية في ما يتعلق بإعادة الإعمار”، حسب قوله.
وحسب الترتيبات، فمن المقرر أن يوقّع الوفد الهندسي المصري على عقد البدء بتنفيذ مشروع استكمال إنشاء الكورنيش البحري، وشارع الرشيد شمالي قطاع غزة بطول نحو كيلومترين.
وكان من المفترض وصول هذا الوفد الثلاثاء الماضي، “لكنه قرر تأجيل الزيارة لأسباب غير معلومة، كما يتوقع أن تتم خلال زيارة الوفد الهندسي المصري الكشف عن تفاصيل بناء المدن السكنية الثلاث التي أقرت مصر إنشاءها ضمن منحتها المالية التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن خطط إعمار غزة، بما في ذلك البدء في إدخال مود البناء من معبر رفح لهذه المشاريع الإنشائية”.
المصدر : القدس العربي