مسؤول إسرائيلي يطالب بهدم 95 ألف منزل فلسطيني
وهج 24 : لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالكشف عن مخططات الاستيطان الجديدة، التي تلتهم مساحات جديدة من أراضي الضفة الغربية، حيث خرجت دعوات من مسؤولي الاستيطان، بهدم عشرات آلاف المنازل الفلسطينية، في المناطق المصنفة “ج” في الضفة الغربية، وهو أمر دفع بوزير إسرائيلي للاعتراف بتنفيذ المستوطنين اعتداءات ضد الفلسطينيين.
وفي تصريحات عنصرية تثبت مدى الهجمة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة، لنهب أراضيهم، طالب رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني بالضفة الغربية ديفيد الحياني، بهدم 95 ألف منزل فلسطيني تم بناؤها في السنوات الأخيرة بالمنطقة “ج”.
ونقل موقع “عكا” المختص بالشأن الإسرائيلي عن هذا المسؤول الاستيطاني قوله “نحن بحاجة إلى التوقف عن التفكير فيما يفعله الفلسطينيون والبدء في التفكير فيما يتعين علينا القيام به”، وأضاف “تعرف إسرائيل كيف تتعامل مع البناء غير القانوني، كما فعلت بعد الموافقة على قانون كامينيتس، لكنها لا تريد ذلك ولا تتعامل الحكومة الإسرائيلية الحالية مع هذا الموضوع”.
وزعم أن رؤساء المجالس الاستيطانية “تركوا وحدهم في الحملة ضد البناء الفلسطيني وليس لدينا الأدوات القانونية للتعامل مع الاستيلاء الذي يحدث ضدنا في مناطق سلطاتنا كل يوم”.
وجاء ذلك في وقت اعترف فيه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، بأن المستوطنين يعتدون على الفلسطينيين وأملاكهم، وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن بارليف التقى مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، وندد بعنف المستوطنين قائلا: “إن هذا العنف غير مقبول”.
وفي السياق، حذر وزير شؤون القدس فادي الهدمي، من إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء المواطنين من منازلهم في القدس المحتلة، لتنفيذ مشاريع استيطانية، وأشار في بيان صحافي إلى أن الحديث عن مشاريع استيطانية جديدة في بيت حنينا والشيخ جراح وباب العامود وصور باهر وبيت صفافا يتزامن مع تصاعد شبح الهدم في الطور وسلوان وغيرها من الأحياء بالمدينة المحتلة.
ولفت إلى أن إقدام سلطات الاحتلال على تجريف أرض بمساحة 4700 متر مربع في حي الشيخ جراح “يضاعف من المخاطر التي تتهدد عشرات العائلات المقدسية المهددة بالإخلاء من منازلها التي تقيم فيها منذ عقود”، مؤكدا أن هذه المشاريع الاستيطانية تتزامن مع تزايد اعتداءات المستوطنين على السكان كما بات يحدث يوميا في حي الشيخ جراح.
وحذر من “التناغم الواضح” ما بين المؤسسة الاحتلالية والمستوطنين والمحاكم الإسرائيلية، وقال: “المحاكم الإسرائيلية تعطي الضوء الأخضر للهدم والإخلاء فيما تصادق المؤسسة الاحتلالية على مشاريع الاستيطان وتنفذ عمليات الإخلاء والهدم فيما يصب كل ذلك في صالح المستوطنين”.
وجاء ذلك بعد أن كشفت صحيفة “هآرتس”، أيضا أن ما يسمى “حارس أملاك الغائبين” قدّم خطة لبناء ست مستوطنات وسط مدينة القدس المحتلة، ما سيترتب عليها إخلاء عدد كبير من الفلسطينيين من منازلهم.
وأوضحت الصحيفة استنادا على وثائق رسمية، أن هذه المخططات غير مسبوقة، كونه وللمرة الأولى يعلن عن مبادرة لبناء أحياء ومبانٍ في خمس مناطق في القدس الشرقية، وهي: الشيخ جراح، وباب العامود، وبيت صفافا، وبيت حنينا، وصور باهر، والأخطر هو إقامة حي استيطاني كامل يمتد من الشيخ جراح حتى باب العامود.
وفي هذا السياق، قال مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” سهير خليلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”: “إن هذا الموضوع يشمل خطة مستمرة لتغيير الجغرافيا والديموغرافيا منذ احتلال القدس عام 1967″، وأشار إلى أن إسرائيل تريد السيطرة على المساحة الكبرى التي منحت للمسؤول عن “أملاك الغائبين”، والذي يتصرف بألف عقار في القدس الشرقية، لافتا إلى أنه “يميني استيطاني، وبدأ بالتلاعب في تصنيف الأملاك في القدس الشرقية، ليتم السيطرة عليها عبر المشاريع الاستيطانية”.
وأكد خليلية أن حكومة إسرائيل كانت قد أعلنت عن مناطق كثيرة في القدس الشرقية كمناطق خضراء، وأخرى كحدائق عامة، ولكن يتم بعد ذلك إلغاء تصنيف هذه الأراضي، لإقامة وحدات استيطانية، وأشار إلى أن هذه المناطق أغلبها في البلدة القديمة، وحول القدس، ويتم تحويلها إلى الجمعيات الاستيطانية بشكل واضح وصريح، دون أن يتمكن أصحاب هذه الأراضي من المطالبة بها، موضحا أن حكومة إسرائيل تريد إعادة رسم حدود القدس من الخارج والداخل أيضا، خاصة “الحوض المقدس”، للاستيلاء عليه، وطرد أصحابه الشرعيين.
وأوضح أن إسرائيل تعمل حاليا لإخلاء المنطقة الصناعية في منطقة وادي الجوز، وستهدم 200 منشأة صناعية لإقامة مبان في “وادي السيليكون”، كذلك أقامت مراكز سياحية في الصوانة للسيطرة عليها، وتهجير سكانها، لافتا إلى أن المشروع الإسرائيلي في باب العامود يهدف إلى إغلاق المنطقة أمام الوجود الفلسطيني كليا في هذه المنطقة، وتحويل منطقة “الحوض المقدس” إلى مشاريع استيطانية، وهدم المعالم العربية كليا.
ولفت إلى أن هناك ثلاث شخصيات يهودية تقوم على دفع أموال باهظة للاستيلاء على الأراضي والعقارات الفلسطينية، وهم: شلدون إدلسون، وآرفن موسكوفتش، ورومن أبرموفتش، ولهم بصمة حقيقية في الاستيطان الإسرائيلي اليهودي في القدس الشرقية، مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة تعزيز الدعم للوجود الفلسطيني في القدس.
المصدر : القدس العربي