إذا صلح حالنا.. صلح حال الطلبة!

أ.د.بهيجة بهبهاني ………

 

تتمثل حقوق الناشئة – في البيت والمدرسة – في احترام هويتهم، وتوفير الآتي لهم: التعليم الجيد، الصحة الإيجابية، الثقة بالنفس، حرية التواصل مع الآخرين وإبداء الرأي، وحمايتهم من الاعتداء الجسدي، والاهم وجود قدوة صالحة لهم. وجميع هذه الحقوق هي مطلب اساسي لاعداد جيل قوي الشخصية قادر على التواصل الإيجابي المثمر مع الآخرين في مجتمعه، متقبل للرأي الآخر، ويحترم عقيدة الآخرين وانتماءاتهم ويعمل بإخلاص وأمانة بهدف تحقيق التنمية والتطوير لوطنه من دون الاخذ باعتبارات اخرى، كانتمائه الاجتماعي وتبعيته المجتمعية. وهذا دور المدرسة والمؤسسات التعليمية، فالتربية قبل التعليم، وما أثار هذه الافكار في ذهني موقف مؤسف حدث مؤخرا في الاحتفالات الطلابية باحدى كليات جامعة الكويت، وكاد يتحول الى معارك واشتباكات بين الطلاب، وذلك بعد فوز قائمة طلابية على أخرى في الانتخابات، حيث انتشرت بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تدوي بها شعارات اعتزاز بانتمائهم هتف بها الطلاب الذين رفعوا الاعلام التي تشير الى افتخارهم بانتمائهم الاجتماعي، ولم يرفعوا علم وطنهم الكويت! ان من حق هؤلاء الشباب – كما هو حق جميع المواطنين – الاعتزاز بأهاليهم والتغني بمجد العائلة والافتخار بها وبأصولها العريقة، ولكننا لا نلوم هذه العقول الفتية على ما فعلوا، بل نلوم الحكومة والمجتمع على اتاحة الفرصة لهؤلاء الطلاب باللجوء إلى هذا التوجه للشعور بالقوة والتميز، حيث ان الحكومة بقبول وساطات النواب والشخصيات السياسية والتعيينات الباراشوتية لمن لا تنطبق عليه المعايير في المناصب الإشرافية ألزمت كل مواطن بالاستعانة بنائب من طائفته أو قبيلته للحصول على حقه ولتحقيق مراده، ما كرّس في النفوس التفاخر بالانتماء للطائفة والقبيلة من دون ذكر للوطن.
إن هناك اسماء تتكرر بكل حكومة يتم تشكيلها، رغم ان هذه الاسماء قد فشلت في تكليفها السابق بالوزارات والهيئات، ولم تحقق انجازات تذكر، ما يؤكد لنا كمواطنين ان الحكومة تعمل على ارضاء البعض على حساب التنمية والتطوير.ان المؤسسات التعليمية اصبحت مشغولة بكامل جهودها بإزاحة ضغوط التدخلات السياسية في شؤونها على حساب ادائها للاختصاصات المنوطة بها من تطوير وتحديث للبرامج الدراسية والحصول على الاعتماد الاكاديمي. فإذا صلح حالنا، صلح حال طلبتنا.

أ.د.بهيجة بهبهاني

 

قد يعجبك ايضا