النصيحة بين الأمس واليوم !!!

المهندس هاشم نايل المجالي….

 

قديماً قالوا ( النصحية بجمل ) فكان الناس يبحثون عن المشورة والنصيحة ، ويقطعون المسافات الطويلة ويتحملون الاخطار في الطريق للحصول على النصيحة الصادقة وسؤال اهل العلم والخبرة والتجربة .
اما في يومنا هذا فلقد اختلفت الامور كلياً فاصبحت النصيحة كلاماً منفراً غير مرغوب فيه ، حتى ان الشخص اصبح يكره من ينصحه او من اراد ان يصوب مساره ، بل اصبح البحث عن الشخص الذي لا ينصح بل من يجامل ويدهلز ويراوغ على سيده ، بل اصبحت النصيحة تثير الحساسية بين الشخص ومسؤوله بين الاب وابنه بين الاخ واخيه وبين الاصداقاء .
فلقد اصبحنا في عالم سريع ومتطور بحيث لم يعد هناك وقت ومتسع لاخذ او سماع النصيحة ، بل هناك من يعتبره مساره وسلوكه وان كانت مغايرة لمتطلبات الواقع ، الا انه يصر على رأيه ولا يأخذ بنصائح الاخرين ، بل يكره سماع كل من يخالفه الرأي ويعتبر الناصح انه انساناً منظراً .
فكل انسان يرى عقله او تفكيره افضل واصوب من غيره ، ويعتبر ان النصيحة التي تقدم له انتقاص من قدراته على التفكير السليم او تعديل لقراراته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) ، وذلك يدل على عظم شأنها لانه جعلها الدين ، وهي الاخلاص في الشيء والصدق فيه حتى يؤدي الواجب على اكمل وجه بدون تقصير .
فعندما تنصح احدهم فانك تحب له الخير ومحباً لنفعه وليس تسلطاً عليه ، وتكون النصيحة بدون تعنيف ولا تشديد ولا تهديد قال تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) .
فهناك من يقبل النصيحة وهناك من لا يقبلها ، والاسلام قائم على التناصح وهي واجبة على كل مسلم لأخيه المسلم في كل حال وزمان ومكان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن احدكم مرآة اخيه فان رأى به اذى فليمطه عنه ) ، فالمومن يكون لأخيه المؤمن كالمرآة التي ينظر اليها وتبين له العيوب فيزيلها باسلوب المحبة واللطف .
فالانسان لا يملك الماضي الان لانه قد انقضى ، كما أنه لا يملك المستقبل الذي لا يعلم ماذا يخبيء له من أمر ، وانما يملك هذه اللحظة ولا خيار أمامه الا ان يستثمرها افضل استثمار .

قد يعجبك ايضا