هل أخذ الرئيس عباس تفويضا جديدا من العرب لتجديد المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….. 

 

بعد زيارة مسؤول الأمن القومي الأمريكي للمنطقة قبل عدة أيام زار خلالها الكيان الصهيوني ومن ثم إلتقى عباس في رام الله ثم بعد ذلك جرى اللقاء العربي بين مصر والأردن وبحضور ممثلين عن السلطة الفلسطينية، وبعد ذلك ذهب مندوبين من السلطة لمصر وبعدها تم لقاء عباس مع غنتس الصهيوني ليلا ويبدوا أن هناك ضغوطات أمريكية وبتنسيق عربي مع سلطة عباس لمتابعة المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني، دون أن يطلع عباس الفصائل الفلسطينية عن هذه اللقاءات سواء مع المسؤول الأمريكي أو مع وزراء خارجية مصر والأردن أو حتى مع غنتس الصهيوني وكأنه مسؤول عن القرار الفلسطيني لوحده داخليا وخارجيا للأسف الشديد…

وكأن ذلك الكيان الصهيوني إلتزم بإتفاقيات السلام المشؤومة أوسلو وغيرها من المفاوضات التي جرت في الماضي البعيد والقريب، وحتى على مستوى العرب لم يلتزم ذلك الكيان الصهيوني بالمبادرة العربية السعودية التي رفضها شارون آنذاك وأجتاح جنين رفضا وردا عليها ولم تستطع أمريكا عبر الرؤساء المتعاقبين نهائيا من الضغط على ذلك الكيان اللقيط للإلتزام بكل تلك الإتفاقيات أو المبادرات العربية الأخرى بل كانت تؤيده وتدافع عنه وتلتزم بحمايته من ضربات المقاومة ومحورها، وتوقع على صفقات لصالحهم كصفقة القرن، لذلك لم ولن تحقق سلطة عباس ولا العرب أي شيئ يعيد الحقوق الفلسطينية ولم ولن يحصلوا على شيئ من حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة لغاية حكومة بنت الصهيونية المتطرفة بإعترافه قبل يومين حينما أعلن عن بناء المستوطنات في الجولان المحتل، لذلك نقول لعباس وللعرب بأننا نعلم حجم وعبئ الضغوطات الأمريكية عليكم لإجراء مثل تلك اللقاءات والمفاوضات التي جرت، دون أن يكون هناك أية ضغوطات أمريكية على الكيان الصهيوني لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تعيد حقوق الشعب الفلسطيني أو حتى ضغوطات لتنفيذ ما أتفق عليه في أوسلو وغيرها من المفاوضات العبثية التي كانت لكسب الوقت فقط ليستقر ذلك الكيان الصهيوني داخليا ويتوسع ويتمدد في مشاريعه التلمودية الخارجية في المنطقة والعالم، لذلك فإن أية لقاءات ومفاوضات قادمة معروفة نتائجها مسبقا وهي لم ولن تكون لصالح الفلسطينين ولا العرب ولم ولن تحصلوا على أي حق للقضية الفلسطينية وللعرب والمسلمين وهي ستكون كسابقاتها لصالح الكيان الصهيوني ولحمايته من أية إنتفاضة فلسطينية شاملة قادمة تم الإعداد لها عبر سنوات عدة لتشتعل في 48 و67 والتي بدأت مظاهرها في معركة سيف القدس وبعدها من خلال عدة عمليات بطولية فردية جرت قبل شهر تقريبا…

فسلطة عباس وبعض القادة والحكومات العربية ولحجم الوعود والعهود والضغوطات الأمريكية يبدوا أنه أصبح لديهم قناعة بعدم وجود مسارات أخرى غير مسار المفاوضات للتعامل مع ذلك الكيان المجرم الفاشي بالرغم من أن عباس والعرب جميعا إعترفوا عدة مرات عبر سنوات مضت بأن المفاوضات السلمية وإتفاقيات السلام المشؤومة غير مجدية وهي مضيعة للوقت فقط ، وللأسف الشديد لم يعد يطرح مسار الحرب مع ذلك الكيان المحتل للأرض والإنسان من قبلهم نهائيا، ذلك الكيان الصهيوني الذي كان وما زال سبب لكل ما جرى داخل فلسطين وفي دولنا العربية من نكبات ونكسات وفتن وحروب وأزمات وقتل وتهجير وتوتر…وغيرها منذ إحتلاله لفلسطين حتى وقتنا الراهن…

ولأن نتائج تلك المفاوضات معروفة ولن تجدي نفعا للفلسطينين والعرب إذا يجب أن يتم التعامل معهم سياسيا ومع مفاوضاتهم وداعميهم كما يتعاملون بها معنا دون إقامة أية علاقات إقتصادية أو تنسيق أمني وإستخباراتي لملاحقة المقاوميبن والنشطاء، ويجب أن يتم الضغط عليهم بكل السبل والوسائل المتاحة لديكم وهي كثيرة مثلا تهديهم بسحب الإعتراف بهم ونزع الشرعية عنهم التي منحتموها لهم من إتفاقيات السلام المشؤومة وإتفاقيات التطبيع اللاحقة، وأن نطلق يد المقاومة الشعبية بإنتفاضة شاملة لإسقاط ذلك الكيان ونخره من الداخل -كما أسقط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا- وأن يتم التنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية في غزة ولبنان وداعميهم في إيران وسوريا، وأيضا يجب التنسيق مع قطر وتركيا كداعمين أيضا لحماس في هذه الفترة، ومع الجمهورية العربية الجزائرية التي تنتظر عقد القمة العربية المقبلة والتي تعهدت على لسان رئيسها عبد المجيد تبون بجمع شمل الفلسطينين والعرب من جديد وحل الخلافات بينهم لإتخاذ موقف موحد إتجاه جميع القضايا والأزمات وبالذات قضية فلسطين وللعمل على إيجاد سبل لتحريرها من ذلك الكيان الصهيوني، وعلى ما أعتقد أن أمريكا والكيان الصهيوني قاموا بالضغط على الدول العربية وسلطة عباس لإعادة المفاوضات والسير فيها قدما قبل أن تنعقد القمة العربية في الجزائر خوفا من أن يصدر عنها قرارات جامعة للفلسطينين والعرب تلم شملهم من جديد وتعيد تحديد بوصلتهم الحقيقية من جديد إتجاه فلسطين وتحريرها،
ويجب إستخدام كل الوسائل السياسية والإعلامية والمالية وسلاح المقاومة ومحورها عند الحاجة ليكون ورقة ضغط فلسطينية وعربية وإسلامية على الكيان الصهيوني وأمريكا التي تزوده بالأسلحة المتطورة والمحرمة دوليا لقتل الفلسطينين والعرب وتسهل له تنفيذ أحلامه وفكره التلمودي في فلسطين وفي الدول العربية وتدعمه وتحميه عسكريا وسياسيا وإعلاميا في المنطقة وفي مجلس الأمن والأمم المتحدة…

لذلك فأي لقاءات ومفاوضات قادمة ستفشل قبل بدايتها إذا لم يكن هناك أوراق ضغط فلسطينية وعربية وإسلامية تطرح على طاولة المفاوضات ويكون هناك تنسيق فلسطيني فلسطيني وعربي عربي وفلسطيني وعربي وإسلامي مشترك وبتخطيط وتنسيق وتعاون لتجميع كل الطاقات الضاغطة على ذلك الكيان الصهيوني وعلى أمريكا سياسيا وعسكريا أي المقاومة ومحورها وإقتصاديا وماليا وإعلاميا وثقافيا وقانونيا وحتى شعبيا لمحاصرة ذلك الكيان الصهيوني في كل مكان داخل فلسطين وخارجها، وأيضا عالميا بالتنسيق مع الدول الحليفة لقضيتنا الفلسطينية وبالتنسيق مع كل المنظمات والمحافل الدولية التي أثبتت تورط ذلك الكيان المتوحش والمستمر في جرائمه وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة منذ نشأته وحتى أيامنا الحالية، ولا ننسى بأن هناك ملاحقات دولية لقادة ذلك الكيان في العديد من الدول الغربية والتي أثبتت بعض منظماتها وعبر إستطلاعات عدة للرأي بأن ذلك الكيان الصهيوني العنصري أكبر مصدر لتهديد الأمن والإستقرار في فلسطين المحتلة والمنطقة والعالم أجمع….

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي…

كاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا