إسرائيل تغرق في بحر المقاطعة الفنية والثقافية: فنانون يساندون حقوق الفلسطينيين وآخرون يلغون المشاركة في مهرجان موّلته دولة الاحتلال
الشرق الأوسط نيوز : تشهد الأوساط الفنية العالمية حالة نفور كبيرة من إسرائيل، بسبب سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، حيث تمثل ذلك مؤخرا في انسحابات من مهرجانات تشارك فيها دولة الاحتلال، وقيام فنانين عالميين بتوجيه انتقادات شديدة لها.
فبعد الانتقاد الذي وجهته الممثلة البريطانية العالمية إيما واتسون بطلة افلام «هاري بوتر» إلى إسرائيل، قاطع فنانون مهرجان سيدني 2022 بسبب رعاية السفارة الإسرائيلية في أستراليا لهذا المهرجان، رفضا لسياسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وجاءت هذه المقاطعات والانتقادات من الفنانين الأجانب، رغم فتح بلدان التطبيع العربية أبوابها أمام إسرائيل، في مجالات عدة منها الاقتصادية والعسكرية والامنية والثقافية.
وقبل يومين، أحدثت تدوينة أعادت الممثلة ايما واتسون نشرها على منصة «انستغرام» ردود فعل كبيرة، بعدما أعلنت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وقد أعربت الممثلة العالمية التي تعد سليلة افلام «هاري بوتر» من أشهر الأعمال التي شاركت فيها، عن تضامنها من خلال إعادة نشر تدوينة تضامنية مع الشعب الفلسطيني لناشطة تدعى سارة أحمد جاء فيها «التضامن ينطوي على الالتزام والعمل بالإضافة إلى الاعتراف بأنه حتى لو لم تكن لدينا المشاعر نفسها أو الحياة نفسها أو الأجساد نفسها، نحن نعيش على أرضية مشتركة». وفي التدوينة، التي أعادت الممثلة البريطانية نشرها، تظهر صورة لعشرات الفلسطينيين وعليها عبارة «التضامن فعل» فيما لهذه الممثلة 64.2 مليون متابع، على حسابها على منصة «أنستغرام».
ودفع ذلك المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، للرد عليها بعد فضيحة بلاده بكتابة تدوينة أخرى جاء فيها «قد ينجح الخيال في هاري بوتر لكنه لا يعمل في الواقع. إذا كان الأمر كذلك فإن السحر المستخدم في عالم السحرة يمكن أن يقضي على شرور حماس التي تضطهد النساء وتسعى لإبادة إسرائيل، والسلطة الفلسطينية التي تدعم الإرهاب».
وجاء هذا الانتقاد من قبل الفنانة العالمية، مكملا لسلسلة انتقادات أخرى وجهت سابقا من فنانين عالميين بينهم أمريكيون، انتقدوا أفعال الاحتلال، فيما كان آخرون قد أوقفوا مشاركاتهم في حفلات تقام في إسرائيل.
وترافق الانتقاد من الممثلة ايما واتسون، مع سحب 20 جهة مشاركتها في مهرجان سيدني 2022 احتجاجا على تمويل قدمته السفارة الإسرائيلية، ما جعل المهرجان يدخل في حالة فوضى كبيرة قبل افتتاحه..
وحسب ما كشف، فإن مجلس إدارة المهرجان أصدر بيانا وسط تزايد في الاحتجاجات على الدور الإسرائيلي، في وقت أعلن فيه الفنان الكوميدي توم بالاراد، والسياسية السابقة عن نيوساوث ويلز، ميرديث بيرغمان، وفرقة الرقص ماروغيكو والمعلق يومي ستاينس عدم مشاركتهم.
وفي الوقت ذاته انسحبت جماعات فنية من المهرجان، وقررت المضي في نشاطاتها بصفة مستقلة، مثل حفلة «مارغيكو جورنغة نغا ـ غا» ومعرض للفنانة كارلا ديكينز «العودة للمرسل» كما سيتم عرض مسرحية «النحاس الأسود» التي أنتجتها شركة المسرح بيلفوار سينت، لكنها قررت عدم الحصول على الدعم المتفق عليه مسبقا من المهرجان.
لجنة المقاطعة: تصاعد ملحوظ في عدد المؤيدين بينهم «مشاهير هوليوود»
وذكرت تقارير أجنبية أن الفنان خالد سبسبي، وماليانجابا، ومغني الراب باركينجي، وفرقة الرقص الجنوب آسيوية بيندي بوس، واستوديو المسرح العربي، والكوميدي نظيم حسين، ألغوا مشاركتهم في هذا المهرجان، لينضموا إلى العدد المتزايد من المتضامنين والداعمين للشعب الفلسطيني.
وفي رسالة مفتوحة نُشرت على موقع Meanjin، اعتبر ائتلاف من الفنانين والكتاب شراكة مهرجان سيدني المستمرة مع السفارة الإسرائيلية بـ «المخزية» واتهموا المهرجان بـ «خلق بيئة غير آمنة ثقافيًا للفنانين والجماهير العربية الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من المهرجان» مشيرين إلى أنهم «لا يستطيعون أن يشاركوا بضمير حي وهم يشهدون مذابح واحتلال واضطهاد الفلسطينيين».
وذكرت التقارير التي تناولت الحدث، أن مسرح «بيلفوار سنيت» نشر تصريحا، جاء فيه «التزاما بسلامة الثقافة، التي تعطي الفنانين الحرية للعمل دون خوف أو تنازل، واعترافا بانقسام المجتمع، وعدم قدرة الفنانين الفلسطينيين على المشاركة هذا العام بمهرجان سيدني، فقد اخترنا عدم قبول الدعم المالي المباشر من المهرجان».
ودفع ذلك مجلس إدارة المهرجان للإعلان عن تصميمه على مراجعة كل الممارسات المتعلقة بالتمويل من «الحكومات الأجنبية والأطراف المعنية» وقال إنه «يحترم قرار الفنانين الذين قرروا المقاطعة».
وبعد الفضيحة التي منيت بها إسرائيل، وتمثلت بالنفور منها لاقترابها من هذ المهرجان، أصدرت سفارة الاحتلال في استراليا بيانا، جاء فيه أن»الثقافة جسر للتعايش والتعاون والتقارب ويجب تركها خارج الساحة السياسية».
وأشادت دائرة المقاطعة في تنظيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تضامن الفنانة ايما واتسون، نجمة سلسلة أفلام «هاري بوتر» مع الشعب الفلسطيني. وقالت إن منشور التضامن الذي نشرته الفنانة «لاقى إعجابا وتأييدا واسعا من قبل نحو مليون ونصف المليون من معجبيها، الذين أشادوا بموقفها الإنساني، الداعم للعدالة الإنسانية، والرافض للظلم والاحتلال والاضطهاد، الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني، وما تمثله من تجسيد عملي لدولة الفصل العنصري «الأبارتهايد» الأخيرة على وجه الأرض».
كما ثمنت انسحاب 20 عملاً فنياً من مهرجان سيدني 2022، بسبب رعاية السفارة الإسرائيلية في أستراليا للمهرجان، وذلك قبل 48 ساعة من انعقاده. واعتبرت أن الانسحاب من المهرجان «شكل صدمة قوية غير متوقعة لمنظمي المهرجان، عسى أن تكون عبرة لكل من يريد أن يدعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ويلمع وجه الاحتلال الذي يرتكب الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني».
وطالبت جميع المشاركين الذين ما زالوا يصرون على المشاركة بالانسحاب من هذا المهرجان، الذي ترعاه دولة «لا تعرف سوى لغة الإرهاب، والاعتقالات العشوائية، ولغة التهجير والتدمير والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين».
وأكدت في الوقت ذاته أن عام 2021 شهد تصاعدا ملحوظاً في عدد المشاهير المؤيدين للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، خاصة بين مشاهير «هوليوود» الذين عبروا بشكل واضح عن رفضهم لسياسة الاضطهاد والفصل العنصري الممارس بحق الشعب الفلسطيني، بالإضافة لإدانتهم الواضحة والصريحة عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، للمحاولات الإسرائيلية المستمرة، لارتكاب «عمليات تطهير عرقي» بحق المئات من العائلات الفلسطينية، في أحياء مدينة القدس المحتلة.
وأشارت إلى أن هذا يدلل على نجاعة الحملات المستمرة، التي تطلقها حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) في التأثير في الرأي العام الأوروبي، وخاصة في أوساط المشاهير والمؤثرين حول العالم.
المصدر : القدس العربي