عندما يجوع ويغضب الشعب الأردني بكل أصوله ومنابته ويكتشف بأن وطنه يسير بإتجاه المجهول يجب أن تستمعوا له وتنصتوا جيدا…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

لا يمكننا أن ننكر بأن سوء الأوضاع الإقتصادية في الأردن تمر به معظم دولنا العربية والإسلامية والعالمية لعدة أسباب منها داخلية لكثرة الفساد وإنتشار الفاسدين الذين ينهبون المليارات من جيوب الشعب الأردني بكل أصوله ومنابته ويكتنزون الذهب والفضة والعملات الأجنبية بكل أسمائها، ويعيشون هم وأبنائهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم برغد العيش ورفاهيته جيل بعد جيل على حساب المواطن الأردني الغلبان والصابر والثابت على عهده مع الهاشمين والقيادة الهاشمية المتمثلة بعميد آل البيت الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، وحفاظا على أمن الوطن والمواطن من أي إختراق داخلي وخارجي قد يؤدي بالبلاد والعباد للهاوية لا سمح الله ولا قدر…

وهؤلاء الفاسدين والمفسدين لهم أذرع طويلة تمددت في الوزاراة والمؤسسات الحكومية حتى وصلت للتحكم بالقطاع الخاص وهؤلاء جميعا قبل المناصب كانوا لا يملكون شيئا إلا رواتبهم وهذا لا يعني أن يكونوا رؤساء وزراء ووزراء فقط فقد يكونوا بمناصب مدراء لمجالات متنوعة ورؤساء أقسام…وغيرها من المناصب وهؤلاء لم يجدوا رقابة عليهم منذ زمن بعيد أو مسائلة من أين لك هذا…؟ وهؤلاء كان يجب قطع أيديهم من الوريد للوريد حتى لا يقتربوا من جيوب الشعب الأردني وخزينته المالية، هذا المواطن الذي لا يدخل إلى أية وزارة أو مؤسسة حكومية مدنية او عسكرية وبأي دائرة أو فرع لها وبكل تخصصاتها للحصول على توقيع وختما ما إلا ويدفع ما في جيبه وهي مبالغ كبيرة وقد يكون تداينه كدين من هنا أو هناك لينهي مسألة أو معاملة ما له ولعائلته في حياتهم اليومية او الشهرية أو السنوية…

وأيضا هناك عوامل وأسباب خارجية أدت إلى سوء الأوضاع الإقتصادية والمالية في الأردن وغيرها من دولنا العربية والإسلامية وهي الأحداث المفتعلة من الصهيوغربيين وما سمي بالثورات العربية والتي جرت في دولنا العربية والتي ما زالت شعوبنا تعاني من آثارها لغاية يومنا الحالي، وأيضا إنتشار فايروس كورونا وما لحق به من ضرر كبير في إقتصاد الدول وتوقف كامل لحركة التجارة الدولية لعدة سنوات وما أن تنفست الدول الصعداء حتى جاءت العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا وما لحق بها أيضا من عقوبات صهيوأمريكية أوروبية على روسيا الأمر الذي شكل أزمة غذاء وطاقة عالمية من آثار تلك العقوبات والتي أثرت كل التأثير على دولنا ومنطقتنا والدول الفقيرة في البداية ومن ثم ظهر تأثيرها الكبير في كل دول أوروبا والتي سارت وراء الخطط الصهيوأمريكية وحلفهم الناتوي المجرم دون أن تفكر ولو لبرهة من الوقت بشعوبها وشعوب منطقتنا والشعوب الأشد فقرا في العالم كدول أفريقيا ومنطقتنا….

وهنا وخلال تلك الأحداث المتلاحقة كان الفاسدين في الأردن وفي كل دول المنطقة العربية والعالمية يستغلون تلك الأحداث وإنشغال القادة والدول والجيوش وأجهزة إستخباراتهم بتلك الأحداث والحروب المفتعلة في منطقتنا والعالم وينهبون أموال المواطن الأردني وأموال المواطن العربي والإسلامي في منطقتنا وفي العالم تحت مسميات مختلفة منها المبررات التي يتناقلونها من بعضهم عبر القنوات الفضائية المختلفة والمتنوعة وهو أن السبب الوحيد للأوضاع الإقتصادية والمالية السيئة في الأردن والمنطقة والعالم هي تلك الأحداث والحروب…وغيرها من مبررات وذرائع لزيادة نهبهم وسرقتهم داخليا وخارجيا، والكل يعلم وعلى كافة المستويات قادة وحكومات وشعوب بأن دول المنطقة ومنها الأردن اليوم تعيش في إمتحان صعب قد لا تتم الإجابة على أسئلته…

وقد تطول الإجابة على هذه الأسئلة ونصل لمرحلة اللاعودة لا سمح الله ولا قدر، إذا لم يتم وضع حد للفساد والفاسدين والنهب الداخلي ومحاسبة هؤلاء الفاسدين وإعادة أموال الشعوب للشعوب ولخزينة الدول الشريفة والحقيقية، وأيضا إذا لم يتم حل جميع الخلافات بين دول وقادة المنطقة العربية والإسلامية بعربها وعجمها والعمل على وحدة الصف وإتخاذ القرارات السريعة والجدية لعمل شراكة إقتصادية ومالية وسياسية حقيقية طويلة المدى بين تلك الدول وفتح الحدود للتبادل التجاري والصناعي والمواد الغذائية والطاقة…وغيرها لتنهض كل الدول دولة دولة وبمساعدة الدول العربية الخليجية الغنية وغيرها من دول أحرار العالم كالصين وروسيا وبإتخاذ تلك الخطوات الداخلية والخارجية يتم حقيقية حل كل ما يعيق نمو وإزدهار وتقدم ورفاهية الأردن والدول العربية والإسلامية الفقيرة بعربها وعجمها كافة وتتوحد وتنهض الأمة وتعيد موقعها بين الأمم في المتغيرات الدولية القادمة وفي كل المواقع الأممية…

لذلك نرجوا من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله تعالى أن يقيل تلك الحكومة ليس لأنها فاسدة أو قد أصابت ونجحت في مجالات وأخفقت وفشلت في مجالات أخرى ولكن لأنها لم ولن تستطيع تصويب أخطاء حكومات كثيرة سابقة، ولأنها لا تستطيع ومهما حاولت من أن تعمل شيئ وتنهي الفساد وتقبض على الفاسدين وتقدمهم للقضاء وتقضي على الترهل الإداري وغيره من الأمراض المتفشية في وزاراتنا ومؤسساتنا وتقضي على كل الأمراض الإجتماعية والعشائرية من الواسطة والمحسوبية والشللية والعنجهية والعنصرية وغيرها، ونرجوا منك يا سيدي أن تقوم بتعين رئيس حكومة من العائلة الهاشمية والشرفاء كما فعل في التسعينيات المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى حينما كلف الشريف زيد بن شاكر رحمه الله رئاسة الحكومة لتصويب أوضاع البلد المالية والإقتصادية وللقضاء على الفساد والفاسدين والمفسدين ولهيكلة كل وزارة على حدة وأيضا هيكلة كل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والقضاء على الأمراض الحكومية والعشائرية من الترهل الإداري والوسطات والمحسوبيات والعنجهية والعنصرية والشللية…وغيرها، وحتى لا أطيل على القارئ الكريم والمتابع لكل ما يدور حوله داخليا وخارجيا وفي الأردن بالذات وحتى لا نصل لمرحلة خطيرة نندم عليها وهي مرحلة اللاعودة يجب أن نستمع لمطالب الشعب الأردني لأنه إذا جاع وغضب ولم يجد ما يسد رمقه وعائلته وأهله وإزدادت ديونه وخرب بيته وإكتشف بأن وطنه من الفاسدين والمفسدين يسير بإتجاه المجهول حينها يجب أن تستمعوا له وتنصتوا جيدا…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا