التفاح الأحمر الحزين سلوكيات المربية ورسائلها طارق العمراوي
كتبت”ميادة مهنا سليمان” …
نصها ” التفاح الأحمر الحزين ” ورسومات الطفل الفنان ضرار البشيري من الجزائرمحملة نصها رسائلها وزاوية نظرها فيما يخص شخصيتها الرئيسية و التي يجب أن تكون عليها معلمة الصف إذ في هذه السن الحرجة الطفل –التلميذ في وضعية هشة قابلة للتشكل والنحت ورسم معالم هذه الشخصية للمستقبل القريب والبعيد .
فبعد العائلة عالمه الأول يلتقي الطفل مع العالم الثاني الذي يجب أن يكون متفهما لطبيعة المرحلة العمرية ومتطلباتها الحس حركية والعقلية .هذا العالم استطاعت عبره المعلمة ومن وراءها الكاتبة تقديم نموذج-قدوة للمعلمين والمعلمات المزاولين لأقدس مهنة عرفها التاريخ البشري أين اقترحت معلمة الرسم والفنون التشكيلية موضوع لحصتها مع هذه
” الأنامل الطرية ” كما تقول الكاتبة وكيفية تعاملهم مع الموضوع وفي علاقة مباشرة مع الألوان وعبر تنقلها بين الصفوف مشجعة ومتفاعلة مع الرسومات ومع هذه الذوات فاحتضنت تلميذتها ومسحت دمعتها ومعجبة بجمال هذا الثوب وقالت عن تلميذها ثائر الاسم الذي اختارته الكاتبة عن قصد ليواصل مشوار النضال ضد مغتصبي الجولان انه يرسم ببراعة وقد انطلقت في كل هذا من رسمها وموضوعه سلسلتها التي أضاعتها منتظرة إبداعاتهم قائلة ” باشروا الرسم الآن واروني إبداعاتكم” قبل الرسم ورؤية رسوماتهم تشجيع ودفع ايجابي لطلبتها الصغار وهذه أهم الرسائل التي اجتهدت الكاتبة في إبلاغها كما قدمت الرسوم التي تفاعلت معها المعلمة وفي كل مرة تمرر أفكارا وتوجهات لامست الثقافة البيئية في مثال شلة النرجس التي ذبلت كمذكرة التلميذة بأنها ستعيش في شهر آذار المقبل وفصل الشتاء لا يناسب ورود النرجس وأهمية العائلة وما تتطلبه من حقوق وواجبات ومعارف للتفاعل الايجابي بالبيت مثل عدم اللعب بالكرة بالغرف كي لا نتلف الأشياء الثمينة التي تزين البيوت والغرف وأن ننتبه لعواد الكبريت ومايمكن أن تحدثه من أخطار وحرق الأشياء الثمينة كالزرابي والمفروشات ومن الواجبات المنزلية التي يتربى عنها الأولاد ترتيب الغرف والخزانات وان لحقتها الفوضى والإهمال سيتسبب ذلك في ضياع أشياءنا الثمينة وأهمية الاعتراف بالخطأ إذ طأطأ الفتى رأسه الأكيد لن يعيد ممارسة هذه الفوضى التي كان عليها مع الاعتذار عن الأخطاء التي نرتكبها اين طلبت المعلمة – المربية من تلميذها طلب الاعتذار من والده .
كم مررت الكاتبة فكرة جوهرية هي العطاء والتصدق كسلوك سوي والذي سينتفع به المحتاجين وجزاءها إذ قالت الكاتبة على لسان المعلمة ” أنت باعطاء ثوبك لزاما تفوزين بمحبة الله”
لتكون لوحة ثائر تعكس اسمه ومضمونه لوحة تفاعلت معها المعلمة لتكون التربية الوطنية من أهم ما يجب أن تحقن به عقول الأطفال والناشئة في هذه السن فالبستان والأسلاك الشائكة التي وضعها المحتل وحرمان المزارعين من التفاح بعد نضجه لبيعه قاصدا الجولان المحتل وتفاحه الحزين وهدف الموضوع أشياء افتقدناها وممكن استرجاعها كالسلسلة والكرة وآخرها تفاح الجولان الحزين الذي سنسترجعه بعد تحريره من العدو المغتصب وتعم الأفراح .
كانت القصة تفاعلية بين رسومات الأطفال وتوجيه المعلمة الفاضلة والمثقفة والواعية واقتناص الأفكار لتمرر التربية والثقافة البيئية والدينية والاجتماعية والعائلية وخاصة الوطنية عبر مربية تمتلك ما تفتقده العديد من معلمي المدارس العربية من تفهم الأطفال والأحد بأيديهم لغد أفضل واكتشاف مواهبهم عبر التشجيع خاصة عند وعدهم بان تكون كل الرسومات في لوحة واحدة إذ نتقول الكاتبة ” سأجمع رسوماتكم كلها لتشكل لوحة كبيرة وسنعلقها على أحد جدران الصف كي لا ننسى ما افتقدناه” وهكذا سيجتهد كل تلميذ بالفصل لتكون لوحته مميزة لأنه تأكد أن أشغاله قوبلت بالاحترام والتقدير.