في الذكرى ٤٥ لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية شعوب منطقتنا وشعوب العالم ترفض وتقاوم الهيمنة الصهيوأمريكية غربية….

أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…. 

 

يحتفل الشعب الشقيق في الجمھورية الإسلامية الإيرانية ھذھ الأيام بالذكرى ٤٥ لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وفي ھذھ الذكرى العطرة والمناسبة الوطنية التي يعتز ويفتخر بها كل عربي ومسلم وحر وشريف في منطقتنا وفي العالم، يجب أن نتحدث ھنا عن ثورة حقيقية تم من خلالھا الخلاص من حكم الشا٥ البغيض والعميل لأعداء الأمة الإسلامية، وھي ثورة مجيدة وعظيمة كانت اللبنة الأولى التي من خلالھا تم العمل على إنھاء العملاء والخونة وإنھاء التواجد الأمريكي والغربي في منطقتنا، وھي ثورة قامت على نصرة الشعب الإيراني وكل مظلوم من الظلم والإستبداد، وھي ثورة لم تهدم وتدمر بل بنت وعمرت وجعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة قوية كبرى في المنطقة والإقليم والعالم….

وقد أسست محورا إسلاميا مقاوما قويا في منطقتنا العربية والإسلامية عامة وفي غزة وفلسطين خاصة، بالرغم من كل المؤامرات والعقوبات والحصار الصهيوغربي منذ إنتصار الثورة المباركة عام ١٩٧٩ لغاية يومنا الحالي، فرحمة الله على روح الإمام الخميني وأدخله فسيح جناته، وأطال الله بعمر المرشد السيد علي خامنئي والذي تابع المسيرة العطرة وأتم اھداف الثورة داخل إيران وخارجھا، وعمل على صحوة الأمة العربية والإسلامية ووحدتھا، ورسخ فيھا نھج المقاومة لكل المحتلين والمستكبرين الصھيو أمريكيين غربيين، وأعاد الأمل للأمة كاملة بتحرير فلسطين كاملة والمسجد الأقصى وكل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وكل منطقتنا من التواجد الصھيوأمريكي غربي…

فكانت ثورة الإمام الخميني فاتحة الإنتصارات للشعب المسلم الإيراني الشقيق ولشعوب المنطقة والإقليم، وقد نجحت الثورة الإسلامية بكل ما تعنيه الكلمة من نجاح ومنذ الساعات الأولى لنجاحها وضع الإمام الخميني سياسته الخارجية الواضحة أمام المنطقة والعالم إتجاه معظم القضايا التي تهم الشعب الإيراني المسلم وإتجاه الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة من قبل عصابات الصهيوغربيين، فطرد السفير الصهيوني وإستدعى الشهيد ياسر عرفات لرفع علم فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية على مقر السفارة الصهيونية لتكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول الدول الإسلامية التي تفتح سفارة فلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وتعيد الكرامة للدولة الفلسطينية وللثوار الفلسطينين آنذاك، بل وتعدهم بالدعم اللوجستي الكامل لتحرير وطنهم المحتل ومقدسات الأمة العربية والإسلامية من آيادي هؤلاء الصهاينة المدعومين غربيا بكل أنواع الدعم، وأيضا وحتى لا ننسى فلسطين والقدس طلب من الشعب الإيراني وشعوب الأمة العربية والإسلامية بأن تكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس يسمى (يوم القدس العالمي) ومنذ ذلك الوقت لغاية أيامنا الحالية يتم الإحتفاء بهذا اليوم في منطقتنا وفي كل دول العالم وسيبقى إلى أن يتم التحرير كاملا بإذن الله تعالى…

لذلك حوربت تلك الثورة من الصهيوغربيين وأوقعوا العرب والمسلمين بدهاليز ومخططات سياساتهم الصهيوغربية لتبقى الدول العربية والإسلامية في شقاق وخلاف وتفرقة وفتن وحروب إلى أن ينهوا بعضهم بعضا وتأتي أمريكا مدعية أنها مصلح إجتماعي ودولي بين الدول المتنازعة، كيف لا وتاريخ سياستهم الغربية (فرق تسد) لإحتلال الدول وقتل الشعوب البريئة بالملايين والسيطرة على قرارها السيادي ونهب خيراتها وثرواتها الطبيعية، وقادة إيران الإسلامية السابقين والحاليين وعلى رأسهم المرشد على خامنئي حفظه الله ورعاه والرئيس إبراهيم رئيسي والحكومة وكل القادة العسكريين والمدنيين والشعب الإيراني بأكمله ساروا على نهج الإمام الخميني وحافظوا على ثورتهم ضد المستكبرين في الأرض الصهيوغربيين إلى أن يتم الخلاص من هيمنتهم على منطقتنا والعالم أجمع قريبا بعون الله تعالى…

وهذه ھي السياسة الغربية الشيطانية عبر تاريخهم الأسود الملطخ بدماء الملايين من شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع، وهي سياسة ممنهجة لهم يتبعونها في كل مؤامرة ومخطط ومشروع صهيوغربي متجدد على دولنا العربية والإسلامية، وللأسف الشديد أن بعض العرب والمسلمين ما زالوا تائهين بوعود وعهود أمريكا المتصھينة الكاذبة، والتي لم تقدم لهم عبر تاريخها إلى الوعود والعهود الفارغة من أي مضمون أو مصلحة لنا كدول وشعوب عربية وإسلامية ولا لقضايانا وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة، وتلك الوعود والعهود لم ينفذ منها شيئا على الإطلاق وعلى رأسها ما يسمى بحل القضية الفلسطينية (حل الدولتين) لأن أمريكا خاصة والغرب عامة لا يبحثون إلا عن مصالحھم ومصالح كيانهم الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم برمته، وهذا ما أكده بلينكن أمام العالم في زياراته السداسية للمنطقة السابقة والحالية، ويعتبرون مصالحهم في دولنا أن نبقى خانعين لكيانهم المصطنع ولهم طائعين، مجرد عبيد لھم نسلمهم دولنا وجيوشنا وشعوبنا وومقاومينا وخيراتنا وثرواتنا على طبق من ذهب…

ولكن ذاك الزمن تغير منذ أن قامت إيران الإسلامية وسورية بدعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن…وغيرھا، لتحرير أراضيهم المحتلة من قبل عصابات وجيوش بريطانيا وأمريكا بالذات، فأصبحت المقاومة تحقق الإنتصار تلو الإنتصار فمن الحجر إلى الصواريخ الدقيقة والمضادات الأرضية والجوية والطائرات المسيرة وما خفي أعظم، لأنه لم يكن ينقص هؤلاء الرجال المقاوميين منذ الإحتلال الصهيوبريطاني لفلسطين إلا الدعم اللوجستي من أية دولة عربية وإسلامية وقد حقق الله لهم ذلك الأمر، فهزمت دولة عصابات الكيان الصهيوني مرات عدة وما زالت هزائمها وكبواتها وخسائرها متلاحقة لغاية معركة طوفان الأقصى في ٧ تشرين اكتوبر وما تلاھا، ذلك اليوم المبارك الذي كسر هيبة جيش عصابات الصهاينة وداعميه المتصھينين في أمريكا وبريطانيا…

ورغم كل تلك الھزائم السنوية والشھرية واليومية للكيان الصھيوني ما زال قادته المھزومين المتطرفين في حكومة النتن ياھو يھددون بشن حربا على كل المحاور ويهددون إيران ظنا منهم أن إيران ومحور المقاومة والمقاوميين في لبنان وغزة…وغيرهم سيخافون من هذه التهديدات الجوفاء والفارغة، والتي هي سياسة معروفة عن النتن ياهو وحكومته النازية وكل حكومات الكيان الصهيوني عبر تاريخهم الأسود، لأن شعورهم بالهزيمة والفشل والإخفاق في تحقيق أهدافهم وأحلامهم التلمودية ومشاريعهم في فلسطين وخارجها أصابهم بالهستيريا، لذلك هم إرتكبوا جرائم الإبادة الجماعية بحق أھلنا في غزة العزة، ويحاولون دائما نقل الصراع خارج حدود كيانهم المخترع والمھزوم لتبقى الأحداث في الدول العربية والإسلامية ملتھبة وفي حالة إستنزاف كلي وبكل المجالات وأهمها الجهد والوقت لإيجاد حلول لتلك الأزمات والحروب المفتعلة هنا وهناك….

والكيان الصهيوني يعلم جيدا أنه لم يستطيع ھزيمة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وھم يمتلكون الأسلحة والصواريخ البسيطة منذ أكثر من ١٢٥ يوم من حربھ الظالمة، فكيف له قدرة على مواجهة حزب الله وباقي المحور وإيران إذا وقعت حرب شاملة وتوسع الصراع ليصبح حربا إقليمية قد تتمدد إلى العالمية، لذلك أمريكا المتصھينة دائما تستغيث بالوساطة العربية لأنھا تعلم جيدا أن كيانھا مھزوم، ولم ولن يحقق أي نتيجة في حربھ على مقاومي غزة وشعبھا البريئ، بل أن ھذا الكيان الصھيوني وقادتھ أصبحوا مطالبين للقانون الدولي وسيتم ملاحقتھم كمجرمي حرب وإبادة جماعية في الأيام والأشھر القادمة، وقد يتم ملاحقة بايدن وإدارته التي كانت شريكا داعما ومدافعا ومشجعا للكيان الصھيوني لإرتكاب ھذھ الإبادة بحق شعب غزة، فكيف سيواجه ذلك الكيان الصھيوني محورا كاملا قويا أو دولة كإيران الإسلامية القوية على مستوى إقليمي وعالمي والتي رفضت هيمنة أمريكا والغرب برمته وحاربتهم في كل الميادين، وهي لا تخافهم أبدا لأنها أعدت ما يرهب ويخيف أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية كاملة وهم الصهيوأمريكيين خاصة والصهيوغربيين عامة، بل ودعمت كل من يقاوم أمريكا علنا دون خوف أو جلل لتنهي تواجدها في منطقتنا، ورسخت علاقات وإتفاقيات طويلة المدى مع الدول الكبرى التي تحارب هيمنة القطب الأمريكي والغربي الواحد كروسيا والصين..وغيرها.

وأمريكا تعلم جيدا مدى قوة إيران الإسلامية العسكرية البرية والجوية والبحرية على مستوى المنطقة والإقليم والعالم لذلك تبعث بوسطاء ورسائل لإيران حتى لا يتوسع الصراع خوفا على كيانھا الصھيوني وعلى تواجدھا في المنطقة في برنا وبحرنا وجونا، فتحية لأصحاب الإنتصارات المدافعين عن المظلومين وعن الحق والحقيقة وقضايا الأمة والإنسانية وبالذات القضية الفلسطينية والداعمين للمقاومة والمقاومين للهيمنة الصهيوغربية في منطقتنا والعالم أجمع، والواقفين بكل شموخ بوجه الظلم والظلام الصهيوغربي، والمدافعين عن الأمة والإنسانية جمعاء بنهجها الحقيقي والصحيح والسليم الذي آراده الله سبحانه وتعالى للأمة ولخلقه أجمعين، ليعيشوا بسلام وخير ومحبة وأمن وآمان وتعاون وشراكة إنسانية حقيقية….

نهنئ الشعب الإيراني الشقيق وقائدھ المرشد علي خامنئي والرئيس إبراھيم رئيسي وكل قادة إيران الإسلامية من سياسيين وعسكريين، حمى الله إيران الإسلامية وشعبها ومرشدھا ورئيسھا وجيشها وكل قيادتها والذين يعلمون جيدا كيفية التعامل مع أعداء الأمة ومع كل مؤامراتھم ودهاليزھم السياسية القذرة الصهيوأمريكية غربية، ودائما تنتصر عليھا وتردها خائبة مهزومة، والنصر والتحرير لفلسطين ولكل منطقتنا قريبا جدا، يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله لمحورنا المقاوم….

أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.