ماذا بعد رفح ..؟!

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

 

نعم … سيتم إجتياح رفح ومن يقول غير ذلك فهو واهم، وهناك عدة مؤشرات تدل على أن هذه الجريمة البربرية ستنفذ في عيد الفطر المقبل، فالأمريكيين الذين يدعون معارضة الخطة من أجل الإنتخابات قد أرسلوا أسلحة جديدة للإسرائيلين حتى ينفذوا المخطط …أما المؤشرات الأخرى فتتمثل بتكثيف التسريبات الإعلامية ونشر الشائعات حول قبول إسرائيل لمقترح بإرسال قوة عربية إلى غزة، كما أن تصريحات المسؤولون الصهاينة وغياب أي تحرك عربي فاعل وإفشال المفاوضات في الدوحة والقاهرة، كل هذه الأرهاصات تؤكد أن الأجتياح آت لا محالة، وعلينا أن نجهز أنفسنا لمآس تفوق كل ما رأيناه قبل ستة أشهر ..!.
السؤال الذي كان يجب أن نواجه به أنفسنا هو لماذا لا تجتاح إسرائيل رفح ..؟! ما الذي سيمنعها بعد كل ما حدث في غزة من تدمير وقتل وتشريد، ونحن نرى أن “التطبيع” العربي الإسرائيلي لا زال متواصل ..؟ بعض من الإعلام العربي المتواطيء إستطاع أن يخدر النخوة بمسلسلات وبرامج،
بإستثناء بعض المحطات التلفزيونية ” كالميادين ” وتحركات فصائل المقاومة في غزة ولبنان والعراق واليمن ألتى لم تسلم من النقد، وايضاً بأستثناء بعض المظاهرات والمسيرات هنا وهناك ألتي تحركت بتحرك البعض في البلدان الغربية، وبأستثناء المقاطعة الإقتصادية ألتي بدأت تضعف رغم آثارها الكبيرة في بدايةالحرب على غزة، لم يفعل العرب والمسلمون شيئاً يجعل إسرائيل تعيد التفكير في مخططها الإجرامي بإجتياح رفح، وربما أن القادة الإسرائيليون اليوم بدأوا يفكرون في البلد الذي سيجتاحونه بعد أن يكملوا تدمير غزة ويصنعوا منها موقفاً ( كراجاً ) للسيارات ، وطبيعتهم العدوانية في أعلى مستوى نشوتها بعد أن رأوا ردة فعل الشعوب العربية والمسلمة، بل بعد أن رأوا عدم وجود أية ردة فعل تذكر من الشعب العربي ..!.
أنا لا اتشائم، ولست بوارد أستفزاز المشاعر هنا، بل أذكر كمراقب ومتابع بواقع لا مناص منه، وأحاول أن أصدقكم القول ونحن في الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك هذا لنعرف ماذا نستغفر الله منه، الشعوب العربية ليست مستعدة لأن تضغط على أنظمتها لإلغاء كل إتفاقيات الذل والعار مع هذا العدو الإسرائيلي، فكيف بمواجهة العدو مباشرة..؟! وليست مستعدة ايضاً لمقاطعة منتجات الشركات ألتى تدعم إسرائيل وجرائمها، فكيف ببذل المال لدعم الشعب الفلسطيني..؟! وليست مستعدة لأتخاذ موقف حق وصادق أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، فكيف سترد عن نفسها يوم يسألها الله عما فعلت بأمانتها ومسئوليتها وإنسانيتها..؟!.
دعونا من كل هذا وبرأيي ألا قيمة للكلام، فلدينا مسلسلات ” ممتعة ” لنتابعها، ومسابقات شيقة ” لنشارك فيها، وطبخات “لزيزة” لنأكلها وحلويات ” ألز ” لنتذوقها، ومهرجانات غنائية وفنية لنتحضر لها في عيد الفطر المرتقب..! أما أهل غزة المنكوبين والمشردين والجائعين فليذهبوا وربهم فيقاتلوا إنا هنا قاعدون..! سنبكيهم بحرقة، ونبكي الأقصى عندما يهدمه اليهود، ثم نبكي شعوباً عربية أخرى عندما يقرر اليهود أن يسحلوها ويحتلوها، وسنبكي المشاكل والأزمات ألتي سيغرقنا اليهود بها كعادتهم، وستبكي نساؤنا ويبكي أبناؤنا وبناتنا إلى أن نشبع كلنا من البكاء ..ألا يكفي كل هذا البكاء..؟! فلنستسلم ولنخنع ولنخاف ولنسكت ولنخون من يتحرك ولنعاني ونتعب ونبكي، والله غفور رحيم ..!.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا