هل سيُثبِت علماء “الأنثروبولوجيا” أن لكل دولةٍ آدمٌ وحواء مختلفين؟!..

محمود الدباس …

بداية اعلنها صريحة انني مسلم.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده.. وأن محمدا عبده ورسوله.. ومؤمن بالله وكتبه ورسله.. وأن الآخرة والبعث حق.. والجنة حق.. والنار حق.. حتى لا يقول قائل بانني ابتدع او احاول حرف الأمور عن طريقها القويم..
ولن ادخل في تعريفات الوطن والمواطتة التي يستطيع اي منا الوصول إليها بسهولة..

ما دعاني لكتابة هذه الخاطرة ما اراه واسمعه على الكثير من الصفحات والمنصات التي تصلني عنوة.. واجد فيها تعنصرا مقيتا لأمور لا تحتاج للكثير من الاثباتات.. وبنظرة منطقية في لحظة صفاء سيجد كل ذي لب سليم الاجابة عليها..

يخرج علينا في كل لحظة من يحاول ان يثبت انتمائه الى بقعة من بقاع الأرض التي جعلنا الله مستخلفين عليها.. وفي ذات الوقت منكرا على غيره ذلك الانتماء..
وحين ننظر ببساطة دون اللجوء الى التعمق في الامر.. نجد انه هو.. وجده.. او جد جده.. قد سكن تلك البقعة قبل مَن ينكر عليه انتماءه اليها ببضع سنين او حتى قد تصل الى بضع اشهر..

وحين تتم الحوارات العقيمة بين الطرفين.. تجد الحدة في الطرح.. والتعصب للرأي دون العودة الى منطق او حتى مخطوطة او وثيقة..

يقول لي صديق من احدى الدول العربية.. انه تحاور مع آخر من ذات البلد التي رسم حدودها “سايكس وبيكو”.. وكان عن موضوع مَن هم الاصحاب الاصيلين لتلك البلد من بين المتحاورين..
فيقول صديقي.. بعد ان ازبد وارعد من يتحاور معه.. وأنكر عليه انه اصيل في تلك البلد.. قلت له هل لك ان تدلني على قبر جد جدك اين هو؟!..
فسكت ذلك الشخص.. ولم يستطع الرد..
فيقول صديقي.. لا يريد ذلك الشخص بان يقول ويعترف بان جد جده مدفون في البلد التي يريد ان ينسبني اليها.. وان اول واحد او مجموعة ممن ينتسب اليهم سكنوا البلد التي نحن مختلفين على اصالة الانتساب اليها.. قد جاء قبلنا ببضع سنين.. او قبل ترسيم حدودها.. جراء جلوة عشائرية مؤقتة.. او طلب للعيش.. ولم يستطع العودة..

من هنا وجدتني وانا ابحث في هذا الامر في الكثير من الكتب التي تبحث عن الاصول للعشائر والقبائل العربية.. انها ترُدُ غالبيتها.. إن لم تكن كلها في الزمن القريب الى الجزيرة العربية.. وسوريا (الشام) وفلسطين.. والعراق.. واذا ما ذهبنا الى ابعد من ذلك.. نجد انها تعود الى الجزيرة العربية.. واذا ذهبنا اعمق ثم اعمق نجدها من اليمن..

ولكن للأسف تجد الواحد منا اذا اراد ان “يستَعِر” من نسبه الى منطقة بعينها.. يحاول جهده لكي يثبت انه متأصل منذ الأزل في البقعة التي هو موجود فيها.. حتى لو تنافى ذلك مع الكتب التاريخية وعلم الانساب التي هي الاقرب والاوثق والمعتمدة..

وكعادتي احاول ايجاد مخارج في كثير من الاحيان غير التي يبحث عنها الكثيرون.. ولكي اجد لهؤلاء المتعنصرين مخرجا.. كي يثبتوا انهم منتمون أكثر من غيرهم.. واقحاح اباً عن جد في تلك البقعة.. ما عليكم الا ان تعملوا جاهدين لاثبات بطلان تلك الكتب الموثوقة.. وتحاولوا مع علماء “الأنثروبولوجيا” او علم الانسان..
اثبات ان لكم آدم وحواء تنزلوا او خُلِقوا خصيصا لمنطقتكم.. وانكم غرس انغرس ونبت منذ الازل في تلك البقعة.. ولا يشارككم فيها عرق ولا نسب.. ولا تنتمون لأي عرق غيركم..

ختاما لم اجد افضل من قوله تعالى لأختم به خاطرتي..
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾
ومن ثم قول رسوله الكريم..
“دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ”..

محمود الدباس – ابو الليث..