هل فرنجية على عتبة الانسحاب من المعركة الرئاسية بينما أسهم قائد الجيش ترتفع؟

شبكة الشرق الأوسط نيوز :ما زال الملف الرئاسي محور حركة في الداخل اللبناني بعد اللقاء الثلاثي في عين التينة الذي جمع كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وتبدو أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون مرتفعة على الرغم من تداول أسماء مستقلة أخرى يمكن أن توافقية ولا تشكل تحدياً لأحد.
وجدد الرئيس بري الذي تخلى عن الحوار كشرط لتحديد جلسة انتخاب رئيس «استعداده التام للدعوة الفورية إلى جلسة انتخابية عندما يتبيّن أن في الإمكان تأمين أكثرية 86 صوتاً لأي اسم». ولدى سؤاله إن كان رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بات خارج السباق إلى قصر بعبدا؟ استغرب بري هذا الاستنتاج، معرباً عن اعتقاده بأنه «لعلّه يجري التوافق على انتخاب فرنجية».
وعن افتراض البعض أن موازين القوى تبدّلت، وبات في إمكانه أن يأتي بالرئيس الذي يريد بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان واستشهاد السيد نصرالله؟ أجاب «كل مَن يظن ذلك هو واهم. وليس على علمي أن توازنات المجلس تغيّرت، أو أن أحجام الكتل النيابية تبدّلت، بالتالي لا يملك أي طرف غالبية تسمح له لوحده بأن يقرّر هوية الرئيس، ولذلك ندعو إلى التوافق».

زيارة لافتة لفرنجية

في غضون ذلك، قام المرشح سليمان فرنجية بزيارة لافتة في توقيتها إلى الرئيس بري، ونقل عنه استمرار دعمه لترشيحه. وانتقد رئيس «المردة» إعلان «البعض استسلامه قبل المعركة»، قائلاً «لننتظر نتائج هذه المعركة»، معتبراً أنه «إذا انكسر أي فريق في لبنان فالكل خسران وهناك محاولات جرت لكسر المعنويات والإرادة ولكن الأيام ستؤكد عكس ذلك».

جنبلاط في اجتماع المجلس المذهبي الدرزي: لن نربط مصيرنا بمصير غزة

ورأى فرنجية «أن الرئيس الذي يرضي الجميع «ما بيعمل شي» ونريد رئيساً فعلياً شرعياً وليس رئيساً قانونياً وأن يكون عربياً وطنياً ومؤمناً بعروبة البلد ويحمي ظهر المقاومة»، ونوّه بمواصفات قائد الجيش، ورأى «أن الرئيس الشرعي ينطبق على رئيس القوات سمير جعجع أو على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل».
وسئل فرنجية اذا كانت ايران باعت «حزب الله»، فأجاب «ان محور المقاومة لا يتعاطى بسياسة البيع والصفقات بعكس المحور الآخر الذي باع في اماكن عديدة»، لافتاً على انه «لدى اسرائيل رغبة في احداث فتنة داخلية، ولكن نحن مستعدون لبذل كل التضحيات لعدم اندلاع حدوث أي فتنة والأهم حماية مستقبل لبنان». وختم مؤكداً انه «مع فلسطين والشعب الفلسطيني، وتمنياته كانت بعدم دخول الحرب، ولكن لو فعل ذلك «حزب الله» لجعله بعض الإعلام عندنا خائناً للامة العربية».
وشرح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في اجتماع للهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي المنعقد في شانيه ما دار في لقاء عين التينة بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط وعدد من النواب بينهم النائبان التغييريان مارك ضو وفراس بو حمدان.
وقد أكد «أهمية وحدة اللبنانيين والتزام لبنان بوقف إطلاق النار والقرار 1701»، وقال «لن نربط مصيرنا بمصير غزة، وندعو لانتخاب رئيس وفاقي من دون ربطه بوقف إطلاق النار»، لافتاً إلى «أن لا نية لاستبعاد أي فريق أساسي»، وإلى انه «طلب وتيمور جنبلاط من النائب وائل أبو فاعور زيارة كافة القوى المسيحية لتوسيع التفاهم الوطني وشرح أبعاد المبادرة والسعي لتحقيق تفاهم وطنيي وتعاون من قبل الجميع من دون استثناء».

قتل ونزوح

على خط سياسي داخلي، وجّه نواب قوى المعارضة نداء من مجلس النواب تلاه عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب ميشال الدويهي محاطاً بنواب من حزب «القوات اللبنانية» و«الكتائب و«حركة تجدد» وجاء في النداء: «أمام المأساة التي يعيشها شعبنا في ظل وحشية العدوان الإسرائيلي، لا سيما أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، قتلاً ونزوحاً وتهجيراً ودماراً، نثمن التضامن الوطني الذي تشهده المناطق اللبنانية كافة، والذي تجلى في وقوف جميع مكونات الشعب اللبناني مع اخوانهم النازحين، والذي يعكس جوهر ارادة اللبنانيين في العيش معاً تحت سقف لبنان.
فعند كل محنة تصيب لبنان أو جزءاً منه، وعند كل شدة أو مصيبة تنزل باللبنانيين أو بجماعة منهم، نعود ونكتشف أن لا ملاذ إلا الدولة الواحدة، دولة كل المواطنين، المتعالية دوراً ووظيفة عن كل تمييز، وفوق كل اعتبار طائفي أو مناطقي. وكل مرة نتأكد أن هويتنا الوطنية الجامعة هي درعنا وملجؤنا وخيارنا الأفضل والوحيد. وفي تاريخنا الحديث، تعلمنا مراراً أن كل انفراد أو استفراد أو خروج على النظام العام والدستور وعلى المصلحة الوطنية المشتركة، أودى بنا إلى المهالك، جماعات وافراداً». أضاف: «اليوم، نتأكد مجدداً أن مصيرنا المشترك وخلاصنا هو عودة اللبنانيين إلى بعضهم البعض. عودة إلى لبنان «الوطن النهائي»، الديموقراطي، أرض الحريات والتلاقي والانفتاح. اليوم، علينا واجب إنقاذ أنفسنا وشعبنا وبلدنا، معاً وبإرادة جامعة وصادقة. وأمام المخاطر التي تهدد الكيان اللبناني، يطالب نواب قوى المعارضة السلطات الدستورية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني الذي يدفع ثمن حرب مدمرة لم يكن له خيار فيها، وانقاذ لبنان وحماية مواطنيه، وذلك من خلال القيام بالخطوات التالية فوراً:

«فصل لبنان عن غزة»

أولاً: اتخاذ الحكومة اللبنانية القرار بفصل لبنان عن أي مسارات اقليمية أخرى، ورفض كافة اشكال الإملاءات والوصاية التي تمارس على لبنان، والالتزام بوقف إطلاق نار فوري، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته وتفاصيله، وتطبيق اتفاق الطّائف وباقي القرارات الدولية لا سيما القرارين 1680 و1559، بما يؤدي إلى تثبيت اتّفاقية الهدنة، واسترداد الدولة قرار السلم والحرب، وحصر السّلاح بيدها فقط، وتأمين عودة كافة النازحين إلى قراهم، كي يتمكن اللبنانيون، اخيراً وبكافة مكوناتهم وفي كل مناطقهم، العيش في كنف دولة واحدة قوية سيدة عادلة، وتحت حمايتها، كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
ثانياً: تحديد موعد فوري ثابت ونهائي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، من قبل رئيس المجلس النيابي، بدورات متتالية وفق المواد 49 و73 و74 من الدستور من دون شروط وخلق أعراف دستورية او سياسية، لانتخاب رئيس إصلاحي سيادي انقاذي يصون الدستور وسيادة لبنان.
ثالثاً: تشكيل حكومة متجانسة تكون أولوياتها تطبيق الدستور والقرارات الدولية وإطلاق عملية التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار.
رابعاً: نشر الجيش اللبناني على كافة الأراضي اللبنانية وضبط جميع المعابر الحدودية وبمعاونة قوات معززة من «اليونيفيل» على كافة الحدود اللبنانية جنوباً، شرقاً وشمالاً، براً، بحراً وجواً.
خامساً: دعم الجيش اللبناني وتمكينه من اجل القيام بمهامه كاملة وحمايته من الانجرار إلى أي حرب لم تتخذ الدولة اللبنانية قراراً بخوضها.
سادساً: التأكيد على التمسك بعلاقات لبنان الخارجية مع المجتمع العربي خصوصاً، والدولي عموماً، واعادة تصويبها، والتزامه بالشرعية العربية والدولية وفق وثيقة الوفاق الوطني في الطائف».
وختم نداء قوى المعارضة «لقد حان الوقت، ان نحوّل مأساتنا الوطنية إلى «فرصة تاريخية»، كي نخرج نهائياً من دوامة تكرار الماضي وأخطائه، ان نعود جميعاً إلى كلمة سواء لنبني معا وطن الحرية والشراكة وكرامة الانسان، ودولة السيادة والعدالة والقانون، حتى يستعيد شعبنا حقه في الحياة، والأمان والازدهار والأمل».

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.