«حزب الله» يستهدف حيفا للمرة الثانية ويمطر عكا ونهاريا والشمال بـ 175 صاروخا خلال ساعات
شبكة الشرق الأوسط نيوز : على بُعد عام من فتح جبهة المساندة لحرب غزة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، باتت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية تتم بوتيرة يومية ومتصاعدة تزامناً مع استمرار العدوان على القرى الجنوبية والبقاعية. وقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «أن فرقة الجليل 91 بدأت عملية برية محدودة ومحددة الهدف في جنوب لبنان» بينما في الواقع يحاول التغطية على فشل جيش الاحتلال حتى الآن من اختراق الحدود برياً في الجنوب بضرب الضاحية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في المعاركة الدائرة مع «حزب الله» على الحدود مع لبنان. وقال الجيش، في بيان له، إن «الرقيب أول احتياط إيتاي أزولاي (25 عاماً) قتل واصيب جنديان آخران بجروح خطيرة في معركة على الحدود اللبنانية».
أصيبا بقذيفة هاون
وأوضح أن «الجنديين أصيبا بقذيفة هاون»، دون مزيد من التفاصيل.ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية والمادية جراء المواجهات العسكرية مع «حزب الله» ومعاركها البرية في قطاع غزة، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بأي معلومات لوسائل إعلامية في هذا الشأن، إلا من خلال جهات إعلامية تخضع لرقابتها المشددة.
وأعلن «حزب الله» أنه استهدف للمرة الثانية الاثنين مناطق تقع شمال مدينة حيفا في إسرائيل، بعيد سلسلة غارات إسرائيلية على عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان. وقال الحزب في بيان إن مقاتليه قصفوا «مجموعة من الكريات (بلدات) شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة»، وذلك «دفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين».
العدو يواجه ارتباكاً وخسائر بشرية… و«اليونيفيل» تبدي قلقها البالغ من أنشطة إسرائيلية قرب مواقعها على الحدود
أفادت وسائل إعلام عبرية، الأحد، بأن نحو 40 صاروخاً، أطلقت مساء الاثنين، من لبنان تجاه نهاريا وعكا وحيفا ومحطيها، ما يرفع عدد الصواريخ التي أطلقت منذ الصباح تجاه شمال إسرائيل إلى نحو 175.
وقالت القناة (12) الإسرائيلية الخاصة: «إطلاق نحو 40 صاروخا خلال الرشقة الأخيرة تجاه نهاريا وعكا وحيفا وكريوت».
و»كريوت» هي اسم يطلق على 6 بلدات عند شواطئ حيفا هي «كريات بياليك» و»كريات آتا» و»كريات يام» و»كريات حاييم» و»كريات شموئيل» و»كريات موتسكين»، وتقع جميعها شمال شرق حيفا. وأضافت القناة أن شظايا صاروخ اعتراضي سقطت في منطقة مفتوحة قرب مصنع لإنتاج الصلب في عكا دون وقوع إصابات.
وأشارت إلى أن امرأة أصيبت بجروح طفيفة أثناء محاولتها الاحتماء بأحد الملاجئ في عكا.ولم تكشف وسائل الإعلام العبرية مزيداً من التفاصيل حول عدد الصواريخ التي سقطت أو تلك التي تم اعتراضها خلال الرشقة الصاروخية الأخيرة. وقبل ذلك بوقت قصير، دوت صفارات الإنذار في حيفا وعكا ومنطقة كريوت، وكذلك في نهاريا بالجليل الغربي. وقالت القناة السابعة الإسرائيلية الخاصة، إن نحو 175 صاروخا أُطلقت من لبنان تجاه شمال إسرائيل منذ صباح أمس الاثنين.
والاثنين، وفيما كان الإسرائيليون يحيون الذكرى السنوية لبدء حرب الإبادة في غزة، دوَّت صفارات الإنذار في مناطق واسعة وسط إسرائيل، وبينها منطقة تل أبيب الكبرى ومدينتا حولون وبات يام.
وتداول إسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سقوط صاروخ في مدينة بات يام، بالقرب من تل أبيب.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال «الإبادة الجماعية» وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
«خطورة الأنشطة الإسرائيلية»
وقد أصدرت قوات «اليونيفيل» بياناً عبّرت فيه عن «قلق بالغ إزاء الأنشطة الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع البعثة 6-52، جنوب شرقي مارون الراس في القطاع الغربي، داخل الأراضي اللبنانية». وقالت «اليونيفيل» إنه «تم إبلاغ الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً بهذا الوضع المستمر من خلال القنوات المعتادة. ان هذا تطور خطير للغاية، ومن غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أثناء قيامها بالمهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن»، مذكّرة «جميع الجهات الفاعلة بشكل عاجل بالتزاماتها بحماية موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها»….
جنوباً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة المطرية، وعلى أطراف بلدتي الحلوسية وبدياس، وبين طيردبا والبازورية، قضاء صور إضافة إلى محيط مجمع مدرار الطبي في شوكين. وأفيد عن استشهاد 4 مواطنين بينهم مؤهل في الجيش، جراء غارة استهدفت منزلاً في صريفا. وطالت الغارات يارين والعباسية ومشغرة ومنزلاً في بلدة خربة سلم حيث افيد عن سقوط شهيد.
استهدافات «الحزب»
في المقابل، أطلق «حزب الله» أكثر من 60 صاروخاً في اتجاه مواقع إسرائيلية، وأعلن في سلسلة بيانات ان «مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا صباح مستعمرة «كرمئيل» بصلية صاروخية ومستعمرة «كفر فراديم» وتجمعاً لآليات وأفراد القوات الإسرائيلية خلف موقع «جل العلام» وتجمعًا لقوات العدو في حديقة مارون الراس وخلف بوابة بلدة رميش إضافة إلى مجموعة من الجنود شمال مدينة حيفا ومرتفع القلع في بليدا».
كما دوّت صفارات الإنذار في «كريات شمونة» و»مسكاف عام»، وأعلن «الحزب» انه «وفي إطار سلسلة عمليات خيبر ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء لبيك يا نصر الله، نفّذت المقاومة الإسلامية ليل الأحد عملية إطلاق صلية من صاروخ فادي «1» على قاعدة الكرمل جنوب حيفا»، وأكد «أن المقاومة الإسلامية ستبقى جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه الأبي المظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وعدوانه، والله على كل شيء قدير، إنه نعم المولى ونعم النصير». كما استهدف فجر الاثنين قاعدة «نيمرا» غرب طبريا بصلية وتجمعًا لجنود العدو في محيط موقع «البغدادي».
استشهاد 10 من رجال الإطفاء في غارة إسرائيلية على برعشيت جنوب لبنان
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس الاثنين استشهاد 10 من رجال الإطفاء في قصف إسرائيلي على جنوب البلاد. وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحافي أوردته الوكالة الوطنية للإعلام: «يضيف العدو الإسرائيلي إلى السجل الحافل لإجرامه المتمادي جريمة حرب إضافية ضد رجال الإطفاء والإسعاف في جنوب لبنان مظهراً عنفاً ولا إنسانية لا مثيل لهما، من خلال استهدافه أشخاصا يقومون بمهمات إنسانية وإنقاذية صرفة بعيدة كل البعد عما تتطلبه ميادين القتال».
ووفق المركز، «أدت غارة معادية همجية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في بلدة برعشيت إلى مجزرة بحق رجال إطفاء كانوا موجودين في المبنى استعداداً للانطلاق في مهماتهم الإنقاذية». ولفت إلى أن «الغارة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 10 من رجال الإطفاء ولا يزال رفع الانقاض مستمراً من المبنى الذي تعرض لدمار كبير».
وتواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي بشن غارات عنيفة على العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطالت الغارات العاصمة بيروت وجبل لبنان وشماله.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل المواطنين والمنشآت والطرقات والمؤسسات الصحية، وأسفرت عن مقتل المئات وجرح الآلاف ونزوح حوالي مليون و200 ألف شخص من المناطق المستهدفة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في أول تشرين الأول/أكتوبر الحالي بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان.
إخلاء قرى
وبعدما طالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء 25 قرية جنوباً، شنّ الطيران سلسلة غارات استهدفت أكثر من 30 بلدة وقرية من بينها الحوش، البازورية، عيتيت، القليلة، عين بعال، منطقة فارس البطاح بين بلدتي الدوير والشرقية والمنطقة الواقعة بين حي السرايا القديم في النبطية وجبل الرويس – الشقيف إضافة إلى الشهابية ومحرونة والنفاحية وكفردونين وسهل المجادل وبلدات جناتا وطيردبا وبلاط ومعركة وجويا والرمادية والشعيتية وأطراف السريرة في قضاء جزين وزوطر الشرقية، جرجوع، كوثرية السياد، زفتا، ومحلة الحمرا الواقعة بين بلدتي بريقع والزرارية في قضاء النبطية، وقانا وياطر والرمادية ومعركة وبياض وبيت ليف.
في البقاع، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في بلدة قليا مما أدى إلى سقوط شهيدين. واستهدفت غارة الجرد بين قصرنبا وبدنايل غربي بعلبك.
أما في الضاحية التي باتت هدفاً يومياً للعدوان، فقد تعرضت بدورها لسلسلة غارات إحداها إستهدفت بعد الظهر منطقة المريجة وعين الدلبة ومحيط الكوكودي حيث زعم الجيش الإسرائيلي تنفيذ اغتيال بهجوم دقيق.
أمن المطار
وترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال حكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً في السراي خصص لبحث الوضع في مطار رفيق الحريري الدولي، شارك فيه وزير الداخلية بسام مولوي ووزير الاشغال العامة والنقل علي حمية وقائد الجيش العماد جوزف عون. وبعد الاجتماع، أوضح وزير الداخلية «أن البحث تناول التشدد في موضوع أمن المطار»، وقال «سنعطي تعليمات مشددة لجهاز أمن المطار ولقائده ولكل عناصر الجهاز ليكونوا على جهوزية أكبر، لإجراء كل عمليات التفتيش والعمليات اللازمة لعدم ترك ثغرة في مطار رفيق الحريري الدولي، ولنؤكد ونتأكد بأن سمعة المطار باقية، ونبعد عنه أي خطر».
أما وزير النقل فقال: «هناك حرص من قبل رئيس الحكومة لإبقاء المعابر البرية والبحرية والجوية سالكة للمساعدات الإنسانية وتحريك الاقتصاد اللبناني، وان يبقى لبنان مفتوحاً على كل دول العالم بالبر والبحر والجو، وزيادة في الاجراءات تم التأكيد على الوزراء المعنيين بالتشدد في تطبيق القوانين بالتنسيق مع الجيش الذي لا تُعطى أي موافقة على هبوط أي طائرة عسكرية في المطار قبل موافقة الجيش، وكذلك في موضوع المرافئ البحرية»، وتابع «بالنسبة إلى المعابر البرية فهناك أجهزة أمنية موجودة على هذه المعابر، وعند معبر المصنع على سبيل المثال، لدى وصول أي شاحنة تخضع للموافقات الإدارية من قبل الوزارات المختصة بعد القيام بالفحوصات اللازمة، ومن ثم تأخذ موافقة الجمارك لإعطائها الإذن، بعد ذلك يأتي دور الامن العام ومن ثم مخابرات الجيش على كل المعابر البرية واولها معبر المصنع ويتم التدقيق الامني بكل الشاحنات التي تمر وفقاً للقوانين».
المصدر : القدس العربي + وكالات
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.