لا تخذلوا غزة بصنع أزمة في ظهر السند
د. هاني محمود العدوان …..
أيها النشامى ، يا أهل العزم، بينما غزة تنزف جراحاً تحت وطأة العدوان الغاشم، أيهان علينا أن نطعن خاصرتنا بأنفسنا، دعوات تتعالى باسم التضامن، تنادي بعصيان مدمر، بإضراب يشل أوصالنا، بتعطيل نبض وطننا الذي كان وسيبقى السند المتين لفلسطين
أي تضامن هذا الذي يوهن ظهر السند، ويضعف العمق الاستراتيجي لقضيتنا المقدسة، أي نصرة زائفة هذه التي تنبت من رماد اقتصادنا الوطني المثقل بالجراح
إن تعطيل عجلة الحياة في بلدنا، وشل حركة مجتمعنا، لن يضيف ذرة قوة لإخواننا الصامدين في غزة، بل سيضعفنا من الداخل، ويستنزف قوتنا التي بها نسندهم، ليخدم بذلك مخططات الاحتلال البغيض الذي نسعى جاهدين لمقاومته وعزله وفضح جرائمه أمام العالم أجمع
إن دعم غزة والقضية الفلسطينية ليس مجرد شعارات وصرخات عابرة، بل هو عمل دؤوب ومستمر، يتطلب منا أن نكون قوة مؤثرة على مستوى الشعوب والدول، نفضح جرائم الاحتلال وهمجيته، ونعرّي بشاعة مجازره وتهجيره لإخوتنا وأهلنا في غزة وفلسطين، واعتداءاته السافرة على سوريا ولبنان، وتجاوزه السافر على كل القيم والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية
تاريخنا العريق يشهد، ودماء شهدائنا الأبرار تصرخ في آذاننا، بأن الأردن كان وسيبقى الحصن الأمين لفلسطين، لم نتوان يوماً عن نصرة الحق، وتقديم الغالي والنفيس فداءً لقضيتنا العادلة
دعمنا لفلسطين واجب إنساني وديني وقومي أبدي، فعل مستمر، يتطلب وحدة صف حقيقية، وعياً عميقاً بأبعاد القضية ، وقوة داخلية راسخة لا تهتز
شل حركتنا لن يوصل صوت غزة أبعد، بل سيخرسنا ويضعف حجتنا، وإضعاف اقتصادنا لن يخفف ألمهم، بل سيزيده قهراً
قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا الوطنية الصلبة، ونصرة غزة الصادقة تبدأ من صمودنا، من عملنا الجاد، ومن الحفاظ على قوة ومتانة وطننا، لنكن السند القوي الذي لا يلين، العمق الاستراتيجي الذي لا ينضب معينه، الحصن الذي لا يخترق
حمى الله الأردن وفلسطين وشعبيهما الأبيين
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.