إيران قوية بسياسة النفس الطويل والدبلوماسية المتقدمة

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات. …..

 

أن القيادة السياسية في إيران حريصة على نجاح المعسكر الترمبي لأن البديل سيكون مرعب ومدمر، وأغلب دول مجلس التعاون الخليجي يساندون معسكر ترمب في مواجهة معسكر المجرم النتن ياهو تجنباً لحرب قد لا يسلم منها أحد، وتراهن القيادة السياسية في إيران على عامل الوقت وسياسة النفس الطويل، وهو رهان يحاول معسكر النتن ياهو إجهاضه بإقناع معسكر ترمب بأن الإيرانيين يراوغون ويسوفون تضييعاً للوقت على حساب أمن إسرائيل ومصالح أميركا الإستراتيجية، ويعملون على إضافات شروط تعتبر تعجيزية بالنسبة إلى دولة قامت على معاداة أميركا وشعار “مرك بر أمريكا” أي “الموت لأميركا”، وما يطالب به معسكر النتن ياهو عملياً هو أستسلام أو ربما إذلال مكشوف لإيران قد يدفعها لوقف المحادثات، مما يبرر سيناريو الحرب والبديل العسكري، ولنترك التحليلات والمقابلات الإعلامية العلنية والتصريحات الرسمية والتلويح بجزرة إستثمار إيران 4 تريليونات، وفي رواية أخرى 8 تريليونات، فكل هذا ” كلام مأخوذ خيره ” كما يقول المصطلح الشعبي، فتسريبات المحادثات الإيرانية – الأمريكية للإعلام الغربي من قبل الأمريكان تقول إن إيران ستسلم ” الجمل بما حمل ” كما يقول المثل الشعبي، وستبيع كل ما يمكن بيعه من أوراق طائفية خلقتها أعوام طويلة كي تنجو من شبح الحرب ألتى إن حدثت فقد لا تبقي ولا تذر، ويقال أيضاً بأن تضحية إيران بالمجموعات المسلحة تعد سياسة حكيمة تنشد إنقاذها وتجنيبها الدمار، أقولها كمتابع للشأن الإيراني وأنا موجوداً الأن في ضيافتها، فإيران تعمل من أجل إيران وأمنها وأستقرارها وأنتعاش إقتصادها فقط، وكان قد قال الوفد الإيراني نحن على إستعداد لمناقشة الملفات كافة من دون إستثناء، وكان قد بدأ الوفد الإيراني محادثاته مع الوفد الأميركي في عُمان حيث التقيا السبت الماضي، وما قيل لبدء المحادثات كان قد وصل للأميركيين قبل اللقاء، وأضاف الوفد الإيراني أن ” كل شيء قابل للتفاوض والمناقشة، شرط أن تضمن الولايات المتحدة الأميركية عدم التعرض للأمن الإيراني وعدم الإعتداء على الأراضي الإيرانية، والوفد الأميركي في غالبه أرسل رسائل باكرة وإيجابية وواعدة، ” لن نضطر إلى إجراءات قاسية، كما وصفها الرئيس دونالد ترمب، شرط أن توقفوا البرنامج النووي والطموح في الحصول على القنبلة النووية، في وقت يبقى الإيرانيون يؤكدون مباشرة أحياناً للأميركيين وأحياناً أخرى من خلال مستضيف المحادثات بين الطرفين الإيراني والأميركي وهي سلطنة عُمان، ويكررون التأكيد لمناسبة ومن دون مناسبة، أنهم مستعدون للتفاوض حول برنامجهم النووي وحول أية ملفات أخرى، وتنفيذ ما قد يتوصلون إليه مع الولايات المتحدة الأميركية، وهم يدركون أن ثمة عاملاً إسرائيلياً يضغط لضرب إيران وتعطيل مفاعلها النووي بل وإسقاط نظامها، وهو ما يبدو صعباً جداً، فالنظام الإيراني قوي ومتماسك ولن يسقط بسهولة وسيترتب على ضرب إيران تحريك مجموعاتها المسلحة وإطلاق صواريخها الباليستية على المنطقة برمتها، أملاً في تصدير ما قد تتعرض له في الداخل إلى الخارج حفاظاً على النظام، وفي الجانب الأميركي للمحادثات معسكران : معسكر ترمبي يسعى إلى التوصل لأتفاق يجري تسويقه للداخل الأميركي برسالة مفادها أن البطل الخارق والجهبذ العبقري دونالد ترمب حقق اتفاقاً مع إيران ما كان سلفاه باراك أوباما وجو بايدن قادرين على تحقيقه، فهو يطمح لنيل جائزة نوبل للسلام لأنه الرجل الذي يتوصل إلى الأتفاقات بدلاً من إشعال الحروب، أما المعسكر الثاني فيمكن أن يطلق عليه معسكر النتن ياهو، وهو ما يسعى إلى تخريب المحادثات أملاً في إشعال المواجهة العسكرية وضرب إيران وبالتالي إشعال المنطقة برمتها، ليحقق مبتغاه بالقضاء على أي تهديد قد تواجهه إسرائيل مستقبلاً، وليحافظ النتن ياهو على دولاب الحروب حفاظاً على بقائه في السلطة وإبعاده عن السجن بتهم الفساد، وتشتيتاً لأستحقاقات الداخل على فساده وتقصيره في هجمات السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، كما قيل فإن تضحية إيران بالمجموعات المسلحة يبقى يعد سياسة حكيمة، فإيران تنشد إنقاذ البلاد وتجنيبها الدمار، وهو موقف وطني باءمتياز، فإيران قوية ومتماسكة بحكمة قيادتها الحكيمة ولا يهمها إلا إيران، وإيران تعمل من أجل إيران وأمنها وأستقرارها .

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
طهران – 2025/5/3

قد يعجبك ايضا