ما أشبه اليوم بالبارحة إنتصارات روسيا وحلفائھا على النازية مستمرة..

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

في عيد النصر والذكرى ٨٠ لإنتصار الإتحاد السوفياتي وحلفائه على النازية الھتلرية يحتفل الروس وحلفائھم في ٩ من مايو/ أيار من كل عام في الساحة الحمراء بھذا النصر العظيم، يتم من خلالھ إقامة عروض عسكرية بشتى أنواع الأسلحة الحربية البرية والبحرية والجوية وبجنود تعدادھم بعشرات الآلاف، يشاركون في ھذھ المناسبة الوطنية الكبرى وبعرض عسكري مھيب في كل عام وفي ھذا العام ٢٠٢٥، والعرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء في موسكو ھو تقليد راسخ في عيد النصر على النازية، تقام من خلالھ إحتفالات شعبية ورسمية وعروض عسكرية في كل انحاء روسيا الإتحادية كذكرى عطرة للحرب الوطنية العظمى وتحقيق النصر على النازيين، يتذكرون خلالھا معركة برلين والتي كانت ھي الفصل الأخير للقضاء على أحلام وجنون ھتلر النازي، وإعلان الإنتصار الكبير للإتحاد السوفياتي وللجيش الأحمر الروسي على النازية وھزيمتھا نھائيا، وفي تلك الحرب ضحى الشعب الروسي بالملايين من الأرواح ٢٨ مليون تقريبا ضحوا بأنفسھم لتحرير أوروبا و الإنسانية كاملة من ھتلر النازي وفكرھ المجرم القاتل لھم ولشعوبھم، واليوم في تلك الذكرى يمجد الشعب الروسي ويفتخر بأجدادھ وآبائھ من الجنود والضباط والمدنيين الذين ضحوا بأرواحھم لحماية الشعب الروسي وشعوب أوروبا كافة من القتل والتھجير والإبادة الجماعية…

ويحق لروسيا الإتحادية وشعبھا وجيشھا وقائدھا بوتين وكل الحلفاء بأن يحتفلوا بذلك الإنتصار التاريخي العظيم على الفاشية الايطالية والنازية الهتلرية الألمانية والعسكرية اليابانية, في حرب وطنية عظمى قادها القائد ستالين ونفّذها الجيش الأحمر الروسي, فكان إنتصار الحق على الباطل، وإنتصار الخير على الشر, وكان إنتصاراً حقق نقطة تحوّل كبرى أدت إلى قلب الموازين الدولية وإظهار مكامن القوة الروسية الحقيقية خلال الحرب العالمية الثانية, فقطع دابر الشر والباطل من جذوره, وكبح نوايا هتلر النازي وحلفائه وأطماعهم التي لم يكن لها حدود, وخلّص الإتحاد السوفياتي وروسيا معظم عواصم الدول الأوروبية والعالم من السيطرة النازية، وحتى أنّه خلّص بريطانيا وأمريكا من ذلك الفكر النازي المجرم…

فكانت أطماع هتلر وحبه للسيطرة وإقترابه من حدود الإتحاد السوفياتي سابقا لا حدود لھا الأمر الذي جعل ستالين والإتحاد السوفياتي يتخذون قرارا بإعلان الحرب العادلة لإنهاء الشر المطلق, كما حاول حلف الناتو الصھيوغربي الإقتراب من حدود الإتحاد الروسي منذ إنقلاب ٢٠١٤ الذي جرى في أوكرانيا وتسلم النازيين الجدد الحكم مرورا بإتفاقيات منيسك الأولى والثانية والتي كانت فقط لكسب الوقت كما أعترف كل من ھولاند وميركل لتقوية الجيش النازي الأوكراني، حتى إعلان العملية العسكرية بقرار من قبل بوتين للقضاء على النازيين الجدد لغاية ثلاث سنوات من الحرب إلى يومنا الحالي وكل محاولاتھم باءت بالفشل الذريع، وھزمت مشاريعھم ومخططاتھم النازية أمام قوة بوتين وحلفائھ وجيشھ الكبير وترسانة أسلحتھ المتعددة، ودول أوروبا ما زالت تحاول بقيادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا لھزيمة بوتين وروسيا، وتحرض زيلنسكي وحكومتھ النازية على بوتين وأيضا على أي إتفاق ووساطة سلام دولية أو أمريكية لترامب وإدارتھ بين روسيا وأوكرانيا لإنھاء ھذھ الحرب ووضع حد لھا حتى لا تشتعل حربا عالمية ثالثة تحرق الأخضر واليابس ولا تبقي لا بشرا ولا شجرا ولا حجرا في مكانھ في أوروبا وسيكون المنتصر بوتين وروسيا الإتحادية وكل حلفائھا….

والكل يعلم بأن الدعم اللوجستي من أمريكا بايدن سابقا وأوروبا كاملة لأوكرانيا المحتلة من النازيين الجدد بقيادة زيلنسكي لم يحقق ذلك الدعم شيئا في أرض المعركة بل دمر الجيش الروسي كل أسلحتھم بكل أنواعھا وفي كل ميادين القتال، وروسيا وكل حلفائھا في منطقتنا والعالم لم ولن يسمحوا لھؤلاء النازيين الجدد بتحقيق فكرھم المجرم على شعوب الأرض، وھم مستمرون بالدفاع عن شعوبھم وعن الإنسانية كاملة من ھؤلاء الصھيوغربيبن نازيين إلى أن يتحقق النصر عليھم وبشكل نھائي…

وإنتصار روسيا عماد السوفيات آنذاك ھزم محور الشر وقائدته ألمانيا النازية في الماضي، وكانت ھناك معارك فاصلة آدت إلى ذلك النصر الكبير منھا معركة ستالنيغراد, ومعركة برلين، والتي دخل من خلالها الجيش الأحمر السوفياتي البطل بسلاح الدبابات والهجومات السريعة الخاطفة, ليجد الجيش الهتلري الألماني النازي نفسه في لجة حرب العصابات المُنهِكة, مما أدى إلى إنهياره أمام ضربات الجيش الأحمر السوفياتي الذي إستولى على المطارات والأماكن الحساسة التي كان يسيطر عليها جيش هتلر, فإستسلم قادة ھتلر النازي للروس ورفع العلم الروسي على مقر ھتلر النازي في برلين, نعم إنتصر الحق وهزم الباطل إن الباطل كان زهوقا, وإنتهت الحرب العالمية الثانية وإنتصر السوفيات وظهرت قوتهم العظمى وقسّمت ألمانيا النازية وذهبت ريحها في خواتيم عدوانيتها وشرھا المطلق….

والجنود السوفيات وحلفائھم كتبت أسماءهم بالدم في سجل التاريخ العالمي, كيف لا وهم مَن أنقذ العالم أجمع والإنسانية من الإبادة التامة, ودمائهم أعادت صياغة الحياة من جديد للروس وللإنسانية برمتها, فأسس نظام عالمي جديد يسوده الإستقرار والسلام والأمن بمبادئ وأخلاق تحكمه, أما أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا فلها عداء تقليدي تجاه الدول الكبرى ذات التاريخ والحضارة والثقافة الممتدة منذ دهور طويلة, لأنها دول أقيمت على إبادة شعوب بأكملها كما فعل هتلر النازي، ولا يوجد لها عمق تاريخي أو حضاري أو إنساني, بل لديها عمق تاريخي لا إنساني شيطاني في حقل الإجرام وسفك الدماء البريئة وإبادة الشعوب ومحاولات السيطرة على أوطانها وخيراتها, وكأن قادة هتلر النازي وأبنائهم وأحفادهم تخفى البعض منھم في ألمانيا وهرب الكثير منھم إلى بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية حتى يتابعوا مسيرة سيدھم هتلر وأجدادھم من النازيين في تلك الدول الظالمة، الجالبة للمصائب والكوارث والحروب للإنسانية وشعوبها في منطقتنا والعالم أجمع…

تلك الدول ما تزال تحاول طمس دور روسيا الرئيس والمركزي في تحقيق النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية, من خلال محاولات تشويه ّالإنتصار الروسي العظيم والكبير, وبغية إنهاء أي دور لروسيا في القضايا العالمية كما يَحلمون, ولتبقى تلك الدول هي المُسيطرة على مقدّرات العالم كما تخطط، وحتى لا تعود روسيا نداً لها ولمخططاتها التوسعية، وخشية من تكرار الانتصار الروسي التاريخي على هتلر النازي بإنتصاراً مُتجدِّداً على أتباعھ الجدد في الغرب وفي منطقتنا وفي أوكرانيا وفي بقاع جديدة على هذه الأرض…

وما أشبه اليوم بالبارحة… فتلك الدول الظالمة والشريرة المتصهينة تقوم بنفس خطوات سيدھم هتلر في التوسّع, لكن بطرق أكثر شيطانية وخبثاً وجهنمية, أدت إلى تدمير الدول وإسقاط أنظمتها وإستنزاف جيوشها وتقتيل شعوبها وتهجيرهم في منطقتنا والعالم، وما يجري في غزة والضفة الغربية اليوم من إبادة جماعية وتطھير عرقي ومحاولات تھجير بالقصف والحصار والتجويع ليس ببعيد لتحقيق مصالحها التوسعية بالسيطرة على الأرض وما عليها، وما جرى وما زال يجري من محاولات توسع وسيطرة في فلسطين ولبنان وسورية وفي أوكرانيا وفي غيرها من دول منطقتنا والعالم ھو من تخطيط هؤلاء الشياطين الصھيوغربيين نازيين لإنهاء الدور الروسي في القضايا العالمية, ولتفكيك منطقتنا وتقسيمھا والسيطرة عليھا بسايس بيكو جديد، وتفكيك روسيا الإتحادية وتقسيمها كما قسموا الإتحاد السوفياتي في الماضي، ولتستمر تلك الدول في السيطرة الكاملة على الإنسانية وخيراتها كما يحلو لها…

لكن الله سبحانه وتعالى ثبّت روسيا على الحق في حربها على الباطل قديماً وحديثاً فأظهرت قوتها مرة أخرى، ووقفت بوجه تلك المخططات الشيطانية الصھيوغربية الأطلسية النازية، وقلبت الطاولة على رؤوسهم مرة أخرى, وهي تسير معهم بنفس الخطوات التي سارت بها في الحرب العالمية الثانية, بحنكة وحكمة وقوة تمثلت بالرئيس الرمز بوتين وحكومته ووزير خارجيته المخضرم لافروف، وقوات روسيا المسلحة من كل القوميات، والتي أثبتت قوتها وحنكتھا في كل الميادين, فها هي تحقق الإنتصار تلو الإنتصار مع حلفائها على تلك الدول الظالمة والمُستكبرة على خلق وعباد الله الواحد، وها هي القوات الروسية وحلفائها يخوضون حربا في مناطق الدونباس الروسية وغيرھا من الأراضي الروسية المحررة ويحررونھا قطعة قطعة من النازيين الجدد كما خاضوها في ستيالينغراد وبرلين وسينتصرون مرة أخرى خلال أيام او أسابيع او أشهر على كل هؤلاء الشياطين الغربيين وأدواتهم النازية الصهيوغربية المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه، الأمر الذي جعل الدولة العميقة في أمريكا تحقق الفوز لترامب للعمل كرجل سلام بين روسيا وأوكرانيا لأنھا أيقنت بعدم قدرتھا على تحقيق أي إنتصار على بوتين وروسيا الإتحادية، لكن أوروبا تمردت على أمريكا وتلاعبت ووضعت العراقيل وما زالت أمام أية إتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا…

ومن جديد وبعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصر فيھا الإتحاد السوفياتي على النازية الھتلرية، عاد بالأمس القريب الجنود الروس ليسطّرون بدمائهم النصر تلو النصر، وكتفاً الى كتف مع حلفائھم وإخوانهم في الإنسانية ومن كل الأديان والقوميات مسيحيين ومسلمين لتحرير الأرض والإنسان الروسي من هؤلاء النازيين وحلفهم الناتوي الأطلسي، والذين هم خطر على روسيا الإتحادية وكل دولھا، وروسيا وحلفائها دول لا يمكن هزيمتها ولا السيطرة عليها, فهي دول حرة ومستقلة وذات سيادة, ودولا قوية سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وموحَّدة دينيا وإجتماعياً وثقافياً وتدافع عن الحق، وتريد الخير لكل الشعوب, وتعمل كل ما بوسعها لإسعاد الإنسانية والحفاظ على إطارها الجامع للأديان والقوانين الوضعية المحبة للخير والتسامح والسلام والأمن والأمان والتعاون والشراكة الحقيقية, ووقف الفتن والتدخل في شؤون الدول والشعوب، ووضع حد لسفك الدماء ومحاولات السيطرة على الدول المستقلة ذات السيادة…

وستنتصر روسيا بوتين الجديدة كما إنتصرت سابقاً وفي كل الميادين, ويبدوا أن الله سبحانه وتعالى قدر لروسيا عبر تاريخھا إلى اليوم لتكون قائدة العالم والإنسانية لخلاصھا من الصھيوغربيين النازيين، فقد ثبت الله الرئيس بوتين لحماية روسيا ومحيطها ولحماية منطقتنا وإفريقيا والبشرية جمعاء للوقوف بوجه دول الشر المطلق الصهيوغربيين وعلى رأسهم أمريكا، لحماية الإنسانية وشعوبها والحفاظ عليها من كل إستغلال وظلم وشر وقتل وتهجير ونهب وسرقة لخيراتها، ومن كل أفعال شيطانية مطلقة لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم التلمودية الصهيوإستعمارية غربية بحكم الأرض وما عليها لأنهم وحسب معتقداتھم الھستيرية شعب الله المختار، ولتعيش عائلاتھم النازية وتحيا آلاف السنين لأن لهم الحق في الحياة فقط، وباقي شعوب الإنسانية مجرد خدم أو تبع لهم أو يتم إبادتهم جميعا، وهذا ما ينفذونه بكل الطرق الشيطانية سواء بالفتن والحروب وإستخدام كل الأسلحة حتى المحرمة دوليا وإنسانيا لإبادة الشعوب في غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن وفي الدونباس…وغيرھا…

واليوم كل الشعب الروسي وكل شعوب الإتحاد السوفياتي السابق وكل الحلفاء وأحرار الأرض والإنسانية يحتفلون بالذكرى ٨٠ لعيد النصر على النازية الهتلرية، وسنحتفل قريبا في روسيا الإتحادية بالنصر النهائي على النازية المتجددة الصهيوأمريكية أوروبية، وعلى عصاباتهم ومتطرفيهم النازيين الجدد المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه المتطرفين بعون الله تعالى، والنصر قادم لا محالة رغما عن أنوف كل الصهيوغربيين المتآمرين على روسيا وحلفائها في الصين وإيران ومحورھا المقاوم وأمريكا الجنوبية وكوريا الشمالية..وغيرها من الدول وحركات وفصائل التحرر التي تناهض وتقاوم هيمنتهم، وسيكون هناك متغيرات دولية قادمة بأقطاب متعددة ومتنوعة وقوية وبكل المجالات، ستنهي هيمنة أمريكا المتغطرسة والغرب بأكمله وكل من يقف معهم في أفكارھم النازية المجرمة ومع باطلهم وظلمهم ومجازرھم ومحاولات إستعبادهم للبشرية والإنسانية جمعاء…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

قد يعجبك ايضا