هل الملك يتلقى أجرًا !
بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي ……..
وها هي الآن الصهيونية ، لا تزال في طبعها سافلة غادرة، تعميها أحقادها القديمة، وتدفعها نوازع الظلم والطغيان، فتقف سيفًا مشرعًا في وجه كل صوت حرّ، وكل يد تمتد بالعون إلى شعبٍ جُرّد من كل شيء إلا الكرامة.
كأنما صهيون قد آلت على نفسها ألا تدع حجرًا ولا بشرًا في فلسطين إلا وقد نال نصيبه من القهر، ولا ذِكرًا للعدالة إلا وقد أُتخم بالافتراء.
أينما امتدت يد الرحمة، رمتها بالخيانة، وأينما نطق لسان بالحق، وصمته بالإرهاب.
قُصفت المستشفيات لا لأنها تحوي سلاحًا، بل لأنها تحوي إنسانًا.
وسُوّيت بالأرض مراكز الإغاثة، لا لأنها تآمرت، بل لأنها ضمّدت جراح المظلومين.
واشتد القصف – لا بالمدافع فحسب – بل بالكلمات أيضًا؛ كلماتٌ مغلّفة بالحقد، مسنونةٌ بالإعلام، تتلقفها ألسن الحلفاء، وتزينها ديباجات السياسة الناعمة.
ثم مضوا إلى أبعد من ذلك؛
فتحول العدل عندهم ظلمًا، والنزاهة خيانة، وأصبحت محكمة العدل الدولية مرمى للسخرية، ومجلس الأمن شماعة للفشل، وجنوب إفريقيا دولةٌ مارقة، وإسبانيا غافلة، وكل من وقف إلى جوار المظلومين صار محلّ تهمة وريبة وعدو للسامية والإنسانية !
أهكذا تُكافأ الأيادي البيضاء؟
أهكذا يُجزى من شرب من كأس العدل وسقى به الملهوف؟
كأن العالم قد انقلبت موازينه، فأضحى القاتل حامي الحمى، والضحية طاغيةً وجانيًا.
لكننا، وإن علت أصوات الباطل، نعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً،
وأن جلالة الملك والشعب الأردني يتلقيان أجرهمها على أفعالهما ولكن برأيكم ممن سيكون هذا الأجر ؟ ومن هو القادر على أن يدفع أجر الملوك والشعوب ! هل تعتقدون ان هناك مؤسسة او جهة ما او شخص مهما عظمت قيمته بالدنيا قادر على ان يدفع أجر الملوك الشرفاء والشعوب الحرة ،،، إنما أجر الملوك الشرفاء والشعوب الحرة عادة ما تكتب بماء الذهب على صفحات التاريخ البيضاء ،ويكون رصيدها غنيا من حب ورضى الشعوب التي يحكمونها ، أجرهم يكون أيضا من ملك الملوك و رب العباد، لا من أفواه الإعلام ولا من موائد السياسة ولا من عباد العباد !
وأخيرا فإنني أقول فإن الأحوال مهما تغيرت وصار الكساة خجلون من المسير بالشوارع والعراة يتواقحون والكذابون يتصدرون المجالس على وسائل الإعلام ، إلا أن هناك في كل زمن ستبقى فئة مؤمنة بالله لا يهمها القيل والقال ،لا يهمها إلا رضى الله تعالى في أعمالها ومنهم عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسباطه الذين بارك الله فيهم وجعل حبهم والصلاة عليهم عبادة لله تعالى .
حفظكم الله يا سيدي وسدد على طريق الخير خطاكم وحفظ الله الأردن وشعبه الذين تكالبت عليه النوائب ولم يهتز روحه ولا معنوياته .