*فادي السمردلي يكتب: مسرحية العدالة الغائبة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
*تنويه: المشاهد التالية هي من نسج الخيال، ولا تمتّ للواقع بصلة أي تشابه بينها وبين الواقع هو مجرد صدفة غير مقصودة.*
*المشهد الأول: كرسي القرار*
ضوء خافت يسلّط على كرسي💺 ضخم في منتصف المسرح
يجلس عليه صاحب القرار، تحيط به وجوه تتقن فن الابتسام في كل الظروف توضع أمامه قائمة مرشحين.
*صاحب القرار*: (متأملاً الورقة)
– لا أرى الأسماء المألوفة… أين أولئك الذين نعرفهم جيدًا؟
*أحد الحضور*:
– هذه قائمة المتفوقين والمؤهلين.
*صاحب القرار*:
– وهل التفوق أهم من الولاء؟ ضع الاسم الذي نرتاح له… أما الكفاءة، فلها وقت آخر.
تصفيق صاخب من حوله.
تسدل الستارة.
*المشهد الثاني: باب الفرص*
داخل مكتب بسيط، يدخل أحدهم يحمل ملفًا متخمًا بالشهادات والتجارب يقف أمام لجنة لا ترفع أعينها إليه.
*المتقدّم*:
– اجتهدت لسنوات، طوّرت، ساهمت، وها أنا أطلب فقط فرصة.
(يعمّ الصمت)
*أحدهم*:
– جيد، لكنك لا تنتمي إلى الدائرة المطلوبة.
*آخر* (بهمس):
– لا يذكرك أحد في المجالس العليا، هذا وحده كافٍ لرفضك.
يغادر بصمت، الملف يقع على الأرض ولا يلتفت له أحد.
*المشهد الثالث: المصفقون*
طاولة طويلة يجلس حولها مجموعة أشخاص بأوراق بيضاء أمامهم.
*رئيس الجلسة*:
– هناك قرار جديد… هل من ملاحظات؟
(صمت مطبق، ثم إيماءات بالموافقة دون أن تُقرأ أي ورقة)
*أحدهم* (يتردد):
– لكن… أليس في هذا القرار ضرر لفئة مستحقة؟
*الرئيس*:
– لسنا هنا لمناقشة التفاصيل وجودنا للمباركة فقط.
تصفيق جديد، القرار يُمرَّر، والوجوه تظل كما هي.
*المشهد الرابع: الشاشة اللامعة*
برنامج حواري تملؤه الصور والعبارات الرنانة الضيف يمدح، والمذيع يبتسم.
*المحاور*:
– كيف ترى الأداء؟
*الضيف*:
– رائع، كل شيء يسير كما يجب، حتى التعثر… هو جزء من الخطة.
*المحاور*:
– وماذا عن الانتقادات؟
*الضيف*:
– أصوات غير مهمة، من خارج السياق المهم أن نواصل .
الموسيقى ترتفع، الكاميرا تبتعد، وتظهر عبارة: “من أجل المستقبل”.
*المشهد الخامس: الجمهور الساكن*
أناس في الخلف، بلا مقاعد، بلا صوت وجوه متعبة تحمل مشاريع مؤجلة وسيرًا ذاتية لم تُقرأ.
*واحد منهم*:
– هل ما نراه مجرد عرض؟
*آخر*:
– يبدو كذلك… لكنه يُعرض منذ زمن طويل.
*ثالث*:
– ومتى تنتهي فصوله؟
(صمت… نظرات معلّقة في الفراغ)
*المشهد الأخير: صاحب الفكرة*
يتقدّم الراوي بخطوات بطيئة نحو الجمهور.
*الراوي*:
– لا تخافوا، فكل ما رأيتم كان من الخيال.
(يبتسم)
– مجرد فكرة مسرحية… لم تُعرض، ولم تُكتب، وربما لن تُكتب أبدًا.
ثم يهمس:
– أو هكذا نتمنى.
*ختام:*
*العدالة الغائبة… فكرة من خيال لكنها حين تُفقد في الواقع، لا تظهر فجأة، بل تبدأ بمشهد صغير… بتصفيق عابر، بقرار غير عادل، وبصمت لم يحاول أن يسأل: لماذا؟*
*بقلم: شاهد يتمنى أن تبقى هذه الفكرة داخل المسرح… لا خارجه.*